بشر الرسول، صلى الله عليه وسلم، من صام نهار رمضان وقام ليله، إيمانا واحتسابا، بغفران ما تقدم من ذنبه، ومغفرة الذنوب مدعاة وسبب للعتق من النار ودخول الجنة، وهذا هو الفوز العظيم، قال ت
عالى: 'فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز'، وقال صلى الله عليه وسلم: 'اذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر'.
وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال: 'ان لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها'، وشهر رمضان من هذه النفحات التي يجب ان نتعرض لها فلعل احدنا ان تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا، فهي فرصة إذن أخي كما تقول، وعلينا ان ننتهزها، ونتنافس فيها، قال تعالى: 'وفي ذلك فليتنافس المتنافسون'.
والمطلوب لتحقيق ذلك عدة أمور منها:
التوبة الصادقة النصوح، فالتوبة واجبة في كل وقت وحين، وقد أمرنا الله بها، فقال: 'وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون'، وهي في هذه الأيام أوجب.
الحرص على الإكثار من العبادة في هذا الشهر، خاصة قيام الليل وقراءة القرآن وتدبره.
الإكثار من ذكر الله واستغفاره، ورد ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الإسلام قد كثرت علي وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال 'لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى'، وعن أبي موسى الأشعري عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: 'مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت'.
التعرض لنفحات الله في هذا الشهر الكريم، مثل التماس ليلة القدر، واعتكاف العشرة الأواخر، كما مر في الحديث: 'ان لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها'.
الإكثار من التصدق والعطف على اليتامى والمساكين وإفطار الصائمين، قال، صلى الله عليه وسلم: 'من فطر صائما كان له مثل أجرهم من غير ان ينقص من أجورهم شيئا'.