إن كل منا يمشي بطريقة مميزة تجعله معروف لدى أصدقائه، و بعض خصائص المشي تعود إلى البنية الجسدية؛ لكن اتساع الخطوة و سرعة السير و وضع الجسم كلها عوامل تتأثر بالحالة العاطفية.


فإذا كان أمامنا طفل سعيد مثلا؛ نراه يسير بسرعة و بخفة؛ أما إن لم يكن كذلك؛ فإننا نلاحظ كتفاه منخفضان و يسير متثاقلا.


و عموما فإن البالغين الذين يسيرون بسرعة، و يحركون ذراعيهم بانطلاق؛ يكونون على الأغلب ممن يركزون على أهدافهم، و يسعون خلف مطالبهم.


لكن الشخص الذي يسير بشكل عادي، و يديه في جيباه حتى في الأيام الدافئة؛ فإنه شخص كتوم و انتقادي؛ فهو يلعب عادة دور المناصر للشر؛ حيث أنه يحب أن يخذل الآخرين باستمرار.


عندما يشعر الإنسان بالكآبة فإنه يسير ببطء، و يداه في جيبه، و نادرا ما ينظر للأعلى، أو يلاحظ إلى أين هو يتجه، و قد يمر بالقرب من مزارب دون أن ينظر لما فيها.


أما الشخص الذي يمشي و يداه على خصره؛ فهو كلاعب الوثب أكثر من كونه لاعب جري مسافات طويلة؛ فهو يرغب بسلوك أقصر مسافة ممكنة بأسرع وقت ممكن للوصول إلى هدفه، و عادة ما يتبع الاستهلاك المفاجئ للطاقة؛ فهو بعد أن يمر بحالة من الفتور؛ يبدأ بالتخطيط لقرارات مصيرية.


إن الأشخاص الذين تشغلهم مشكلة ما؛ عادة ما يسيرون بطريقة معتدلة؛ حيث يكون الرأس منخفضا، و اليدان متشابكتان خلف الظهر، و الخطوات بطيئة، و قد يتوقفون لركل حجر، أو يرفعون ورقة عن الأرض و يقلبونها ثم يتركونها على الأرض، و يبدون و كأنهم يقولون بينهم و بين أنفسهم: (لننظر في هذا الموضوع من جميع زواياه).


أما الأشخاص الراضين عن أنفسهم و مغرورين بعض الشيء؛ فتكون ذقنهم عالية، و تتأرجح ذراعهم بطريقة مبالغ فيها، و تكون أقدامهم ثابتة و ذات سرعة منتظمة و محسوبة؛ لتثير إعجاب الآخرين.