إن التعامل مع الأشخاص العصبيين يعني التعامل مع انفعالاتهم، وكثير من الناس لا يستطيعون التعامل مع هؤلاء الأشخاص لأن استثارتهم تكون قريبة، وقد ينتج عنها سلوكيات غير محمودة في كثير من الأحيان، لذلك وجب معرفة كيفية التعامل مع تلك الانفعالات السلبية.


وأقدم هنا حلا للتعامل مع تلك الانفعالات، وما عليك في البداية إلا أن تبدأ بالتعامل مع الانفعالات قبل اللجوء إلى المنطق.. لأن مشاعر الناس في معظم الأحيان شديدة السلبية، فهي لا تترك مجالا للحديث المنطقي. إن المفتاح في التعامل مع الانفعالات هو إبطال مفعولها.. والتحقيق ذلك، خذ علما بالمشكلة، تعاطف واشعر مع الشخص وشاطره همومه.


وأخذ العلم يعني انك تجعل الآخرين يحسون أنك تسمعهم وتتفهم أوضاعهم تماما، وهذا بالفعل يولد الكلمة المؤثرة في هذه المرحلة.


هناك فرق بين التعاطف مع الشخص ومشاطرة همومه. والكلمتين مشتقتين من الإغريقية. ففي التعاطف تقول: "أنا أفهمك" وفي المشاطرة تقول: "أنا أشعرتماما بما تشعر به".


ولإبطال الانفعال السلبي بنجاح، عليك مزج التعاطف والمشاطرة على النحو التالي: "أنا أفهم" أو "أنا أقدر وأشعر بما تشعر به".


يفضل البعض كلمة "أنا أوافقك"، لكن كما تمت الإشارة إليه في القسم المخصص لنموذج التدقيق لهذه الكلمة معان واسعة.


قد تحد هذه الكلمة وتحصر خياراتك، ومن الممكن أيضا استخدامها ضدك في حدة النقاش. إذا قلت: "إني أدرك وجهة نظرك".. و "أدرك ما تقوله" فإنك لست مضطرا أن توافق وتترك الباب مفتوحا. يمكنك القول أيضا: "إني أدرك تماما وإليك ما أفكر فيه".
تذكر أن تبقى دائما على الحياد، مهما يكن الثمن.. فالحياد هو الطريق الوحيد للبقاء بعيدا عن الأزمة وإبطال مفعول الانفعالات.


إبراهيم الفقي