من نعم الله عز وجل على الإنسان أن منحه ديناميكية التفكير دوماً بما هو له وما هو لغيره وهذا الإدراك السليم في فهم معادلة مدى أحقية الذات من كم فضائل الله على خلقه من البشر أن ميزهم بالعقل الراشد وعلى عكس ما كان سائداً من اعتقاد اجتماعي عام كون الإنسان يفقد الكثير من خلايا دماغه مع مرور الأيام دلت أبحاث جديدة أن الدماغ لا يفقد إلا عدداً قليلاً نسبياً من تلك الخلايا،


وهذا الفقد لا يطال سوى عدد محدد وضئيل من مناطق الدماغ، فسرعة الدماغ تعمل بقدرة فائقة على التركيز في حمله على أداء الواجبات ولا فرق في القدرات بين الكبار والصغار إلا في استثناءات معينة فليس كل صغير محافظ على قوة يقظته وليس كل كبير فاقد لرجاحة عقله جراء الكبر مع أن الأعضاء الظاهرة من هيئة الجسم هي التي تصاب بالوهن على أكثر احتمال عند الكبر ويموت الإنسان كبيراً في أغلب الأحيان ولكنه يبقى محتفظاً بقوة وثقابة عقله.


ومن المعترف أن المواظبة على التغذية الكاملة من حيث المقادير الصحية التي ينصح بها الأطباء وخبراء التغذية لكل فئة عمرية وممارسة الهوايات الرياضية والظهور في الأماكن الاجتماعية العامة وغيرها كلها عوامل تضمن صحة للجسم والنفس وتساعد على أداء أفضل لتنشيط الدماغ وبالتالي الاستمتاع بالحياة.. وممارسة المشي قد لا يكون هواية محببة لدى البعض لكن الخروج إلى الهواء الطلق مع حركة بسيطة في التنقل بالمكان (حديقة البيت مثلاً) يساعد على الابقاء أن يكون دماغ الإنسان في ذروة عمله وصحته فلقد أظهرت بحوث جديدة أن التأثير الإيجابي على الدماغ البشري ممكن أن يخلقه بصورة أفضل مزاولة تمارين رياضية خفيفة غير مرهقة للجسم.







واستكمالاً لموضوع حفظ التمتع بنعمة العقل وضمان استمرار عمله الراجح فمن الضروري أن يتناول الإنسان أطعمة منوعة من الخضراوات والفواكه فضلاً عن تناول فيتامينات (ب) لما لها من دور تؤديه في عمل الوظائف الدماغية المعتادة والسبانخ هو مصدر غني بفيتامين (ب6) كما أن (الخبز الاسمر) هو مصدر مهم لتغذية خلايا الدماغ وتقوية رجاجة عمله.


وللتنشيط العقلي طرق عدة منها الانخراط في النشاطات الاجتماعية كالسفرات والمطالعة في الأماكن العامة والتجوال الحر في الشوارع شبه المزدحمة إذ يخلق كل ذلك نشاطاً ملموساً ومفتحاً لذهنية المرء بما يجعله إنساناً معاصراً في التعاطي مع علاقاته الشخصية بالمحيط الاجتماعي.