قد تشعر أحياناً أنك تحتاج إلى عملية تغيير كلى لتفكيرك وميولك وانطباعاتك فلماذا؟ أعتقد أن الحياة ومؤثراتها والظروف المعيشية المحيطة بنا وبعاداتنا الاجتماعية أحياناً وثقافتنا وكل المؤثرات الخارجية تتطلب منا جمعياً أننا نريد أن نكون غير!


وأن نشعر أن جميع اتجاهاتنا وأفكارنا سلبية لا تخلو من العقم السلبى الزائد عن الحد كثيراً.

الشخصية تتعرض دائماً لعدة تأثيرات تؤثر فى البعض تأثيراً مباشراً وعاجلاً، وقد تجعله يخرج عن إطارها التوازنى والفكرى، فتراه أحيانا ناقم جداً لدرجة بعيدة أو مهموماً جدا أو شاعر باليأس وعدم الرغبة فى شىء، وقد تكون التأثيرات ذات تأثير بعيد لا تظهر إلا على فترات بين الحين والآخر نتيجة لموقف سىء أو شعور بالنقص أو شعور بالهم، فبالتالى تتأقلم بديهياً مع التأثيرات التى ذكرناها فتعطى انطباعاًَ أو شعوراً بنتائج التأثير القريب. الإرادة أداة مهمة جداً لتحقيق جميع الغايات، ولكن عند وضعها فى إطارها الصحيح فى شىء من التوازن، فالإرادة هى أن أفعل الشىء رغم كل الصعوبات وكل المعوقات، ولكن دون الضرر أو الإخلال بنظامى الاجتماعى أو محيطى البيئى نحتاج إرادة حديدية يغلفها الطموح الصادق فى الخير والعمل بما يرضى الله وأنفسنا.

ثم يأتى بعد ذلك التفكير الإيجابى عندما تملك الشىء بيدك حينها سيكون تفكيرك كله منصباً فى الاتجاه الصحيح، لكى تستفيد من ذلك الشىء سواء مادى أو معنوى، ولكن إن حدث العكس ولا أملك فتفكيرى كله منصب فى اتجاهات سلبية من ظروفى "الملغبطة" ومعيشتى "المتوترة" وحياتى "البائسة"، وكل ميولى تميل فى كفة الحزن أو الهم أو السلب، فتفكيرى هنا أداة سلبية بطريقه كبيرة، فلنحاول أن نغيره من خلال التسلح بالأمل والرضاء بما قسمه الله، ومحاولة تذليل العقبات لنفسى أولاً، والتغلب على كل المشكلات التى تعرقل تفكيرى الإيجابى من وضع حلول لمشاكلى، وليكن لنمسك بورقة وقلم وأذكرها وأكتب مشاكلى كذا وكذا.. كيف أقوم بحلها.. وأبدأ فى وضع الحلول بديهياً سيتغير عقلى الباطن ويعطينى إشارات ذات قيمه تساعدنى على التفكير الإيجابى من خلاله أستطيع السيطرة على عقلى وفكرى وأستطيع تحقيق ما أريد فى إطاره القيم والمُثُل الصحيحة.


ثم نأتى بعد ذلك للتنفيذ، ما أجمل أن نتكلم ونتحدث، فالكلام مباح ولا يضاهيه أو يساويه مال، فكلنا نتحدث ونتكلم ونسمع، ولكن هناك جملة تقول: من يده فى الماء ليست كمن فى النار، بالطبع نعم، ولكن لماذا لا تخرج يدك من النار وتضعها معنا فى الماء!. فلتبدأ فى أرض الواقع وحكم العقل واعزم النية والإرادة بأسلوب علمى وبخطوات مدروسة وأساليب واقعية ولا تبخل على نفسك من النصيحة عندما أعطيك أو غيرى يعطيك نصيحة أعقلها وابحثها واعلم مدى صدقها من عدمها طالما يدك فى النار، فماذا أنت خاسر بالعكس ستكون النصائح مفيدة جداً ومؤثرة، واستعن بتجارب الآخرين ممن سبقوك بمشاكلك وكيف تغلبوا عليها وأصبحت حياتهم مليئة بالسعادة والهدوء النفسى وراحة البال.. فلا يوجد خسران بيننا، الخاسر هو من يعترف بنصائح الغير ولكن لا ينفذها!

نعم أعلم أن معظمنا أو جميعنا حياته مليئة بالمشاكل أو الأشياء التى تعكر هدوئها، ولكن لا نريد أن تكون سمه رئيسية لحياتنا ولعاداتنا وأفكارنا، نريد مجتمعاً يستطيع التخلص من مشاكله بيده لا بيد غيره، نريد مجتمعاً فعالاً ومشاركاً ولا يتميز باللامبالاة حتى على نفسه وسعادته وسعادة حياته، فلتكن مشاكلنا جزءاً من الماضى، ولتكن أيضا جزءاً من الحاضر، ولكن للحظاتها ووقتها لا للاستمرار فيها والتعايش بها وعدم الأمان من دون الشعور بها!

نحتاج إلى التوازن حينها ستتغير أشياء كثيرة أخرى.. التوازن الفكرى يجلب لنا السعادة.. وهذا ما سنذكره مرة أخرى إن شاء الله.