التوجه المشحون بالعاطفة
ضبط التوجه

• لماذا خرجت إلى الوجود؟ من أكون؟ ما الذي أريد فعله في حياتي ابتداء من الآن؟ وكي جد عاطفتي وغايتي على أن أسعى نحو إجابات هذه الأسئلة.
• التوجه المشحون بالعاطفة والمحكوم بالغاية ذو قوة.
• خلق رؤيتي الشخصية يساعدني على تفعيل توجهي.
• ما الذي أريد فعله؟ وكيف سأفعل ما أريد؟ لأجل من ولأي غاية؟


ثمة لحظتان جليلتان في حياة المرء: الأولى حينما يخرج إلى الوجود، والثانية حينما يكتشف أنه قد خرج إلى الوجود.
كاتب مجهول


تحذير:
المخاطرة بالتوجه كن مستعداً.هذه الخطوة تساعدك على الوعي بأهمية الاستعداد الدائم وعدم الاستسلام أو الانسحاب، وستساعدك على إدراك قدرتك على التغلب على التحديات. وهذه هي العقلية التي تحتاج إليها كي تساعدك على تفعيل توجهك. منذ سنوات عديدة دعيت لأن أكون واحداً من المتحدثين الختاميين في اجتماع كبير لشركة " آي بي إم" IBM في " سان فرانسيسكو" . كان الحاضرون أكثر من ثمانمائة فرد. كنت لا أزال أعمل لحساب الشركة في ذلك الوقت واعتبرت أن دعوتي للتحدث إلى زملائي في العمل، بما في ذلك مجموعة من وطني الصغير في " سياتل" شرف لي. كنت متأهباً ومتحمساً جداً. أردت واحتجت أن أكون مستعداً تماماً لهذا الأمر. ولمدة أسبوعين والنصف طورت قدرتي على التقديم. تدربت على التفاوت في نبرة صوتي. وحسنت من تقديمي لنفسي، ومن النقاط الرئيسية ومن هيكل موضوعي وقصصي وخاتمة الحديث. وبعد كل هذا الاستعداد اشتعل الحماس بداخلي. وبالكاد أذكر الرحلة من منزلي إلى المطار، فقد كنت في شدة الاستثارة. وبمجرد أن قمت بصف سيارتي في المرآب هرعت إلى شباك التذاكر ولكني علمت أن الطائرة سوف تتأخر لمدة أربع ساعات. البعض قد يتناول هذا الأمر من منظور سلبي. غير أنني نظرت إلى التأخير باعتباره فرصة لممارسة العرض وقد فعلت. وأثناء ممارستي اقتربت مني سيدة تكبرني وسألتني: " معذرة، إلى من تتحدث؟" فقلت لها: " إلى نفسي لأنني أستعد لإلقاء عرض تحفيزي" . فقالت: " رائع. إن ما سمعته لتوي يبدو جيداً بالفعل" . وقد كان هذا هو التشجيع الذي أتوق إليه. وأخيراً حان وقت انطلاق الطائرة. وقد جلست إلى جانب رجل لم يتفوه بحرف طوال أربع ساعات والنصف. لم يستطع ذلك لأنني كنت أقوم بتحفيزه طوال الرحلة. وعندما هبطت الطائرة، انتفض من كرسيه ووقف يحييني فقال: " لم أستقل طائرة أبداً مع متحدث تحفيزي من قبل، لكنك يا بني ألهبت حماسي. سوف تبلى بلاء حسناً بالتأكيد" . توجهت له بالشكر وخرجت من الطائرة ومازال الحماس مشتعلاً بداخلي. وعند البوابة قابلتني رفيقتي التي كانت تنتظرني. وقد لاحظت على الفور حماستي وسألتني كيف كانت رحلتي.
فقلت: " في أي وقت أتحرك من النقطة " أ" إلى النقطة " ب" فإنها تكون دائماً رحلة موفقة" . ثم قالت لي أن هناك بشرى بانتظاري إلى جانب أخبار سيئة أيضاً.
فسألتها سؤالين: " هل سألقي حديثي اليوم؟ وهل الحضور مازالوا على قيد الحياة؟" . وأجابت بالإيجاب عن السؤالين. فقلت لها : " إذن يبدو كل الأخبار التي لديك مبشرة لي. إنني أجري استعداداتي لمدة أسبوعين وأنا على استعداد الآن لإنجاز شيء" . فقالت: " يعجبني موقفك ولكننا مضطرون لترحيل حديثك من رقم 31 إلى رقم 34. وأيضاً عليك الآن أن تتبع في دورك السيدة " ديبي فليدز" صاحبة الكتاب الشهير Mrs Frelcl's Cookies وهي واحدة من أفضل المتحدثين على المنصة. لم يرغب أحد من المتحدثين الآخرين في البرنامج أن يتبعوها. ونأمل أنك لا تمانع" . مازلت متمسكاً بتوجهي الإيجابي. فقلت لها: " دعيني أبين لك شيئاً. لقد أمضيت أسبوعين والنصف في الاستعدادات إلى جانب أربع ساعات والنصف في رحلة طيران وأنا على استعداد تام أن يأتي دوري بعد أي إنسان، وأتمني أن تكون السيدة " فليدز" قد أحضرت معها بعض الحلوى!" . حينما وصلنا إلى القاعة، حيث يعقد المؤتمر كانت السيدة " فليدز" على وشك الانتهاء من حديثها. وسألتني مضيفتي إذا كنت أرغب في الدخول للاستماع إلى ملاحظاتها الختامية. لكنني رفضت قائلاً: " لكم يسعدني أن أدخل لأستمع إلى متحدثة عظيمة كالسيدة " فليدز" ولكنك دفعتني لتوك نحو تحدٍ، وقد علمتني جدتي أنه حينما يواجهني أي تحد علي أن أحوله إلى فرصة. سأمكث هنا في الباحة أتدرب على ما سأقول، وسأعلم ميعاد دخولي" . فقالت: " حظ وافر" . وبدأتُ في المشي داخل قاعة الانتظار في الفندق وأنا أقول لنفسي: لا تقلق بشأن السيدة " فليدز" . أنت على علم بما ينبغي عليك أن تفعل. وعلى حين غرة سمعت أزيزاً من الجمهور المحتشد داخل القاعة. وحدثني صوت داحل رأسي: إنها رائعة. بعد ثلاث دقائق رأيت اثنين يغادرون القاعة وكانا يأكلان حلوى. فقلت لنفسي: أيعقل هذا، هل أحضرت للحضور حلوى؟ أوه كلا إنك لم تحضر شيئاً ليأكله الحضور وعندئذٍ جاء إلي صديق وحفزني بكلمات تشجيعية: " لقد رأيت اسمك في البرنامج، آه يا " كيث" هل عليك أن تتيع السيدة " فليدز" . سوف أصلي من أجلك لأنني أعلم أنك لن تكون جيداً بقدر ما كانت هي" . عند هذا الحد سقط توجهي من السماء السابعة إلى أسفل سافلين في لحظات. وتحول الحوار الداخلي الإيجابي إلى حوار سلبي بشكل أتوماتيكي. وسمعت صوتأ بداخلي يقول: استسلم، فمن يرغب في سماع حديثك؟ إنهم يريدون العودة إلى بيوتهم. وأنت لم تحضر للحضور حلوى. لكل امرئ نصيبه من الفشل، واليوم حان دورك!
لي إيمان بأن هناك مدرباً وروحاً يسكنان خلف ضلوعي، ولدي إيمان أيضاً بأن لدي كل شخص مثلما. وحينما تصبح الأمور عصيبة وترهبك الحياة بمخاطرها استدعى مدربك الكامن خلف الضلوع. في وسط باحة الانتظار بالفندق صرخت: " اهدأ، فلست تجرى استعداداتك لأسبوعين والنصف وتقطع رحلة جوية لأربع ساعات ونصف ثم تأتي إلى هنا لترضى بالفشل. لن تكون مثل السيدة " فيلدز" ولكنك يمكن أن تكون أفضل شخص اسمه (كيث هاريل). أنا هنا لأحقق إنجازاً وطفرة. وقد حان وقت العمل" .دخلت إلى القاعة من بابها الخلفي كنت على استعداد ان أجري يطول الممر. قام المسئول التنفيذي الأعلى بتقديمي للحضور من خلال سيرتي الذاتية. وكنت أنا متحفزاً بينما استمر هو في تقديمي. وبدأ صبري ينفذ فقلت " هيا أسرع" . وبجانبي امرأة سمعتني فقالت لي: " أأنت المتحدث التالي بعد السيدة " فيلدز" ؟ لكم أشعر بالأسف تجاهك، إن السيدة (فيلدز) رائعة بمعنى الكلمة" .فنظرت إليها بابتسامة لا تقدر بثمن وقلت: " سأخبرك بشيء، لا تشعري بالأسف من أجلي. السبب الذي يجعلني أتبعها هو أنها لا تستطيع أن تتبعني. يستحسن أن تتمسكي بذراع مقعدك جيداً لأن لكلامي تأثير السحر" .سرت عبر الممر واعتليت المنصة وألقيت أفضل عرض تقديمي لي على الإطلاق. فقد ألهبت حماس الحضور واضطرت السيدة " فيلدز" أن تصنع لي حلوى خصيصاً.حقاً، إن التوجه هو أساس الأمر كله!