موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
ما هو الابتزاز العاطفي؟
ما هو الابتزاز العاطفي؟
" رغم أننا قد نتميز بالمهارة والنجاح في مجالات أخرى في حياتنا، فإننا نشعر بالحيرة وانعدام القوة أمام هؤلاء الناس حيث يبدو كما لو كانوا يلفوننا حول أصابع ايديهم " . " إنهم يدخلوننا حالة من الحميمية المريحة عندما يريدون منا شيئاً، ولكنهم كثيراً ما يهددوننا حتى يحصلوا على ما يريدونه. ويغمروننا بإحساس بالذنب ولوم الذات عندما يريدون " . " وربما كان أسوأ شيء أننا كلما استسلمنا للابتزاز العاطفي، فقدنا التواصل مع شخصياتنا المتكاملة وبوصلتنا الداخلية التي تحدد لنا ما ينبغي أن تكونه قيمتنا وسلوكياتنا " .
سوزان فوروارد
إذاكان قد سبق لك أن فعلت شيئاً لا تريد فعله، ولكنك كنت تشعر بأنك مضطر لفعله حتى تحافظ على إحدى علاقاتك، فعليك أن تقرأ هذا الكتاب؛ لأنك لن تدرط طبيعة الابتزاز الانفعالي القوية إلابقراءتك كتاب الابتزاز العاطفي: عندما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب ليتلاعبوا بك.إن ممارسة الابتزاز-رغم أنها تُضايق في حد ذاتها-فهي مؤشر لمشاكل عميقة لدى كل من ممارس الابتزاز والمتعرض له. لماذا يشعر أحدهم بأن التهديد، أو التخويف هو الطريقة الوحيدة لحصوله على مايريده؟ ولماذا يسمح الضحايا للمبتزين بأن يبتزوهم؟
ما هو الابتزاز العاطفي؟
في حياة معظمنا شخص-زوج، أو ابن، أو زميل عمل-نعمل على إرضائه لعدم رغبتنا في إساءة علاقتنا به، أو ربما كنا في حالة من الصراع المستمر معه؛ لأننا نستاء من ضغطه علينا لنفعل شيء نعرف أنه غير جيد أو مناسب لنا.ويمكن تلخيص صفات ممارس الابتزاز العاطفي في تهديد واحد أساسي هو:
" إذا لم تفعل ما أريدك أن تفعله، فسوف أجعلك تعاني " . ولأن ممارس الابتزاز بعرفنا معرفة جيدة، فإنه يستغل نقاط ضعفنا ليكسب موافقتنا على ما يريده. يسود العلاقات الطبيعية نوع من التوازن في الأخذ والعطاء، نأخذ من خلاله ما نريده لبعض الوقت، ثم يحصل الطرف الآخر على ما يرديه في الأوقات الأخرى. أما ممارس الابتزاز العاطفي، فإنه لا يهتم بسعادتنا بقدر اهتمامه بالحصول على ما يريده.ويخلق ممارس الابتزاز العاطفي مشاعر الخوف، والالتزام، والشعور بالذنب لدى ضحيته، وهو ما يصُعب على الضحية أحياناً أن يعرف كيف يعامله. عندما يوجد الخوف والإحساس بالذنب، فكثيراً ما نشعر بأننا نحن المشكلة-وليس من يحاول ابتزازنا. إذا مارس عليك زوجك، أو زميلك في العمل، أو أحد أقاربك أحد السلوكيات التالية،
فاحذر من أن تقع ضحية للابتزاز العاطفي:- التهديد تصعيب الأمور إذا لم تتوافق معه بما في ذلك التهديد بإنهاء علاقته بك.- التلميح بأن ما يعاني منه من بؤس نتيجة لعدم موافقتك مع ما يريده. مخ الشخص المنبسط أقل استثارة من مخ الشخص المنطوي-على النقيض مما نظن.- تقديمه وعوداً كبيرة إذا فعلت شيئاً معيناً، ولكن تلك الوعود لا تحقق أبداً.بتجنب كل منهما للآخر والحذر في تعامله معه. وتعبر " فوروارد " عن هذا فتقول: " وما كان رقصة ناعمة من قبل تتمثل في الاهتمام والحميمية يتحول إلى حفلة تنكرية يبالغ حضورها في إخفاء شخصياتهم الحقيقية " .إننا نكف عن الثقة في بوصلتنا " الداخلية " كل مرة نستسلم فيها. وهذه البوصلة الداخلية هي ما تخبرنا بما ينبغي أن نفعله حتى نحافظ على تكامل شخصياتنا. وكلما زاد تحقيقنا لما يريده المبتز منا، زاد فقداننا الرؤية لذواتنا الحقيقية.
ما سبب ضعفنا ؟
شكا الكثيرون ممن حضورا إلى " فوروارد " لمساعدتهم على التصدي للابتزاز العاطفي مي شعور أطلقت عليه " فوروارد " اسم " الثقب الأسود " . لقد كانت فكرة ترك شركائهم لهم فكرة مرعبة لديهم جعلتهم يدخلون حالة عقلية حمائية، حيث فعلوا كل ما يستطيعون فعله للحفاظ على شركائهم. تقول " فوروارد " : " إننا قد نكون أقوياء وعقلانيين في كل مجالات حياتنا، ولكننا ننهار أمام أي رفض أو ما نتصور أنه رفض من شركائنا لنا " .وهذا الخوف من الهجران هو أساس معظم المخاوف الأخرى، وكل ما يحتاج إليه ممارس الابتزاز العاطفي لتحقيق أهدافه هو أن يثير لدينا ذلك الخوف. ومع ذلك، فإن تكامل شخصياتنا، وراحة بالنا تعتمد على مواجهة المخاوف، وهذا هو ما تناقشه " فوروارد " في الجزء الثاني من كتابها، حيث تقدم الأدوات والوسائل اللازمة لتعرفنا على نقاط ضعفنا العاطفي حتى لا يستغلها ممارسو الابتزاز مرة أخرى. وفي هذا الجزء نتعلم كيف نثبت على مواقفنا، ونواجه المشاكل الحقيقية ونضح الحدود، ونتحلى بالقدرة على أن نقول لمن يبتزنا عاطفيًّا إن ما يطلبه ليس مقبولاً.
تعليقات ختامية
ليست هناك إلا طريقة واحدة للتعامل مع كتاب الابتزاز العاطفي؛ فرغم أن الجزء الأول من الكتاب " فهم المناورات الابتزازية " وحده يستحق شراء الكتاب، فإن الجزء الثاني منه ذو قيمة أعظم حيث تتجاوز " فوروارد " في هذا الجزء توضيح الابتزاز لتوضح لنا كيف نواجهه وننتصر عليه.والسلبية الوحيدة في الكتاب هو أنه لا يتضمن قائمة بالمراجع أو الكتب الأخرى التي يمكن قراءتها في الموضوع؛ فأنا شخصيًّا أريد أن أعرف ما تأثرت به " فوروارد " في تأليف الكتاب، وإذا كانت كل الأفكار التي تطرحها فيه قائمة على ممارستها العلاج النفسي فقط أم أن هناك مصادر أخرى. إن أفكارها عن بنية العاطفة، وتاريخ مُمارس الابتزاز تعكس أصداءً لكتابات " كارين هورني " (انظر صـ180) التي كتبت عن التوجهات العُصابية التي تتطور لدى الأفراد أثناء الطفولة حتى يشعورا بدرجة أكبر من الأمان، ولكنهم يقعون في خطأ مواصلة هذه التوجهات أثناء سنوات رشدهم أيضاً. وقد ساعدت كتب " فوروارد " -حيث ألفت أيضاً كتاباً بعنوان Men Who Hate Women and the Women Who Love Them-الملايين من الناس، وكتابها الابتزاز العاطفي نموذج جيد لكتب مساعدة الذات يقدم إسهاماً مهماً في كتابات علم النفس، حيث يشعر القارئ بعد انتهائه من قراءته بتقدير أكبر لمدى تعقد السلوك والعواطف التي يتضمنها إنسان واحد. وقد قال الكثيرون ممن ذكرتهم " فوروارد " في الكتاب إن شركاءهم " أروع شخص في العالم وأكثرهم اهتماماً به " ، وأيضاً نبتز عاطفي بارد المشاعر لا يفكر إلا في نفسه. والحق أن الطبيعة الإنسانية قد تتضمن الجانبين معاً، ومع ذلك فلا ينبغي علينا أبداً أن نقبل الابتزاز في علاقتنا؛ لأنه يجرد العلاقة من معناها، فلا تجعل علاقتك تتعرض لهذا.
" سوزان فوروارد "
بدأ عمل " سوزانفوروارد " بعلم النفس عندما عملت متطوعة في معهد علاج الأمراض العصابية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. حصلت " فوروارد " على درجة الماجستير في العلاج النفسي في العمل الاجتماعي، ثم على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. مارست العلاج في عيادتها الخاصة على مدار سنوات طويلة، بالإضافة إلى عملها مع الكثير من المؤسسات الطبية، ومؤسسات العلاج النفسي في جنوب كاليفورنيا.وقد جعلها كتابها الأول (1978) Betrayal of Innocence مرجعاً في مجال التحرش بالأطفال وإساءة معاملتهم، ثم أعقبته بكتاب Men Who Hate Women and the Women Who Love Them (1986)، و (1989) Toxic Parents- وهو أيضاً كتاب حقق أعلى المبيعات. ومن كتبها الأخرى: Obsessive Love ، وMoney Demons، و When Your Lover Is a Liar. وقد شاركتها تأليف الكتاب الأخير، وكتاب الابتزاز العاطفي " دونا فريزر " .و " فوروارد " متحدثة شهيرة في وسائل الإعلام، والمحاضرات العامة، وعملت مستشارة شهود في قضايا كبرى في المحاكم، ونتيجة لدورها كمعالجة لـ " نيكول سيمبسون " ، فقد أدلت بشهادتها في قضية " او. جيه. سيمبسون " .
المفضلات