الحب سر التوافق مع الأخرين
حديثه الداخلي أوقف ترقيته
في يوم من الأيام، جاءني "جيم إس. " وهو مندوب مبيعات وكان مستاءً جداًمن صعوبات التي تقابله أثناء عمله مع مدير المبيعات في المؤسسة التييعمل بها، وقد كان يعمل بتلك الوظيفة لمدة عشر سنوات ولم يحصل في يومعلى أي ترقية أو تقدير من قِبَل إدارة المؤسسة. وقد أراني أرقام مبيعاته والتيبدت أعلى نسبياً من أرقام مبيعات زملائه من مندوبي المبيعات في منطقته.وكان تفسيره لهذا الأمر هو أن مدير المبيعات لم يكن يحبه، وادعى أنه كانيُعَامَل بظلم، وأن المدير كان يسخر من اقتراحاته التي كان يقدمها خلالالاجتماعات والمؤتمرات وفى أحيان أخرى كان يعامله بوقاحة.وبعد مناقشة موقفه بالتفصيل شرحت له أن سبب مشكلته يكمن بداخلهبدون أدنى شك، فقد كان مفهومه واعتقاده حول مديره إثباتاً على رد فعل هذا الرجل، فما نضعه في أذهاننا تجاه شخص ما أو نتعامل معه على أساسهسوف يحدث معنا بالمثل. وبالمثل، كانت الصورة أو المفهوم الذي يحمله"جيم" عن مديره هو أنه كان رجلاً شريراًو متحاملاً ومشاكساً، وقد امتلأقلب "جيم " بالبغض والمرارة تجاه هذا المدير. وفى طريقه إلى العمل كانيمتلئ حديث نفسه بالنقد والجدل والتنديد بمديره.إن ما كان يظنه "جيم" في مديره كان يرتد إليه حتماً. وفى نهاية حوارناأدرك" جيم " أن حديث نفسه وحواره الداخلي كان مدمراً. إن قوة وحدةأفكارك ومشاعره الداخلية وإدانته وشجبه لمدير المبيعات كل هذا دخل فيعقله الباطن وانطبع بداخله وهو ما أدى إلى إثارة رد الفعل السلبي من جهةالمدير بالإضافة إلى إصابة "جيم " نفسه باضطرابات جسدية وعاطفية.وقد أقنعه بالعلاج من خلال الدعاء بالشكل التالي:"أنا المفكر الوحيد في عالمي، وأنا مسئول عما أظنه في رئيسي بالعمل.


إن مديري ليس مسئولاً عن الطريقة التي أفكر فيه بها. أنا أرفض أن أدع الفرصةلأي شخص أو شيء أو مكان في مضايقتي أو إزعاجي, وأنا أتمنى لرئيسيالصحة والسلام والنجاح وراحة البال والسعادة. وأتمنى بصدق أن يكون فيأحسن حال وأنا أعلم أن الله يرشده ويسدد خطواته".


وقد أخذ يردد هذا الدعاء ببطء وهدوء وبإحساس وهو يعلم أن عقله مثلالبستان الذي تبذر فيه وتطرح فيه ثمرات.وقد علمته أيضاً أن يمارس تدريباً تخيلياً قبل النوم. فصنع سيناريو تخيلفيه مديره وهو يهنئه على عمله الرائع ويمدح حماسه وهمته وعلق على ردالفعل الرائع الذي تلقاه من العملاء. وقد شعر "جيم " بواقعية هذا الموقف.وأحس بيد مديره وهو يصافحه وسمع نبرة صوته ورأى ابتسامته. لقد صنعهذا الفيلم السينمائي العقلي وقام بإخراجه بأفضل صورة وأخذ يديره فيذهنه ليلة بعد ليلة وهو يعلم أن عقله الباطن هو بمثابة المشاهد الذي يُعرضعليه هذا الفيلم وتنطبع فيه أحداثه.وتدريجياً، وعن طريق العملية التي يطلق عليها اسم التمازج العقلي والروحي، تم صنع الانطباع في عقله الباطن.


وظهر التغيير أوتوماتيكياً.وبعد ذلك، استدعاه مدير المبيعات إلى "سان فرانسيسكو"، وهنأه وعهد إليهبمهمة جديدة كمدير قسم المبيعات حيث يشرف على الكثير من المهام معزيادة راتبه، فعندما غير مفهومه ووجهة نظره حول رئيسه، استجاب رئيسهطبقاً لذلك.لا تعط لأي شخص في العالم القدرة علي أن ليحرمك من غايتك وهدفك في الحياة, والذي يتمثل في أن تقدم كل مواهبك الدفينة إلى العالم. وأن تخدم الإنسانية, وأن تظهر المزيد والمزيد من حكمة الله, والحقيقة, والجمال إلى كل من يعيشون بهذا العالم. في الحب يمكن سر التوافق مع الآخرين. الحب هو تفهم وتقدير واحترام قدسية حياة الآخرين