الحب و تحقيق السعادة
الحب
بعض الأفكار عن الحب... (كيف يعطي المرء الحب حقه عندما يتحدث عنه في فقرات قليلة؟).
هل سألت نفسك من قبل لماذا نحب الأطفال بدرجة كبيرة؟ إننا نحب الأطفال لأنهم على قدر كبير من التفتح والحساسية، فعندما يفتحون أذرعهم وينظرون في أعيننا، نشعر وكأنهم يقولون لنا: "أحبني. فأنا أحتاج إليك ولا أستطيع أن أكون في الحياة بمفردي".

وعندما نكبر، يؤمن الكثير منا بأننا يجب أن ندعي أن لدينا اكتفاءً ذاتيًا، ولا نحتاج لأي شخص حولنا. فنقول لأنفسنا: "أنا بأفضل حال، أنا بخير، أنا صلب، سأعتمد على نفسي في ذلك". بينما نحن في الحقيقة ربما نشعر من داخلنا بالخوف والوحدة، وفي أمس الحاجة إلى من يستمع لنا ويكون بجانبنا.


فهناك خرافة منشرة بين البعض نقول: "من الأفضل ألا تعترف للآخرين بأنك مرهف الحس أو أنك تشعر بالوحدة، وإلا ظنوا أنك شخص ضعيف"، وتقول هذه الخرافة أيضَا: "لا تكن أمينًا وصادقًا في التعبير عن مشاعرك للآخرين، وإلا استغل أحدهم مشاعرك هذه لكي يغرقك" ولكن العكس هو الصحيح. فالآخرون يمكنهم إدراك مدى صدقنا معهم، ويعرفون متى نكون صرحاء وصادقين فيما نقول، ولهذا السبب يحبوننا. ولكننا عندما نتصنع ونتظاهر بأننا على ما يرام، على عكس الواقع، فإننا نقع في مآزق كثيرة.


إن الحب ليس ضعفًا. فالحي قوة والتزام. وعندما تحب شخصًا فإن هذا يعني أن تقول له ما لا يرغب في سماعه، ما دمت تجد هذا في صالحه.
فالحب شجاعة، وربما يتطلب منك الأمر شجاعة أكثر لتقول: "أنا خائف" أو "أنا أحبك"، أكثر من تلك التي تحتاجها لكي توجه ضربة صائبة لشخص ما.


فالحب احترام، احترام لأنفسنا وللآخرين من حولنا، فالحب هو أن نعطي الآخرين الحق في أن يكونوا حيث يريدون وأن نحبهم طبيعتهم مهما كانت. فليس "الحب" أن تقول: "إذا فعلت هذا فإنني سأحبك، فهذا ليس سوى تلاعب واستغلال.
إن الحب هو أن نبحث عن الجانب الجيد في الآخرين من حولنا، فإذا نجحنا في ذلك، وكان هذا النجاح مستمرًا، فإننا بذلك سنضمن سعادتنا. فبما أن الحياة التي نعيشها انعكاس لنا، فإننا كلما ازداد إدراكنا للحب والجمال من حولنا، أصبحت لدينا القدرة على النمو والتطور، وأصبح الحب كل شيء في حياتنا.