قوة المطابقة بين الأشخاص
قوة مطابقة ومواءمة الآخرين
من بين الأشياء التي تحدث عندما تتآلف مع أحد الأشخاص أنكما تصيران مثل سباحين متزامنين في الحركة؛ حيث تبدأ في الجلوس مثله والتحرك مثله وتفعل نفس الشيء مثله وفي نفس التوقيت، وكلاكما حين يجلس يضع رجلاً فوق أخرى بنفس الأسلوب، وكلاكما ينحني لالتقاط المشروب في ذات الوقت، وكلاكما يجعل صوته هادئاً هامساً بنفس الطريقة- وكلاكما يضحك عند نفس النقطة في القصة.


فهل أصبحت أكثر شبهاً بالشخص الآخر؟ أم أصبح هو أكثر شبهاً بك؟ في الواقع أنه قليل من هذا وذاك- لقد أصبحتما أكثر شبهاً ببعضكما البعض. هذا ما يحدث لك عندما تتواصل مع الآخر- وعندما تنشأ بينكما الألفة والمودة، فكلاكما يتكيف مع الآخر وتعدلان من وضعيتكما وحركاتكما وأسلوب حديثكما ولغتكما- بل قد تصل الأمور إلى المرحلة التي يمكنك فيها معرفة ما يفكر فيه الشخص الآخر وتقوله قبل أن ينطق به.


إن هذه العملية تحدث في أغلب الأحيان على مستوى اللاوعي وبصورة تلقائية عندما ينسجم شخصان مع بعضهما البعض. لا أحد يخطط لذلك ولا أحد يحاول أن يشبه الآخر بيد أنك تستطيع أن تفعل ذلك على مستوى الوعي- وعندما تقوم بذلك يصبح تأثيرك على الشخص الآخر عميقاً هائلاً دون أن يدري هو شيئاً ألبته عن ذلك.


عندما تتعمد أن تشبه الشخص الآخر- فتستخدم نفس لغته الجسدية وأسلوبه الصوتي ولغته- فإن جزءاً منه يلاحظ ذلك، ويخلص إلى أنك متواصل معه. وخلاصة القول هو: أنت تستطيع تحقيق الألفة وكأنك بالفعل متآلف مع الشخص الآخر. إن أغلبية الأشخاص لن يميزوا الفرق لذلك ففي وسعك مضاهاة أي سلوك يقوم به الشخص الآخر.


وفي كتابه عن الذكاء الاجتماعي يلخص "دانيال جولمان" الأمر على النحو التالي: "لقد توصل علماء الاجتماع مراراً وتكراراً إلى أنه كلما قام شخصان بحركات متزامنة بصورة طبيعية تلقائية- أي حركات فورية ذات إيقاع متماثل أو فيها تنسيق- أصبحت مشاعرهما الإيجابية أشد قوة".


التطابق في الإطار الكلي للطاقة
إن أيسر مقطة تنطلق منها وأكثرها وضوحاً هي البدء بالإطار الكلي لطاقة الشخص الآخر. فإذا كان مفعماً بالنشاط والحيوية فعليك أن تحذو حذوه، وإذا كان ممن يتروون في تصرفاتهم، فعليك أن تكون مثله. عليك أن تستشعر درجة حماس الآخرين وشغفهم وأن تعكسها إليهم مرة أخرى، فكل ما تريده هو أن يروا فيك أنفسهم عندما ينظرون إليك.