اعرف من أنت؟
شارك في اللعبة
لن تحقق شيئاً وأنت بعيد عن السابق، فالحياة ليست رياضة تكتفي معها بالمشاهدة، اقرأ القصة التالية وفكر في مغزاها :
قررت مجموعة من الحيوانات والحشرات تنظيم مباراة لكرة القدم الأمريكية،وقد تم تنظيم وترتيب الفرق وفقاً للحجم، اجتمعت كافة الحيوانات الضخمة من الدببة، والأسود، والأفيال، والزرافات في فريق واحد، أما الأرانب والسناجب وحيوان الأبسوم والحشرات فقد شكلت الفريق الآخر.


بدأت المباراة كما هو متوقع من جانب واحد، وبنهاية الربع الأول من المباراة كانت النتيجة لصالح الحيوانات الضخمة والتي أحرزت 56 هدفاً مقابل صفر للفريق الآخر، وبانتهاء الشوط الأول استمر الفارق بينهما في الازدياد لتصبح النتيجة 119 _ صفر، لقد كانت فعالية هجمات الحيوانات الصغيرة والحشرات ضئيلة للغاية أما دفاعهم فكان على نفس الدرجة من السوء.

ومع بداية الشوط الثاني، تلقي الأسد الكرة من ركلة بعيدة على خط 25 متراً، ولكن تمت إعاقته وإيقافه عن التقدم على خط 37 متراً، وقام بلعب الكرة في الحال على الدب الذي حاول أن يصنع هجمة مفاجئة من خط المنتصف ولكن تم إيقافه في الحال، وفي اللعبة التالية حاول الفهد استخدام سرعته للوصول على مرمى الفريق المنافس ولكن تم إيقافه فجأة على بعد متر واحد من المرمى، نظر الفهد حوله ليرى من قام بإيقافه، وقد أصابته الدهشة عندما رأى أم الأربع وأربعين تبتسم له فسأل الحشرة قائلاً :" هل أنت من قام بإيقافي ؟ إنها المرة الأولى التي تمت إعاقتي فيها من بداية المباراة، فأجابت الحشرة الشجاعة بالطبع أنا من فعل ذلك، وقد قمت كذلك بإعاقة الأسد والدب!
فقال أحد أعضاء فريق أم أربعة وأربعين مقاطعاً إياها :" حسناً هذا عظيم، ولكن أين كنت طوال الشوط الأول من المباراة عندما كنا غير قادرين على القيام بحركة دفاع واحدة ؟"
قالت أم أربع وأربعين مجيبة: " كنت أعقد أربطة أحذيتي !".


كما خمنت عزيزي القارئ، تمثل أم أربع وأربعين هؤلاء الأشخاص الذين يكتفون بالجلوس عند الخطوط الجانبية لملعب الحياة، إنهم يحملون بداخلهم النوايا للقيام بشيء مميز بمجرد أن تتحسن الظروف ويستعدون لذلك، إنهم غالباً ما يهدرون الكثير من وقتهم وطاقتهم في الاستعداد قبل اتخاذ خطوة من أجل القيام بفعل ( مثل التأكد من أن كافة أربطة الحذاء مربوطة )، ولكن عندما يهمون أخيراً للقيام بشيء ما، يكون الأوان قد فات لذلك، فقد خسروا المباراة بالفعل!


وبينما يعد استغراق الوقت من أجل الاستعداد للتغير أمراً طيباً، إلا أنه لا فائدة من إهدار طاقتك في الانتظار حتى تحين اللحظة المناسبة، عندما يكون لديك الرغبة والدافع للتغيير، فإن أفضل وقت للتحرك هو الوقت الحاضر.
" إذا أردت أن تعرف من أنت، فلا تسأل، ولكن اعمل ! فإن عملك هو ما سيحددك ويصفك ".
توماس جيفرسون، 1743 _ 1826، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.