بعد تخطي مرحلتي اختيار المجال المناسب وقبول السيرة الذاتية كحلقة تعارف أولى مع جهة العمل يأتي الدور على المقابلة الشخصية وهي خطوة مهمة للغاية, ففيها يتحول الساعي للحصول على فرصة عمل من مجرد بيان ضمن عشرات الآلاف من البيانات إلى شخص له ملامح واضحة ومعروفة لدى جهة العمل, ومن ثم تشكل المقابلة الشخصية أهم وأخطر حلقات مسلسل الحصول على فرصة عمل, فبناء على انطباعات القائم بالمقابلة (ممثل المنشأة أو الشركة) تتحدد بنسبة كبيرة فرصة المتقدم في الحصول على فرصة العمل المنشودة, وقد تعمدنا استخدام كلمة (انطباعات) لأنه بغض النظر عن حقيقة مؤهلات وشخصية المتقدم فانه لو لم يستطع إقناع المسئول بها, فستصبح لا قيمة لها, فلو كان المتقدم بطبيعته لبقا وصاحب شخصية منطلقة و حيوية إلا انه لسبب أو لآخر كان مضطربا أو متلعثما خلال المقابلة فلن توجد قوة على الأرض تستطيع إقناع القائم بالمقابلة بعكس ذلك, والواقع العملي يشهد بأن هناك الكثيرين خسروا الوظيفة المنتظرة لأنهم لم يستعدوا جيدا للمقابلة الشخصية.
والسطور التالية تحاول إلقاء الضوء على بعض النقاط التي يتعين الإلمام بها عند إجراء مقابلة شخصية. يجب الإعداد للمقابلة الشخصية بمعرفة كل ما يمكن عن الجهة التي دعته للمقابلة, ومن ثم ينبغي التعرف على أنشطتها ومنتجاتها أو خدماتها إضافة إلى ما تيسر عن تاريخها, ويفضل لو قام طالب الوظيفة بالدخول على موقع الإنترنت الخاص بهذه الجهة إن وجد, فليس مقبولا مثلا أن يذهب طالب الوظيفة إلى بنك يعمل بتكنولوجيا )أوراكل( في قواعد البيانات, ثم يستعرض معلوماته عن تكنولوجية (Microsoft) أمام مسئول التوظيف, أو يذهب للمقابلة ليتحدث عن تكنولوجيات (IBM) في الأعمال الإلكترونية لدى جهة تعمل بتكنولوجيا شركة منافسة. لذلك يحبذ أن يقوم المتقدم للوظيفة بالحصول على بيانات الجهة التي سيجري بها المقابلة والسوق أو القطاع الخاص الذي تنتمي إليه بشكل عام, فهذه المعلومات توفر ذخيرة كافية للمتقدم للوظيفة, لكي يتمكن من خلالها من إظهار اهتمامه الجدي بالشركة أو المؤسسة التي يسعى للالتحاق بها, كما إنها تبرز نضجه وإحاطته بالأمور ووعيه العام بالتكنولوجيات والبرامج التي يسعى صاحب العمل لإلحاقه بها وتهيئ تلك المعلومات أيضا للطالب إمكانية إطالة فترة المقابلة الشخصية في موضوعات تقع في دائرة اهتمام الطرف الآخر, مما يقوى- لاشعوريا - من العلاقة بين طرفي المقابلة و هو ما يمكن ترجمته بفرص أفضل عند مقارنة الشخص المعنى بباقية المتقدمين لوظيفة ما. من المهم أن يصل المتقدم للوظيفة في الموعد المحدد للمقابلة وهو في حالة نفسية جيدة وبعيدة عن القلق والاضطراب, لذا يفضل أن يقوم باستطلاع مسبق لمكان المقابلة حتى لا يحدث احتمال - و لو 1% - بوجود خطأ في العنوان أو سوء تقدير للوقت اللازم للوصول إليه وينصح في هذا الصدد بالوصول قبل موعد المقابلة بوقت كاف إلي مكان قريب من الموقع المنشود وتمضية الوقت المتبقي في التجول للاسترخاء أو تناول بعض المرطبات. يلعب المظهر العام دورا ما في التأثير علي الشخص الذي يجري المقابلة, ومن الحرص من جانب المتقدم لفرصة عمل على أن يكون مظهره مريحا وإيجابيا, وفي معظم الشركات يفضل أن يذهب طالب الوظيفة بملابس بسيطة ليس فيها إسراف أو بهرجة والبعد عن التأنق الزائد أو الصيحات المبالغ فيها, وكلما اقترب نمط الزي مما يرتديه العاملون في الجهة التي ستعقد بها المقابلة كان ذلك أفضل, والمظهر العام للشخص لا يعتمد فقط على ما يرتديه, فالنظافة وتمشيط الشعر وتقليم الأظافر لا تقل أهمية عن كل ما سبق. الانطباعات الأولى التي تتشكل في بداية المقابلة الشخصية كثيرا ما تدوم, لذا يجب على المتقدم للوظيفة أن يدخل لغرفة المقابلة بخطوات واثقة و قامته ممدودة وأن تكون قبضة يده عند المصافحة قوية وتوحي بالثقة والتفاؤل, ولا مانع أن يبدأ المتقدم بالحديث ببعض العبارات المجاملة "غير المصطنعة" حول الشركة أو القاعة الموجود بها أو شئ من هذا القبيل مما يشيع جوا من الألفة في المكان. يجب على المتقدم للوظيفة أن يجيد الإنصات وألا يقاطع محدثه حتى لو اعترض على بعض ما يقول وعليه في حال اختلاف وجهات النظر حول موضوع ما, ألا يسعى لإثبات وجهة نظره بجميع الوسائل, وكأنه في مناظرة, وإنما عليه إبداء رأيه بلباقة ثم محاولة الانتقال إلى موضوع آخر و كثيرا من المقابلات الشخصية لم تثمر فرصة العمل المرجوة, لأن المتقدم ترك الانطباع بأنه عنيد أو شديد التشبث برأيه. و كما أن الإنصات فضيلة فإن على المتقدم للوظيفة أن يطرح أسئلةِ أو استفسارات تنم عن حرصه على الإحاطة بالمعلومات اللازمة عن الجهة التي يسعى للالتحاق بها و فرصة العمل موضوع المقابلة, و هنا يظهر الإعداد الجيد للمقابلة, و للأسف فان غالبية المتقدمين خاصة حديثي التخرج-يتعاملون مع المقابلة الشخصية و كأنها تحقيق في أحد أقسام الشرطة وبالتالي لا يتكلمون إلا عند توجيه سؤال لهم و يتحرقون شوقا لإنهاء المقابلة. الكثيرون من القائمين بالمقابلة يسألون المتقدم في الوظيفة في نهاية المقابلة عما إذا كان لديه استفسارات, وهنا ينصرف ذهن المتقدم للوظيفة غالبا إلى مواعيد الإجازات أو مواعيد العمل في حين أن الأوفق والأفضل أن يبدي المتقدم للوظيفة اهتمامه بفرص التدريب المتاحة والوقت اللازم لتولي مسئوليات أكبر والترقي وهكذا. موضوع الدخل أو المرتب المتوقع من الأمور التي تثير الارتباك لدي الكثيرين , والقاعدة الذهبية هنا أن السؤال عن المرتب يجب أن يثار بأي حال من الأحوال من قبل المتقدم حتى يفصح الطرف الآخر عن رغبته في أن ينضم المتقدم إلى الشركة أو المؤسسة المعنية, وعندها في أغلب الأحوال سيتضمن عرض العمل تفصيلات عن المرتب وغيره من المزايا النقدية والعينية المتاحة. عند نهاية المقابلة الشخصية على المتقدم للوظيفة أن يشكر من قابله على ما أتاحه له من فرصته, كما أنه لا مانع من السؤال عن التاريخ الذي يتوقع فيه معرفة نتيجة المقابلة, حيث انه في أغلب الأحيان تقابل الجهة الراغبة في التوظيف عددا من المتقدمين قبل اتخاذ قرارها بشأن من الذي سيقع عليه الاختيار, و يهمل % 99 من المتقدمين في مصر من إرسال خطاب شكر في اليوم التالي للمقابلة يعبرون من خلالها عن امتنانهم للمقابلة وازدياد تطلعهم للالتحاق بالشركة أو المؤسسة بعد ما سمعوه عن أعمالها و خططها خلال المقابلة, و يساعد هذا الخطاب في التذكير بشخص المتقدم, كما أنه يبرز دماثة خلقه ودرايته بآداب التعامل المهني خاصة في ظل معظم المتقدمين 0المنافسين ) عن القيام بمثل هذا العمل البسيط. وهذه بعض النصائح الضرورية التي لا غني عنها: - خطط للوصول مبكرا إلى مكان إجراء المقابلة, فلا يمكن قبول أي عذر للتأخير , وإذا حدث أمر ما أدي إلى تأخيرك فيجب الاتصال فورا للاعتذار. - لا تلق بالنكات أثناء إجراء المقابلة. - لا تمضغ اللبان أثناء المقابلة. - احضر معك نسخ إضافية من سيرتك الذاتية فقد تحتاج إليها. - انظر في عين محدثك حتى تشعره بثقتك بنفسك. - لا تدخن , و لو عرض عليك المسئول عن المقابلة سيجارة فارفضها بأدب. - لا تخفض من صوتك فلا يسمعك محدثك ولكن كن واثقا من نفسك, ولكن احذر من الثقة الزائدة فقد يتم فهمها علي أنها عدوانية. - لا تظهر بمظهر اليائس الذي يقبل أية وظيفة ستعرض عليه. - لا تكذب ولكن أجب عن الأسئلة بوضوح ولا داعي للتفاصيل الغير لازمة. - ابرز إنجازاتك السابقة ولا تعط أي انطباع سلبي عنك. - لا تجب عن الأسئلة بنعم ولا فقط ولكن حاول أن توضح مواهبك وقدراتك مع إعطاء بعض الأمثلة للدلالة عليها. - لا تتعرض لأي مشكلة شخصية تخصك. - تذكر أن المقابلة الشخصية هي فرصة لك أنت أيضا لتقييم الشركة والعاملين بها. - اغلق تليفونك المحمول ولا ترد علي أية مكالمات مهما كانت. - وضح ما يمكن أن تقدمه للشركة بدلا من السؤال عما يمكن أن تقدمه هي لك. - اسأل أسئلة ذكية عن الوظيفة ونظام الشركة. - لا تنس إرسال خطاب شكر في اليوم التالي لكل من اجري لك المقابلة الشخصية في الشركة. |
المفضلات