الفراسة
علم الفراسة هو علم تعرف به أخلاق الإنسان , من النظر إلى شكل أعضائه. أوهي كما يقول العرب , الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن .وهو علم قديم روي أن المصريين القدماء ,كانوا يعرفونه.
وقد قرأ علماء الآثار شيئاً عنه فيما وجد من آثار الأسرة الثانية عشرة المصرية قبل الميلاد بألفي سنة وأشار ابقراط قبل الميلاد بنحو أربعة قرون ونصف وكان يعتقده. وكتب الطبيب اليوناني جالينوس فصولاً طويلة فيه في القرن الثاني للميلاد.
فلما جاء أرسطو في القرن الرابع قبل المسيح أفرده بالتأليف واعتبره علما مستقلاً, فذكر أن في الأعضاء الجسدية الظاهرة علامات تدل على القوة والضعف والذكاء أو الغباوة ,وجعل الملامح والألوان وأشكال القامة والشعر , والصوت من المساعدات على الوصول إلى ذلك .
فعول الناس على ما دونه أرسطو قروناً,طويلة , واشتغلوا به ,وجعلوا اعتمادهم علية.
وقد نقل العرب هذا العلم عن أرسطو فيما نقلوه من علم اليونان وألف بعضهم فيه كتبا مستقلة , كالرازي وابن رشد وغيرهما.
وقد انتقل هذا العلم إلى أوروبا عن العرب , فترجموه إلى لغتهم مع ما ترجموه من سائر العلوم , اشتغلوا به في القرون الوسطى , و لا يزالون يشتغلون به إلى اليوم.
وقد توسع المتكلمون في هذا العلم ,فجعلوه دالاً على الأمور الغيبية التي قدرت على الإنسان, فاختلط بكثير من الأوهام, وتعاطاه الدجالون , لكسب الحطام , فخرج عن موضوعه ,ولحق بالشعوذة ,
وكن رجالا من أهل النظر في أوروبا, مثل بيتساتاوبوتا الإيطالي والعالم جون كسبار لافا تر الألماني تداركوه فخلصوه من الخرافات التي أضيفت إليه, وجعلوه علما مبنيا على أصول الفيزيولوجيا والتشريح وقرروا أن غايته الاستدلال بأشكال الأعضاء الظاهرة ,على الأخلاق الإنسان الباطنية ,بون النظر إلى ما سيصيب الإنسان في مستقبل أيامه .وعندنا أن هذا العلم لو اقتصر على الاستدلال على الأخلاق, من شكل الأعضاء ,أوشك أن يؤدي إلى نتائج , يمكن التعويل عليها إلى حد محدود.
أما إذا خول لنفسه حتى الحكم على مستقبل الإنسان ,وما سينتابه من خير أو شر ,كان ذلك منه دخولا فيما ليس من شأنه. فأي مناسبة بين شكل اليد والقدمين وبين المستقبل من نعيم وشقاء ومن صحة أو مرض