أنواع الذكاءات المتعددة


تتألف نظرية جاردنر في الذكاءات المتعد�دة من عدد من أنواع من الذكاءات، أهمها
حتى الآن ما يلي:


الذكاء اللغوي: يتضمن الذكاء اللغوي حساسية الفرد للغة المنطوقة والمكتوبة،
والقدرة على تعلم اللغات، واستعمال اللغة في تحقيق بعض الأهداف، فضلًا عن إنتاج
وتأويل مجموعة من العلامات المساعدة على نقل معلومات لها دلالة. وإدراك المعاني
الضمنية، والقدرة على الإقناع، كما يشتمل هذا الذكاء على القدرة على استعمال اللغة
للتعبير عما يدور في النفس بشكل بلاغي أو شاعري، وأصحاب هذا الذكاء يحبون القراءة
والكتابة ورواية القصص (الإنتاجات اللغوية)، كما أن لهم قدرة كبيرة على تذكر
الأسماء والأماكن والتواريخ والأشياء قليلة الأهمية. وعادة ما يكونون من الكت�''''''''''''''''اب
والخطباء والشعراء، ويمتلك المعلمون بشكل كبير هذا النوع من الذكاء، وذلك بحكم
استعمالهم الدائم للغة، كما يظهر لدى كتاب الإدارة وأصحاب المهن الحرة والفكاهيين
والممثلين.


الذكاء المنطقي الرياضي: وهو القدرة على استخدام الأعداد أو الأرقام بفاعلية،
وإدراك العلاقات المنطقية (السبب والنتيجة)، والتصنيف والاستنتاج، والتعميم واختبار
الفروض، وكذلك القدرة على التفكير المنطقى، كما يشتمل الذكاء المنطقي الرياضي على:
القدرة على تحليل المشكلات منطقيًا، وتنفيذ العمليات الرياضية، وتحري القضايا
علميًا. هذا النوع من الذكاء يغطي مجمل القدرات الذهنية، التي تتيح للشخص ملاحظة
واستنباط ووضع عديد من الفروض الضرورية لإيجاد الحلول للمشكلات، وكذا القدرة على
التعرف على الرسوم البيانية والعلاقات التجريدية والتصرف فيها، والمتعلمون
المتفوقون في هذا النوع من الذكاء يتمتعون بموهبة حل المشكلات، كما يطرحون الأسئلة
بشكل منطقي، ويمكنهم التفوق في المنطق المرتبط بالعلوم وبحل المشكلات. ويمكن ملاحظة
هذا الذكاء لدى العلماء والعاملين في البنوك والمهتمين بالرياضات والمبرمجين
والمحامين والمحاسبين.


الذكاء البصري المكاني: إنه القدرة على خلق تمثلات مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها
ذهنيًا وبطريقة ملموسة، كما يمكن صاحبه من إدراك الاتجاه، والتعرف على الأماكن،
وإبراز التفاصيل، وإدراك المجال وتكوين تمثل عنه. إن المتعلمين الذين يتجلى لديهم
هذا الذكاء يحتاجون لصورة ذهنية أو صورة ملموسة لفهم المعلومات الجديدة، كما
يحتاجون إلى معالجة الخرائط الجغرافية واللوحات والجداول، وتعجبهم ألعاب المتاهات
والمركبات. كما أنهم متفوقون في الرسم والتفكير فيه وابتكاره. ويوجد هذا الذكاء عند
المختصين في فنون الخط وواضعي الخرائط والتصاميم والمهندسين المعماريين والرسامين
والنحاتين، ويمكن اعتبار «ميكيلانج» و«بيكاسو» نماذج من الشخصيات التي تجسد قمم هذا
الذكاء.


الذكاء الجسمي-الحركي: يستلزم الذكاء الجسمي الحركي إمكانية استخدام كامل الجسم أو
أجزاء منه لحل المشكلات، والقدرة على استخدام القدرات العقلية لتنسيق حركات الجسم،
والقيام ببعض الأعمال والتعبير عن الأفكار والأحاسيس. كما يتضمن هذ الذكاء مهارات
جسمية معينة كالتنسيق والتوازن والبراعة اليدوية أو العقلية والقوة والمرونة
والسرعة، ويرى «جاردنر» أن�'''''''''''''''' النشاط العقلي والطبيعي له علاقة بهذا النوع من
الذكاء. والتلاميذ المتفوقون في هذا النوع من الذكاء يتفوقون في الأنشطة البدنية
والتآزر البصري الحركي، وعندهم ميول للحركة ولمس الأشياء بالحركات. وهذه القدرة عند
الممثلين والرياضيين والجراحيين والمقلدين والموسيقيين والراقصين.


الذكاء الموسيقي: يتضمن الذكاء الموسيقي القدرة على إدراك الموسيقى وتحليلها
وإنتاجها والتعبير عنها، كما يعني الفهم الحدسي الكلي للموسيقى، أو الفهم التحليلي
الرسمي لها، والمتميزون في هذا النوع من الذكاء يحبون الاستماع إلى الموسيقى،
وعندهم إحساس كبير للأصوات المحيطة بهم. كما يستطيعون القيام بتشخيص دقيق للنغمات
الموسيقية، وإدراك إيقاعها الزمني، والإحساس بالمقامات الموسيقية وجرس الأصوات
وإيقاعها، وكذا الانفعال بالآثار العاطفية لهذه العناصر الموسيقية. نجد هذا الذكاء
لدى المغنين وكت�''''''''''''''''اب كلمات الأغاني أو الراقصين والملحنين وأساتذة الموسيقى والنقاد
الفنيين.


الذكاء البينشخصي (الاجتماعي): يهتم هذا النوع من الذكاء بالقدرة على فهم نوايا
ودوافع ورغبات الآخرين والتأثير عليهم، وإدراك الحالات المزاجية لهم ومقاصدهم،
ودوافعهم ومشاعرهم، والحساسية للتعبيرات الوجهية والإيماءات، والتمييز بين المؤشرات
المختلفة التي تعد هاديات للعلاقات الاجتماعية بصورة عملية، فضلًا عن العمل بفاعلية
مع الآخرين. ويحتاج المربون ومندوبو المبيعات والتجار ورجال الدين والقادة
السياسيون والمستشارون والأطباء إلى شكل متطو'ر من هذه الذكاءات، والمتعلمون الذين
لديهم هذا الذكاء يجدون ضالتهم في العمل الجماعي.


الذكاء الشخصي (الذاتي): يتمحور هذا النوع من الذكاء حول تأمل الشخص لذاته، وفهمه
لها، وحب العمل بمفرده، ويتضمن قدرة الفرد على فهم انفعالاته ونواياه وأهدافه،
والقدرة على التوافق مع النفس وفقًا للإمكانات، والتوافق مع الآخرين، وتقدير الذات
وتأنيبها وقت الحاجة، ويتطلب ذلك أن يكون لدى الفرد صورة دقيقة عن نفسه (جوانب
القوة والقصور) والوعي بحالاته المزاجية، وقدرته على الضبط، والفهم، والاحترام
الذاتي، والمتعلمون المتفوقون في هذا الذكاء يتمتعون بإحساس قوي بالأنا، ولهم ثقة
كبيرة بالنفس، ويحبذون العمل منفردين، ولهم إحساسات قوية بقدراتهم الذاتية
ومهاراتهم الشخصية، ومن وجهة نظر «جاردنر» لابدأن نمتلك نموذجًا عمليًا فعالًا عن
أنفسنا، بحيث نكون قادرين على استعمال المعلومات في حياتنا.


الذكاء الطبيعي: يتضمن هذا الذكاء القدرة على فهم الكائنات الطبيعية من نباتات
وحيوانات، ويتضمن أيضًا الحساسية تجاه الظواهر الطبيعية الأخرى (مثلًا: تشكيلات
السحب والجبال)، والأشخاص المتميزون بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية
وملاحظتها وتصنيف الأشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات، ويحبون الوجود في الطبيعة.
ولعل «شارل داروين» و«ليني» و«جان روستاند» و«كوفيي» أفضل من يجسد هذا الصنف من
الذكاء.


إن كل نوع من أنواع الذكاءات هذه يتراوح بين بعدين: أحدهما يمثل أقصى قمة من النمو
والتطور، والآخر يمثل نواته وبدايته. وتبعًا لذلك فإن أي ذكاء يوجد بنسب مختلفة
لدى الأفراد، تتراوح بين الضعف والقوة.ويؤكد «جاردنر» أن هذه الذكاءات نادرًا ما
تعمل بشكل مستقل، فهي متممة لبعضها البعض، وغالبًا ما تعمل في نفس الوقت عندما
يستخدم الفرد مهاراته أو يحل مشكلاته.






بعد أن أعلن «جاردنر» عن هذه الذكاءات، بدأت تدور كثير من المناقشات بين أوساط
المهتمين، هل هناك ذكاءات جديدة يمكن أن تضاف، أم أن هناك ذكاءات أوردها «جاردنر»
يمكن أن تحذف؟ يقول «جاردنر»: يبدو لي اليوم أن هناك شكلًا آخر من الذكاء يفرض
نفسه، وهو الذكاء الوجودي، وهو يتضمن القدرة على التأمل في المشكلات الأساسية
كالحياة والموت والأبدية، وسيلتحق هذا الذكاء بقائمة الذكاءات السابقة بمجرد ما
يتأكد وجود الخلايا العصبية التي يوجد بها، ويمكن اعتبار أرسطو وجان بول سارتر وكير
كجارد نماذج ممن يجسد هذا الذكاء، إذا ثبت مكانه في الدماغ.




تعد هذه النظرية من أبرز النظريات المستخدمة حاليًا في التربية والتعليم، وتكمن
الأهمية في معرفة ما يتمتع به أبناؤنا وبناتنا في غرف الصف من ذكاءات وأي نوع يفوق
الآخر في الفاعلية، وتحضير الدروس باستراتيجيات تتناول هذه الأنواع المختلفة من
الذكاء لتفعيل طاقات جميع الطلاب والطالبات في الصف، ويمكن تلخيص أهمية نظرية
الذكاءات المتعددة كما أكدتها الدراسات في النقاط التالية :


- تنمية شخصية التلميذ.


- تحقيق الاستيعاب والفهم والتميز، وتنمية وتطوير مستويات أداء التلميذ.


- بناء المهارات الأساسية لدى التلميذ


- بناء المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والمواد الدراسية والعلوم
والرياضيات.


- تنمية القدرة على التعامل مع الموضوعات الدراسية المعقدة.


- تنمية القدرة على القيادة.


- تنمية مهارات البحث والحاسوب والإنترنت.


- تنمية القدرة على الاستفادة من الدروس والبرامج التعليمية والتربوية بطريقة
ذاتية.


- تحقيق التعلم التعاوني من خلال منهج المشروعات والاندماج في المجتمع والتفاعل مع
قضاياه.