هل خطر في بالك أنك الآن قادر على تركيب دوائك العجيب؟وبكميات غير محدودة؟إنه,مع ذلك,واحد من أنجح الوصفات في العالم!ويمكنك إنتاجه بسهولة ويسر!بحيث توزعه بجرعات سخية على الآخرين.وبقدر ما تتوسع في صرفه عليهم:تتضاعف قدراتك على إنتاج المزيد منه.وبالرغم من أن كلفته معدومة,فإن أرباحه وفيرة جزيلة.وهاك بعض الأمثلة عن النتائج الخارقة لهذا الدواء العجيب الذي تصفه أنت بنفسك:
1-تلامذة المدارس,عند إعطائهم هذا الدواء العجيب:سينصرفون الى الراسة بحماس وسيحققون نتائج باهرة.
2-زملاء العمل,عندما تصرف لهم دواءك العجيب"سيتعاونون معك وسيساهمون في تدعيم ترقيك السريع في سلم النجاح والثروة.
3-أفراد عائلتك,وبقية أصدقائك,لدى تعاطيهم لهذا الدواء عن يديك:سيؤمنون أنك شخص رائع,وسيتوقعون للالتفاف حولك.
4-أما أنت بالذات,عن طريق صرف دوائك العجيب:فإنك سوف تجد نفسك محاطاً بأطياف السعادة والإشراق,حيثما حللت او توجهت.
5-عندما تقوم بتوزيع هذا الدواء.فلسوف يبقى لديك الكثير منه لكي يرتد تأثيره عليك بالذات,بحيث تشعر بالسعادة والشهرة والثروة.
ولأن المبالغة في الدعاية للعقاقير الطبية,تقع تحت طائلة المعاقبة القانونية:فإنه بات من الأفضل لنا أن نسارع الى البرهان على ما ذهبنا إليه من دعاية لهذا الدواء في السطور اعلاه.دعونا أولاً نحدد دواءنا العجيب,بالذات ونسميه بتسميتة الحقيقية المباشرة.
إنه الثناء!!ماذا؟شيء سهل بسيط مثل الثناء...يمكنه أن يفعل فعل الدواء السحري..ويحقق العجائب؟نعم...نعم إنه الثناء أعجب وصفة في الدنيا...لم لانستفتي العالم النفساني العالمي الشهير,ألا وهو الدكتور ألفرد آدلر؟لقد طلب الدكتور آدلر مرة من بعض مرضاه الذين كانوا من الضحايا التعساء لمشاعر القلق والخوف والإحباط,مايلي:"يمكنكم الشفاء في أسبوعين فقط:شرط أن تفكروا خلال هذه المدة على الدوام:كيف يمكنكم إسعاد شخص ما".وماذا عساها أن تكون أنجح وسيلة لإسعاد الآخرين؟وماذا عساها أن تكون الحاجة التي يتهافت عليها الناس,أكثر من أي حاجة أخرى في الدنيا؟ولنقف على رأي واحد آخر من كبار قادة الرأي في العالم...إنه وليم جايمس,الفيلسوف والعالم النفساني الأميركي العريض الشهرة..وهاهو يقول "إن أعمق عنصر مميز لطبيعة البشر:هو التوق لاجتذاب الثناء والإعجاب".والوسيلة المناسبة لإشباع هذه الغريزة الدفينة في النفس البشرية,كما لإشباع هذا الجوع الى اجتذاب الإعجاب:إنما يكون بواسطة الثناء.وهكذا فإن "الثناء"لايضع موضع التنيذ تعاليم وفلسفة وليم جايمس فحسب,لكنه أيضاً يحقق وصفة الدكتور آدلر التي يدور مدارها على إدخال السرور الى قلب شخص ما.بناء عليه...فإن من بين مزايا الشفاء العجائبية لهذا الدواء الأسطوري "الثناء"نستطيع أن نضع في رأس القائمة:أنه قادر على تحقيق الشفاء من القلق والخوف والإحباط في أربعة عشر يوماً فقط!والآن دعونا نبرهن على صحة ماذهبنا إليه من إدعاء,ومن دعابة,لهذا الدواء العجيب:
1-في اختبارات مجربة تمت تحت إشراف علمي دقيق:تبين أن تلامذة المدارس الذين لاقوا التشجيع والثناء على ذكائهم وقدراتهم عند المباشرة بالامتحان عن طريق التأكيد لهم بأن الاسئلة ستكون سهلة بالنسبة إليهم,فإنهم استجابوا لهذا المدح:بتجاوز معدلات النجاح,بنسب كبيرة,وبالحصول على علامات مرتفعة.ثم أعطي هؤلاء التلامذة بالذات:امتحاناً آخر,في المستوى نفسه من السهولة.لكنهم هذه المرة تعرضوا,قبل الجلوس للامتحان,الى النقد والتعنت,كما جرى إيهامهم:أن الأسئلة هي فوق مستواهم.وأن أداءهم حيالها سيكون فقيراً.وبالفعل فقد جاءت النتائج ضعيفة جداً.ونال هؤلاء التلامذة علامات شديدة التدني.الفرق الوحيد في الأمر:هو "الثناء"وهذا برهان واضح على أن الثناء يأتي بالعجائب.
2-زملاؤك في العمل:عند تلقيهم لدوائك العجيب "الثناء"سوف يتعاونون معك بكل سرور.بل إنهم سوف يساهمون في رفعك على سلم الترقية والنجاح والثروة...لماذا؟السبب في ذلك:هو أنك عندما تعطيهم الشيء الذي يحتاجون إليه "الثناء"فإنهم سيردون عليك بإعطائك الشيء الذي تحتاج إليه"التعاون".فعندما تثني على جهود زميلك في العمل:فإنك تمنحه بذلك ثقة بنفسه وشعوراً بالأمان.قم بانتقاده وستجعله يشعر بعدم الأمان.بل إنه سيكون عنك في ذهنه:صورة القاتل المأجور الذي يمكن أن يتسبب في منع الترقية عنه أو في قطع رزقه.لهذا السبب:فإن "الثناء"مهم جداً في علاقات العمل.إن "الثناء" لا يدع الناس يحبونك فحسب,بل انه يجعلهم يهبون لمساعدتك,لأنك أطلقت باتجاههم إشارة تنم على أنك قد تكون ظهيراً لهم.
3-قم على الدوام بامتداح أفراد عائلتك وأصدقائك...فيعتقدون أنك شخص رائع ويرغبون في الالتفاف حولك...لماذا؟لن يكون بمستطاعنا شرح ذلك بأفضل مما قاله وليم جايمس:"إن أعمق عنصر مميز لطبيعة البشر:هو التوق لاجتذاب الإعجاب والثناء".أشبع هذا التوق بالثناء المخلص الصادق:ترى الجميع يتحلقون حولك.
4-أنت,بدوائك العجيب,"الثناء" ستجد نفسك محاطاً بأطياف السعادة والإشراق,حيثما حللت أو توجهت.لقد بات هذا الآن:أمراً واضحاً,لأن هذه الوصفة لاتعني أبداً:أن تقوم بحملة لمدة أسبوع واحد فقط...إن الثناء"الصادق"يجب أن يكون أسلوباً يومياً,دائماً مدى الحياة.
5-عندما تقوم بتوزيع هذا الدواء,فلسوف يبقى لديك الكثير منه لكي يرتد تأثيره عليك بحيث تشعر بالسعادة والنجاح والشهرة والثروة.أجل...إنك عندما تسلط الأنوار على الآخرين:فإن الوهج المرتد يضيء بطريقة افضل مما لو حاولت أن تسلط الأضواء على نفسك مباشرة.وأخيراً فإن امتداح الآخرين سيمنحك الأسلوب الذهني,اللازم لك,من اجل النجاح في الحياة.وكما قال الدكتور والترسكوت,رئيس جامعة نورث وسترن:"النجاح أو الفشل تقررهما طريقة التفكير أكثر مما تقررهما القدرة على التفكير"."الثناء"هو شكل العطاء.وليس فحسب,أن:"اليد التي تعطي خير من اليد التي تأخذ",على حد قول الإنجيل,بل إنه من الضروري أن نعطي من أجل أن نأخذ,كما تذكرنا الحياة,على الدوام,في دروس التعامل اليومية.وهكذا عليك أن لاتبخل بالهداية التي هي أشد مايكون الناس طلباً لها.قدم لهم الهداية التي ترضى توقهم الشديد الى الثناء والتقدير.اصرف للآخرين وصفتك الدوائية العجيبة...الثناء.!