عضو نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 0
وسع منظورك للحياة
"أحد الأشياء التي تجعل من السعداء حالة خاصة هي إجابتهم على السؤال التقليدي: هل الكوب نصفه مملوء أم نصفه فارغ؟ إجابتهم هي التي تفصلهم عن بقية الناس. السعداء سيقولون أن الكوب نصفه مملوء ونصفه فارغ. الحياة هي القدرة على التصالح مع منظوري الكوب." - ريك فوستر، كيف نختار أن نكون سعداء
هل العالم شرير أم طيب؟ مملوء بالألم أم بالفرح؟ هل هو عدواني أم صديق؟ قاسي أم حنون؟ هل هو مملوء بالبؤس أم بالأمل؟ أيهم يكون؟
العالم هو كل ما ذكرناه، هو يشمل جميع المناظير والتقييمات التي ذكرناها. توسيع منظورك لا يعني أن تصبح أعمى عن الشر ولكن أن تختار المنظور الذي يساعدك على خلق الحياة التي تريدها، المنظور الذي يشجع على السعادة والبهجة.
التفاؤل والتشاؤم كلاهما ليس بالرؤية الدقيقة للحياة وليس أحدهما أكثر واقعية من الآخر، لأن كلاهما واقع. إذا كنت أحد المتشائمين الكثيرين في هذا العالم فيجب أن تفهم أن منظورك مثل منظور التفاؤل بعيد عن الواقعية. البرد ليس أكثر واقعية من الحرارة، والجفاف ليس أكثر واقعية من البلل، كلاهما موجود.
"العين ترى ما تجلبه الأنظار إليها" – تشيلي
لديك قرار لتأخذه .. ما الذي تريد أن تركز عليه؟ ما هو الشئ الذي ستعطيه إنتباهك؟ ما هو المنظور الذي ستراه برؤية شاملة؟ ما هو المنظور الذي ستجعله يطغى؟
لا أظن أن الإدعاء بأن المنظور المتفائل يشجع أكثر على السعادة عن التشاؤم هو إدعاء غير منطقي، لأن ما تبحث عنه ستجده. إذا بحثت عن الكره في عالمك ستجده وإذا بحثت عن الحب أيضا ستجده.
أحد الأمثلة المثالية لذلك نشرات الأخبار، فقد وجدوا أن الأخبار السلبية هي الأكثر أهمية عن الأخبار الإيجابية، وكلما كان الأمر مأسوي وبغيض كلما كانت النشرة أفضل. هذا ما يركزون عليه ويبحثون عنه. إذا شاهدت النشرات بإنتظام ستبدأ في الظن بأن هذا العالم ليس فيه شئ إلا العدوانية والشر.
أين قصص الناس الذين تجمعهم مشاعر الحب والرحمة والسعادة والصدق؟ إنهم موجودون ولكن لا أحد يهتم بقصصهم.
إذا كنت تريد أن تكون واقعيا فيجب عليك أن ترى جميع الأوجه.
حين تغير رؤيتك فأنت تغير معها خبرتك بالعالم من حولك. إنها مسألة نوايا. ما هي الرؤية التي تنوي التركيز عليها؟ نحن لا نتحدث عن رؤية متطرفة تنكر بها وجود الحزن والألم.
الرؤية المتفائلة تسمح لها ميزات منها:
تحويل العائق إلى فائدة
رؤية ما في الناس من جمال
تعلم الحب والتقدير
الشعور بالأمل
تحويل العائق إلى فائدة
أحيانا تعديل طفيف في المنظور هو كل ما تحتاجه لتحويل العائق إلى فرصة. حين تشعر أنك محاصر وعاجز فذلك ليس سببه حالة خارجية دائمة ولكن بسبب رؤية محدودة. هذا العالم الذي نعيشه لا يمكن أن يوجد بدون نقيضه. لا يمكنك أن تعيش في البرد بلا حرارة ولا يمكن أن تكون لديك قيود بلا فرص.
سأعطي لك مثالا ملموسا لما أعنيه. منذ فترة حصلت على وظيفة جديدة على الجانب الآخر من المدينة، على مسافة 45 دقيقة بالسيارة. وكرهت ذلك بل إنه كان شيئا مملا للغاية يكلفني مال ووقت وعلي أن أفعله كل يوم مرتين ذهابا وإيابا. ما هي الميزة أو الفرصة المحتملة في ذلك؟ لقد أحببت العمل لكنني لم أستطع أن أعرف كيف أستمتع بهذه المسافة الطويلة وأن أجعلها فرصة؟
"في داخل كل صعوبة فرصة" – ألبرت آينشتاين
ثم في يوم من الأيام جاءتني فكرة! سيارتي بها جهاز كاسيت وأحب أن أستمع إلى شرائط التنمية البشرية وبطبيعة الحال ليس لدي وقت لأسمعها في البيت. وجدتها!! لقد أصبح الوقت الذي أقضيه في سيارتي هو الوقت المفضل لدي حيث أستطيع أن أسترخي وأفكر وأُحَسِّن من حياتي. حين نفذت مني الأشرطة أشتريت أشرطة أخرى وأصبحت سيارتي هي جامعتي المتنقلة ثم بدأت أنتظر هذا المشوار بشوق ولهفة، وأصبح خط سيري إلى العمل من أمتع أوقات اليوم.
هل تعتقد أنني كنت سأحصل على هذه الفرصة لو لم أكن أبحث عنها؟ إذا لم أبحث عن هذه الفرصة لأجد الحل كان من المحتمل جدا أن اضطر إلى الإستقالة من الوظيفة التي أحببتها.
مما مارسته مع العوائق والفرص أستطيع أن أقول أن المسألة ليست "إذا أتيحت لي الفرصة"، ولكن المسألة ببساطة في القدرة على رؤيتها. ويمكنك الرؤية فقط إذا وسعت من دائرة منظورك. حين تتخذ قرار أنك ستبحث عن ما هو جيد في هذا العالم فإن هذا المفهوم يوسع من دائرة منظورك لترى الفرص التي كانت بعيدة عن مجال رؤيتك حين كنت تنظر في إتجاه العجز.
المفضلات