لم تعد أشعة الشمس آمنة على أجسادنا مثلما كانت في الماضي القريب، بل ظل الخوف والقلق يساورنا تجاهها لعدة أسباب. ويعتبر التعرض لأشعة الشمس اليوم أكثر خطورة مما كان عليه الأمر منذ بضع سنوات!
فقد اكتشف العلماء انخفاضاً ملحوظاً في كثافة طبقة الأوزون التي تلفُّ الغلاف الجوي للأرض، وهي تؤدي دور مصفاة واقية تحمي الإنسان من ضرر الأشعة ما فوق البنفسجية، وهذا التطور الذي حدث جعل أشعة الشمس تشكل واحدة من مشكلات البشرة، ويمكن إيجاز أهم المخاطر التي تصيب البشرة جرّاء التعرض لأشعة الشمس في الجدول التالي:

عواقب التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية (أ) و(ب)

1- حروق الشمس، ويحدث ذلك عند التعرض لها بإفراط (كما هو حال صالات التسمير)
2- زيادة اسمرار البشرة
3- حدوث الشيخوخة المبكرة: والتجاعيد، والنمش، وفقدان مرونة البشرة
4- التسمم الضوئي والحساسية
5- نمو أسرع لبوادر سرطان الجلد
6- نقص مناعة البشرة

كيف نحمي بشرتنا من أشعة الشمس؟

بغضّ النظر عن لون بشرتك أو نوعها أو سنك، فإن أخذ الحيطة أثناء التعرض لأشعة الشمس، وخاصة الأشعة ما فوق البنفسجية، يساعد على تجنب تلف البشرة وبالتالي سرطان الجلد.

والجدير بالذكر أن ثلثي مدة التعرض لأشعة الشمس خلال الحياة العادية غير إرادية؛ فهي تحدث خلال قيامنا بنشاطاتنا اليومية كالقيادة والاعتناء بالحديقة والمشي نحو السيارة أو مكان العمل. ولا تتزايد هذه النسبة بسبب الرمل (الذي يعكس 71% من أشعة الشمس) والماء والثلوج (التي تعكس 58%) فحسب، بل أيضاً بسبب الأرصفة أو الجدران، التي تؤدي دور (عاكس) طبيعي للأشعة.

وحتى في الأيام الغائمة والمعتمة تستمر الأشعة ما فوق البنفسجية بالتسرب إلى الأرض.

وتفاديا للأضرار التي قد تسببها أشعة الشمس لبشرتك، إليك القواعد الأساسية لوقاية فعالة من أضرار أشعة الشمس:

1- عدم إطالة الجلوس في الشمس: مهما أغراكِ الأمر، لا تطل التعرض لأشعة الشمس، وإن قمت بذلك لفترات قصيرة اتخذ جميع التدابير الوقائية المذكورة في هذا الفصل، وحاول البقاء دوماً في ظل الشجر أو المظلة، وتذكر أن (ذوي الوجوه الشاحبة) الذين يقضون أيامهم في الداخل ثم يذهبون لقضاء أسبوعين تحت أشعة الشمس لاكتساب السمرة الشديدة، إنما يزيدون من خطر إصابتهم بسرطان الجلد.

2- لا تهمل الوقاية أبداً: احذر التعرض السلبي لأشعة الشمس؛ إذ يؤكد الخبراء أن الخروج إلى الشمس بدون وقاية لمدة عشر أو عشرين دقيقة، للذهاب إلى العمل، أو إيصال الأولاد إلى المدرسة أو قضاء مهمة ما، هو مصدر الضرر الأكبر الذي يصيب البشرة عبر السنوات.

3- حذار من شمس الظهيرة: تجنب التعرض للشمس حين تكون الأشعة في ذروتها، أي بين العاشرة صباحاً والرابعة مساءً. واتبع (قاعدة الظل)، فعندما يكون ظلك أقصر من طولك عليك ملازمة المنزل.

الشمس والأسرة

4- استخدم باستمرار مستحضراً واقياً: استخدم مستحضر وقاية على مدار السنة. وقومي بدهن بشرتك بعناية قبل 15- 30 دقيقة من الخروج إلى الشمس، ثم كرر دهنها كل ساعتين.

5- ارتدي الملابس الواقية: ارتدي ملابس واقية عندما تتعرضين مباشرة لأشعة الشمس كالقبعات العريضة والقمصان الطويلة الأكمام والسراويل. ويستحسن اختيار الملابس القطنية الخفيفة الفاتحة اللون والمنسوجة بإحكام، لأنها تؤمن حماية من الشمس وراحة جسدية. واعلمي أن الأقمشة الشفافة لا تحجب أشعة الشمس، وأن الملابس المبللة والملتصقة بالجسم تسمح بمرور الأشعة ما فوق البنفسجية المؤذية. فعموماً تقلّ قدرة النسيج على وقاية الجسد عندما يكون مبللاً.

6- استخدم النظارات الشمسية: احمي عينيك باستمرار بواسطة نظارات شمسية داكنة اللون، عندما تكون خارج المنزل خلال النهار. واختار النظارات التي تؤمن الحماية المطلوبة.

7- احمي أطفالك من الشمس: نظم أوقات لعب أطفالك بحيث يكونون في الداخل خلال فترة الظهيرة وألبسهم ما يقيهم من أشعة الشمس، فبشرة الأطفال والأولاد الصغار حساسة جداً تجاه حروق الشمس؛ لذلك يجب إبقاء الأطفال صغار السن بمنأى عن الشاطئ. وبالإمكان البدء بدهن بشرة الأطفال بمستحضر واق منذ سن ستة أشهر وتعريضهم للشمس فيما بعد باعتدال، وقد لا يدرك أطفالك مدى أهمية هذه العناية، ولكنهم سينعمون بنتائجها الطيبة لبقية حياتهم.

9- استعين ببعض ملحقات الفيتامينات: تساعد بعض ملحقات الفيتامينات والمعادن المتوافرة في الصيدليات على حماية البشرة من أشعة الشمس، فهي تساعد أجهزة الحماية الطبيعية للجسد على القضاء على الجذيرات الحرّة التي تنشط عندما تصطدم الأشعة ما فوق البنفسجية بالبشرة.

ويعادل أخذ جرعات من الفيتامين (هـ) استخدام مستحضر وقاية بدرجة 4 (اسأل طبيب أطفالك إن كان ينصح بإعطاء جرعات قليلة من الفيتامين (هـ) لأولادك).