منذ أعلنت الصين عن ارتيادها الفضاء بإطلاق أول مركبة فضاء صينية , والمهتمون بالشأن الفضائي يتربصون لمعرفة المسؤول الحقيقي عن تحقيق الحلم الصيني الغالي .
وسرعان ما ساقت الأنباء هذا الخبر , وهو أن الحلم الصيني تحقق برعاية أبي برنامج الصواريخ الصيني العالم الصيني الأصل تشيان شوي تشين الذي يبلغ من العمر حاليا 92 سنة .
وعجيب أمر الرجل أن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحتكر قدرات الرجل العلمية مذ كان في الولايات المتحدة يواصل أبحاثه الفذة , هي ذاتها التي فرطت به بغباء استخباري أدى في النهاية إلى طرده قبل 53 عاما استنادا إلى معلومات استخبارية خاطئة تتهمه بالتعاون مع أرباب الحكم الشيوعي .
عاد الرجل إلى بلاده محملا بآمال نقلها إلى عصر الفضاء .. واستمرت أبحاثه فترة طويلة ؛ لكنه في النهاية نجح في تحريك الجبل ودفع بلاده الحضارية العريقة إلى اللحاق بركب الفضاء .
والقصة تعود إلى عام 1911 عندما ولد تشيان في مقاطعة شنغهاي بالصين. والتحق بالمدارس حيث لفت الأنظار بسبب ذكائه ونبوغه حتى تخرج في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة جيا وتونج في شنغهاي عام .1934 وبسبب نبوغه تنافست علي تعيينه جامعات الصين حتي عمل في جامعة 'تيسين جوا' ببكين والتي أرسلته بدورها للحصول علي درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة علي نفقتها وبالفعل حصل تشيان علي الدكتوراه عام 1939 في علم الفضاء والرياضيات من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أحد أكبر الجامعات الهندسية علي مستوي العالم في علم الفضاء والطيران والرياضيات.. واقتنع المسئولون في الولايات المتحدة بأنهم أمام نابغة غير عادي لا ينبغي التضحية به وتركه يعود إلى بلاده.. وبالفعل قدموا له كل ألوان المغريات من معامل أبحاث علي أرقي مستوي وإمكانيات لا حصر لها فضلا عن مستوي معيشة مرتفع.. ولم يجد أمامه سوي أن يوافق.
وثبت بعد ذلك أنها كانت صفقة مربحة لهم بكل تأكيد. فقد تمكن تشيان من تأسيس معمل الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في باساديتا بكاليفورنيا والذي كان النواة لدخول الولايات المتحدة عصر الفضاء.. وهذا الإنجاز الكبير نال تقديرا بالغا من قيادة الجيش الأمريكي وسلاح الطيران. لكن المخابرات الأمريكية لم تكن تشاطر الجيش هذا الرأي فمارست عنصريتها المكارثية باعتباره صيني الأصل .
وبعد معاناة وملاحقة وافقت الحكومة الأمريكية أخيرا علي طرده وتسليمه إلى الصين في إطار صفقة لمبادلته بمجموعة من الطيارين الأمريكيين الذين أسرتهم الصين أثناء الحرب الكورية.
وبمجرد عودته إلى الوطن الأم اقترح علي الحكومة الصينية إنشاء صناعة للفضاء والطيران يمكن ان تساعد مستقبلا في دعم الأمن القومي للصين. وتوالت إنجازات تشيان حيث نجح في تطوير برامج إنتاج صاروخ تيتان البالستي. وساهم تشيان في تصنيع أول قمر صناعي صيني يدور حول الأرض. ويذكر له أيضا أنه ساهم في تأسيس معهد علوم الميكانيكا. ووفقا لما ورد في سيرة ذاتية له نشرتها صحيفة الشعب الرسمية الصينية.. فقد ساهم في تطوير صاروخ قصير المدي قادر علي حمل رءوس نووية وأشرف علي اختبارات عديدة لهذا الصاروخ وتحميله بقنابل نووية حقيقية.
وفي عام 1991 حصل علي وسام الدولة العلمي للإنجازات الفائقة وهو أعلي وسام يمكن ان يحصل عليه عالم في الصين.
ويعيش تشيان حاليا في بكين وبينما عض الأمريكيون أنامل الغيظ عندما انطلقت المركبة الفضائية.. فقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة السعادة بعد أن رد الصفعة لمن اتهموه ظلما بالخيانة والتجسس دون سند..


هل انت ممن يحطم حماس ابنائه او تلاميذة توقف فورا فالايحاء الايجابي يشعل الحماس والفشل قناعة خاطئة ولدها التكرار

اللهم اغفر لمن كتبه ونشره وارزقه السعادة في الدارين