يختبيء كنز جميل بداخل كلٍ منّا، و لكن ليس الكتيرين هم من يعرفون وجوده في أعماقهم..
إنه المخبأ الذي تضع فيه أفكارك ، البئر العميق الذي تضع فيه مشاعرك الكامنة، نعم إنه العقل الباطن، ذلك الذي وصفه فرويد "بالقدر الذي يغلي" .


العقل الباطن يعمل دومًا بصمت فله تأثير شديد على حياتنا و قراراتنا و لكن دون أن نشعر، فالعقل الواعي لا يعترف إلا بالواقعيات أما العقل الباطن فإنه يختلف تمامًا..

البستان و الزهور




العقل الباطن و العقل الواعي يعملان معا كزهور البستان ، إذا زرعت زهور زاهية جميلة، فإنك ستحصل على بستان غني بالألوان، و كذا العقل الباطن هو يعمل كما تعمل تلك البذور في البستان، هو الأفكار التي تفكر بها على الدوام ، فإن كانت إيجابية و متفائلة و غنية بالثقة في المستقبل، فإنك ستحصد الإيجابية أما إن ملأتها بأفكار سلبية فحتى وإن كنت تكد و تعمل بجد و لكن دون تفاؤل فستجد أن أغلب نتائجك تنتهي بطريقة سلبية ، فكر دومًا فيما تفكر به بشكل متفائل حتى تغذي عقلك الباطن ببذور لتحصل على تلك الزهزر الجميلة.



العقل الباطن و السلام الداخلي




إن فطرتك السليمة تعملُ دومًا لمصلحتك العامة و بالتالي فهي تنسجم بتناغم مع ما هو حولك، و لعقلك الباطن إرادته الخاصة فهو يعمل باستمرار ليل و نهار سواء أردت ذلك أم لا ، و هو يدير كل أجهزة جسدك و لكنك لا تستطيع أن تسمعه أو تراه أو تحس به ، فهو يقوم بعمله في صمت ، لذا فإن العقل الباطن السليم يوجه الإنسان دومًا نحو الخير و الإنسجام مع العالم و الصحة و السلام ، و تنعكس توجيهاته الصامته على تصرفات الإنسان في جميع حياته .




مفتاح الكنز





نحن نتفق الآن أن العقل الباطن هو الكنزالكامن بداخل الإنسان، و لكن أين المفتاح و كيف لي أن أفتح هذا الكنز لأستمتع بما يخبئه بداخله؟؟


قبيل النوم..حين يقل المجهود إلى أدنى درجة عندما يدخل الإنسان في النعاس فيما يسبق النوم فورُا ، في هذه المرحلة بالذات يتوقف العقل الواعي عن العمل و يبدأ نشاط العقل الباطن في الإستقبال ، و أيضا عند الإستيقاظ من النوم مباشرة ، في هذه الأثناء تختفي الأفكار السلبية التي تعمل كعائق لعقلك الباطن لتقبل أفكار جديدة و تقبلها بسهولة ، إذن فالتوقيت المناسب لما ستُمليه على عقلك الباطن هو المفتاح الأساسي الذي تبحث عنه لتزرع الأفكار الإيجابة و تجني بعد حين ثمرة أفكارك الجميلة تلك.




المفتاح الأول




لنفترض أنك ترغب في التخلص من عادة سيئة أو قد تكون عادة مدمرة ، وقد تكون حاولت بالكثير من الطرق التقليدية للتخلص منها و لم تفلح ، فلم لا تجرب التخلي عنها بطريقة جديدة؟؟
اتخذ وضعُا مريحًا و اجعل جسدك مسترخيًا تمامًا و لا تتحرك ، ادخل في حالة من النعاس و ردد بهدوء هذه العبارة :" لقد تخلصت تمامًا من تلك العادة ،و الآن تغمرني السكينة و السلام " و استمر في ترديد تلك العبارة و كأنك تغني تهويدة ما قبل النوم و استمر على ذلك لمدة من خمس إلى عشر دقائق ، قبيل النوم و حين الإستيقاظ من النوم مباشرة ، قد يساعدك كتابتها على ورقة صغيرة و وضعها بجانب السرير حيث تكون على مرآى من عينيك طوال الوقت ، و في كل مرة تردد فيها تلك الكلمات ستزداد قيمتها العاطفية ، و عندما تلح عليك الحاجة لتكرار تلك العادة السلبية خلال النهار ، ردد هذه العبارة بصوت مرتفع ، و بهذه الطريقة تحث عقلك الباطن على قبول الفكرة و بالتالي التخلص منها نهائيًا .



المفتاح الثاني




هل أنت عصبي بطبعك ؟؟ هل ضغوط الحياة جعلت منك انسان لا يطيق ما حوله و يشعر بالغضب المستمر؟؟ هل أنتِ سيدة تهتمين بأطفالك و بيتك و لكن كل هذا يجعل منكِ أم عصبية و هذه الصورة التي لم تتصوري أبدًا أن تكون صورتك؟؟
دعني أخبرك إن الظروف لن تتغير ، فالحياة دومًا مليئة بالمصاعب و الهموم و الضغوط ، و الأطفال لن يكفون عن كونهم أطفال و هذا يتغير بطبيعة الحال مع مرور الزمن ، و لكن رد فعل الإنسان تجاه ما يواجهه هو الذي باستطاعتك العمل على تغييره الآن.. ردد هذه العبارة بنفس الطريقة السابقة : " من الآن فصاعدًا سوف أهذب طباعي ، حالتي العقلية العادية سوف تمتليء بالمرح و المتعة و السعادة على الدوام ، كل يوم سوف أصبح أكثر مودة و تفهمًا لكل من حولي و سأنقل إليهم روح المرح و السعادة ، إن حالتي المزاجية العادية هي المرح و السعادة و البهجة ، إنني أشعر بالرضا التام " هذا سيعمل على تغيير طبعك الحاد دون شك و لكن قم بترديده بالشكل الذي ذكرناه آنفًا.


المفتاح الثالث






هل ذاكرتك سيئة؟؟ هل يضعك هذا في الكثير من المواقف المحرجة؟؟ هل تتمنى كما لو كانت لديك ذاكرة فولاذية تستطيع استرجاع ما تريد وقت ما تشاء دون شعور بالضياع؟؟
نعم مفتاح الحل يكمن في عقلك الباطن ردد هذه العبارة بالطريقة نفسها : " من اليوم فصاعدًا تتحسن ذاكرتي و سوف أتذكر ما أريد معرفته في أي مكان و زمان ، إن الإنطباعات التي أتلاقاها ستكون واضحة و محددة وسوف أحتفظ بها في ذاكرتي تلقائيُا و بسهولة ،كل ما أحاول أن أتذكره سيظهر بصورته الصحيحة في عقلي ، أنا أتحسن بسرعة كل يوم ، و سرعان ما ستصبح ذاكرتي أفضل من ذي قبل " رددها قبيل النوم و بعد الاستيقاظ مباشرة من النوم و سترى كيف أن ثقة عقلك الباطن بذاكرتك سترتفع و التي ستؤدي بدورها على تحسين ذاكرتك بشكل كبير بإذن الله.















المفاتيح كثيرة





نعم لكل منّا مشكلته التي يتمنى التخلص منها ، لا تقلق فالكنز بداخلك، و المفتاح الذي تبحث عنه هو النتيجة التي تتمنى أن تحصل عليها ، أصبحت تعرف الطريقة الآن.. ضع حلمك الذي تتمنى أن تكونه على ورقة صغيرة بقرب سريرك و داوم على قرائتها قبيل النوم و بعد الإستيقاظ ، و بالتأكيد سيكون ذلك هو مفتاحك الأمثل لتحصل على الكنز الذي تتمناه بإذن الله.