عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
ماذا لو فشلت؟
المشكلة ليست في الفشل، المشكلة في نظرتنا. ما هو الفشل أصلا؟ من قرر أن هناك شيئا اسمه فشل؟ الانسان
من معاني الفشل باللغة الجبن والضعف والكسل والتراخي. اذا، من هو الفاشل؟ هو الذي يحاول ويتحرك ويفعل ويبذل لكي يحقق شيئا ولا يصير كما يريد؟ أم هو الذي يستلقي أو ينبطح ولا يتحرك يفعل شيئا أو خيرا؟ طبعا وقطعا الثاني.
عندما يكون في ذهني وعقلي أني “قد” أفشل في هذا الأمر أو ذاك، هل سأتحرك تجاهه؟ عقلي يحميني، لا يريدني أن أصيرَ شيئا لا أحبه ولا أتقبله، لذلك يقعدني عن التحرك نحو تحقيق أحلامي!! فإذا رأيت نفسك كسولا مسوّفا مؤجلا لأحلامك، فراجع عقلك، ستجد خوفا، خوفا من الفشل أو من أي شيء آخر يشبهه. استعن بالله، لأنك بذلك تضيع حياتك. وما هو شكل الحياة التي تعيشها إن لم تسع لتحقيق أحلامك؟
مشكلتنا في القلق تجاه ما “قد” يظنه الناس عنا. نتصور أن الناس لا يجدون شيئا مهما في حياتهم سوى مراقبتنا!! نعم هناك أناس فارغون يفعلون ذلك، لكن، هم فارغون!!!! يعني لا يهم رأيهم ولا يهم ما يظنون لأن كل ما يظنون يعبر عنهم؛ الفراغ.
لو كان لديك صديق، لديه حلم أو هدف يحبه، شيء حقا حقا يريد تحقيقه، لكنه يقول أنه يخاف إن بدأ به أن لا ينجح، هل ستقول له نعم كلامك صحيح دعك من هذا الحلم، أم ستشجعه وتخبره أن الفشل طريق النجاح؟ لم نشجع الآخرين وننقذهم من الاستسلام ولا نفعل ذلك لأنفسنا؟ ألا نحب أنفسنا كفاية؟
الفشل هو أن تحاول أن تفعل شيئا ولا يصير كما تريد من أول مرة، لكن هذا أمر طبيعي وعادي وهو ما يساعدك أن تفعله كما تريد في المرة الثانية أو الثالثة أو المائة. الفشل هو تجربة. تجربة مهمة معينة لا تصير فيها الأمور كما المفروض. منطقيا هذا أمر طبيعي. تخيل أنك تقوم بعمل كعكة، وقد نسيت أحد المقادير أو المكونات، ولم تنتهي بالشكل المطلوب، هل تبكي؟ هل تحزن؟ هل تقول أنه لا فائدة ولا طائل منك؟ طبعا هناك بعض “الأذكيا” من أول تجربة كعكة يقولون هذا الكلام لكنهم استثناء نحن نتحدث لك أنت وما دمت تقرأ ما يجعل حياتك أفضل يعني أنك مميزا، صدقني من مثلك قلة، فأنت تحب نفسك وإلا لما قرأت.
عادي وطبيعي و”منطقي!!!!” أن تحاول أن تفعل شيئا ولا يضبط من أول مرة. سواء كان كعكة أو هدف أو حلم. هل من المنطق أن أفرق بين المهام حسب ما أريد أنا؟ هدفي أو حلمي أن أنشأ مشروعي الخاص وانشأته وفشل ولم ينجح أو يحقق ما كنت أحلم، لأنه لم يصير كذلك أقول لا توجد مقارنة بينه وبين الكعكة؟ كلاهما تجارب، وكلاهما أريد تحقيقها، بغض النظر عن طول الفترة التي أحتاجها لعمل الكعكة أو لإنشاء وتأسيس المشروع. الأمر كله بالعقلية التي أفكر وأتصرف وأعيش بها.
الأمر في أفكارك. نظرتك للأمور عندما تخفق فيها. قد تكون لدينا حساسية مفرطة تجاه أن نفشل، نريد أن نكون كاملين مثاليين لا نخطأ. هذا مرض!! من يظن ويفعل ذلك يضيع حياته. الشجاع والبطل هو الذي لا يهمه أن يخطأ ولا يهم أن يقول الناس أوه لم ينجح عندما فعل هذا أو هذا، لأن ما يهمه هو عمق “الحياة” التي يعيشها، والذين يتحدثون ويحركون ألسنتهم دليل أن لا شيء لديهم يشغلهم، فالناجح هو من عقليته ناجحة، لا ينظر لمحاولات الآخرين هكذا لأنه يفهم ماهية النجاح والتجارب ومعنى الفشل الحقيقي.
استعن بالله واطلبه باسمه المعين والقوي أن يعينك ويقويك. عوّد نفسك. تحدث معها منطقيا، فكل مخاوفنا عاطفية لم نبذل وقتا أوجهدا لمواجهتها والتحدث معها بمنطق للتخلص منها. لا تجعل ظنونك وأفكارك ومعتقداتك تجاه الفشل تحرمك متعة الحياة. دعك من الناس، وعوّد نفسك على ذلك. لا يهم ما يظنون، المهم أنت أن تعيش حياة غنية بالتجارب والخبرات! الله ما أروع هكذا حياة، لا تحرم نفسك.
المفضلات