التعلق بالاهداف هل هو مطلوب ؟

الرغبة في النجاح , الرغبة في التفوق , الرغبة في السعادة , الرغبة في الانجاز , الرغبة امر متعب حقيقة , مقلق , مؤرق , عندما تنتابك الرغبة الجامحة في تحقيق النجاح تنسى كل شيء اخر و يفقد كل شيئ اخر مطعمه و لا تتلذذ الا طعم الشئ الذي رغبت في تحقيقه

...هل هذ طبيعي ؟ ايمكن ان يكون الانسان اسير الرغبة الى هذه الدرجة ؟ هل يمكن للانسان ان يكون اسير اهدافه ؟ و هل ان هذا الامر صحي و طبيعي ؟ عندما نركز على تحقيق امر ما و نتعلق به الى درجة كبيرة و نطير باحلامنا مع ذلك الشيء ...هل هذ طبيعي ؟ هل هذ مطلوب لتحقيق ذلك الامر؟ هل التعلق بالاهداف يمكن ان يكون ضد تحقيق الاهداف ؟

نعم ...بل اكيد ان التعلق بالاهداف يتحول الى مانع من موانع تحقيقها ...عندما نضع اهدافا و نوقف عداد حياتنا على تحقيق تلك الاهداف يتحول الهدف المراد تحقيقه الى مشكل و مشكل كبير يمكن ان يؤدي الى امراض نفسية مثل الارق و القلق و الاحباط و الاكتئاب ..

.و لكن ماتفسير ذلك ؟ كيف يمكن للتعلق بالهدف ان يعيق تحقيق ذلك الهدف ؟ ساحاول ان اجيب و لكني اتنظر اجاباتكم انتم ايضا على هذ السؤال ...يبدو ان التعلق بالاشياء يجعلها تعاندنا و يكون سيرها معاكس لارادتنا ...انت تريدها ان تتحقق و لكنها لا تتحقق !!! لماذ ؟ عندما نتعلق بالاهداف بدرجة كبيرة يصبح تفكيرنا فيها غير سليم ...كيف ذلك ؟

التعلق بالشيء دليل خوف من فقدان ذلك الشيء او خوف من عدم تحقق ذلك الشيء فتجدنا متعلقين به و متشبثين فيه و كانه طوق نجاة اذا فارقنا غرقنا ...هذ الخوف يمثل الشعور الغالب على نفسيتنا طيلة ما نكون متعلقين بذلك الهدف ...الخوف من الوضعية التي سنكون عليها ان لم يتحقق الهدف ...الخوف من الفشل ...الخوف يكبر مع مرور الوقت اذ لم يتحقق الهدف ليتحول الى قلق مزمن ...قلق من الانتظار يتحول شيئا فشيئا الى احباط ثم اكتئاب ...المشاعر هي لغة الكون و التعلق يعني مشاعر سلبية و المشاعر السلبية تعني انك ضعبف اذا الكون سوف يفهم انك تحمل مشاعر سلبية و بالتالي سيزيدك من تلك المشاعر السلبية و كلما زاد التعلق اكثر زاد الخوف اكثر و ابتعد الهدف اكثر ...التعلق بالاهداف يعني انك ضعيف و الضعيف لا يحقق اهدافه

...اذا ما هو الحل ؟؟؟ فقط القوي هو من يحقق اهدافه و بما ان العضيف يتعلق بالاهداف فهذ يعني ان القوي لا يتعلق بالاهداف ...يرسمها ويسعى لتحقيقها و يلغي تماما شعور الخوف ليحل محلها شعور اليقين و الطمأنينة ...السعي مع اليقين التام في قدرة الله على ان يحقق له اهدافه ...في هذه الحالة تكون حالة السعادة في مرحلة السعي نحو تحقيق الاهداف بكل ثقة في النفس و شجاعة و الشجاعة من المشاعر القوية هي و الثقة بالنفس و اليقين و بالتالي فان الكون سوف يفهم تلك المشاعر القوية و بالتالي سيزيد من تلك المشاعر القوية بمدنا بما نريده باذن الله سبحانه و تعالى ...اذا كنت متلقا بهدف ما و لم تحققه فراجع خوفك من عدم تحقيقه ...اذ كنت ممتلعق بمنصب ما و لم تحصل عليه فراجع ثقتك بنفسك و خفك من عدم حصولك على ذلك المنصب ...هناك الكثير من الاشياء التي نتعلق بها و لا نحققها ...لنراجع لغة مشاعرنا و هل تحكي للكون عن ضعفنا و خوفنا و الاكيد اننا سنجدها كذلك .