محمد على باشا والى مصر فى يوم اليتيم نذكرك
من اليتم الى حكم مصر أسطورة كفاح
...................................
يصادف اليوم الرابع من ابريل الاحتفال بيوم اليتيم الذى خصص له الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام كى يشعر جميع اليتامى ان لهم وجودا فى المجتمع وان لهم حقوقا وأنهم بشر يستحقون الاهتمام والرعاية ويستحقون أن يتعاملوا كأفراد طبيعيين
...
ولنأخذ من محمد على باشا مثالا ونموذجا يحتذي به فقد عانى محمد على باشا منذ ميلاده من «اليُتم» المبكر وظروف الحياة القاسية التي عاشها حتى أصبح أعظم من حكم مصر.
.....
محمد علي من مواليد سلالة ألبانية في مدينة «قولة»، أحد الموانئ الصغيرة الواقعة علي الحدود بين «ترافية» و«مقدونية»،
وكان له ستة عشر أخًا لم يعش منهم أحد، وبعد وفاة والده إبراهيم أغا كفلته والدته التي ماتت وهو في سن الطفولة، فكفله عمه طوسون والذي توفي هو الآخر.
......
«الطفل اليتيم» عني به أحد أصدقاء والده، وهو حاكم قولة الشوربجي باشا، وعلّمه الفروسية وزوجّه من إحدي قريباته ذات جمال ومال،التي أنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل فضلًا عن ابنتين
......
.تعلم محمد علي في شبابه بعض فنون الفروسية و اللعب بالسيف،
وخدم محمد علي حاكم قولة، و أصبح من المقربين له. فقد اشتهر بمهاراته و حيله في جباية الأموال من القري المجاورة التي كانت لا تؤدي ما عليها إلا بالشدة
. ثم تحول إلي تجارة الدخان، و اعانته زوجته بالأموال في هذه التجارة، و لكنه لم يجن منها أرباحاً كبيرة.
قدم محمد علي أول مرة إلي مصر و هو في الثلاثيين من عمره سنة 1799 م مع الجيش العثماني لإجلاء الفرنسيين حيث كان وقتها القائد الثاني لفرقة صغيرة من الجنود الألبان، أما رئيس الكتيبة فكان علي أغا، ابن حاكم قولة، والذي لم يكد يصل إلى مصر حتى قرر العودة ليصبح محمد علي قائدًا للكتيبة.
..
وخلال معركة «أبي قير» البرية انتصر الفرنسيون على الإنجليز والعثمانيين، وتعرض محمد على لحادث غرق وأوشك أن يموت غرقًا، لولا السير سيدني سميث الإنجليزي الذي انتشله، فعاد إلى بلدته .
...
عاد محمد علي مرة أخري إلي مصر مع الجيش العثماني سنة 1801 م الذي جاء لمعاونة الإنجليز علي إجلاء الفرنسيين عنها
و مكث محمد علي بها منذ ذلك الحين حتي أصبح والياً عليها لتبدأ قصة صعود أعظم حاكم عرفته مصر في التاريخ الحديث.
.....
أدرك محمد على باشا الذى عانى من اليتم ان هناك كارثة تتمثل فى . حوالي 300 ألف متشرد في شوارع مصر ..قد تتسبب س في سقوط الدولة المصرية العظمى التي يحلم بها .. قبض عليهم جميعاً واعتقلهم في معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية التي انشأها في اسوان
......
أمر قائد الجيش وكان سليمان باشا الفرنساوي في ذلك الوقت أن يأتي بأعظم المدربين الفرنسيين في شتى المهن والحرف اليدوية ليعكفوا على تدريب هؤلاء المشردين ذكور او إناث .. ثلاث سنوات او يزيد ويخرج لمصر أعظم الصناع المهرة في تاريخ مصر الحديثة .. يجيدون جميع الحرف اليدوية واللغة الفرنسية والعربية .. احتفظ محمد علي باشا بالنوابغ واستعان بهم في انشاء مصر الحديثة .. وارسل الباقين كخبراء للدول التي تفتقر لتلك الحرف .. وانشأ لهم المواني ( البلدية ) حتى يستطيعوا ان يتواصلوا بانتاجهم مع الدول المطلة على المتوسط لصالح مصر.