مصيدة الذكاء هي الفخ الذي ينصبه الأشخاص الأذكياء لأنفسهم

قد تكون شخصا رفيع الذكاء . .
تعد نفسك ذكيا جدا بحيث لاتشعر بالحاجة لمعرفة معلومات عن عملية التفكير . .
حالما تعرف مصيدة الذكاء سترى أن التفكير و الذكاء ليسا أمرا واحدا . .

الذكاء يمثل الطاقة الكامنة الداخلية للعقل
ومهارة التشغيل التي يتم استخدام العقل وفقا لها هي التي ندعوها التفكير . .

قد لانكون قادرين على الإتيان بشيء حيال الذكاء الفطري
لكننا نستطيع أن نطور و نحسن مهارات التفكير إذا بذلنا الجهد اللازم ..

الشخص الذكي عندما يقوم بالنظر للموضوع فإنه يأخذ وجهة نظر محددة ..
يجند كل تفكيره ليدعم وجهة نظره هذه فحسب ..
يبدأ في تقديم الحجج و البراهين القوية المدعمة لرأيه ..

وبقدر ما يكون هذا الشخص الذكي مقتدرا على تدعيم وجهة نظره يكون نزوعه لاستكشاف موضوع البحث ضعيفا
إن احتمال كون وجهة النظر الأصلية منحازة أو قائمة على عادة ما يعني أن هناك خللا ما في عادات التفكير موجودة عند ذلك الشخص

إن القدرة على دعم وجهة نظر معينة لا تلغي بالضرورة النظر إلى الموضوع من زوايا أخرى
فعن طريق انتقاء قيم معينة و طرائق معينة في تناول الموضوع فكريا من الممكن عادة أن ندعم أي وجهة نظر نريد .

الحماية الوحيدة التي نمتلكها كيلا لانخدع أنفسنا و أفكارنا هي في امتلاك القدرة على اكتشاف زوايا النظر الأخرى
وفي النهاية قد نختار العودة لوجهة النظر الأولى
لكن ذلك غير مسموح قبل اكتشاف زوايا النظر الأخرى ..

وهكذا نجد أن الشخص الذكي يوقع نفسه في مصيدة وجهة النظر الوحيدة
وذلك بسبب فعالية و قوة ذكائه في الدفاع و تقديم الدعم التام لوجهة نظره . .

إن الأشخاص رفيعي الذكاء يميلون عادة إلى التفكير السلبي و السبب يكمن في معرفتهم لحقيقة كونهم أذكياء
ولأنهم يريدون تحصيل الشعور بأنهم يحققون الإنجاز بفعل ذكائهم

لذلك فأسرع طريقة لتحقيق الإنجاز تكون في انتقاد الطرف الآخر و البرهنة على أنه مخطئ
ويعد ذلك إنجازا سريعا كاملا يجعل الشخص يشعر بأنه متفوق على الآخر ..

وهذا الإحراز السريع للنصر لايحدث في حالة المشاركة بتقديم فكرة بناءة
لأن ذلك يؤخر من شعوره بالإنجاز حتى تتضح فعالية فكرته
وقد يستغرق هذا وقتا طويلا

قد يعتبر البعض أن التفكير الناقد جزءا مهما في عملية التفكير وهذا صحيح و لكنه غير كاف بحد ذاته إطلاقا فإنشاء الحديقة لايتم فقط بقص الأعشاب الزائدة .

إن الأذكياء ممن هم ليسوا مفكرين ناجحين لايحبون أن يجدوا أنفسهم على خطأ
إذ أن غرورهم و إدراكهم بأنهم ذوو قيمة علية معتمد بالدرجة الأولى على كونهم أذكياء
ومعنى ذلك أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتجنب الإعتراف بالخطأ وهذا يقود إلى حالة التفكير الغير فعال .

إن المفكر الناجح لايجد صعوبة في الإعتراف بالخطأ لأن اهتمامه منصب على التفكير الموضوعي
في حين أن الخوف من اقتراف الأخطاء يمنع بعض الأذكياء من الإدلاء بالكثير من تأملاتهم الفكرية و أفكارهم الخلاقة خوفا من احتمال أن يتبين أنها خاطئة .

ومثل هؤلاء الناس لايحبون المخاطرة بتفكيرهم ..
مع أن تجشم عناء المخاطرة يعد في بعض الأحيان جزءا ضروريا من عملية التفكير ..

ولأن عقل الشخص الذكي يعمل بسرعة شديدة , وربما يقفز إلى استخلاص النتائج بسرعة شديدة ، وهذا مفيد في بعض الأحيان و خطير جدا في كثير من الأحيان.

ولكن شخصا يفكر تفكيرا أبطأ يحتاج إلى الإطلاع على الكثير من المعلومات قبل الإنتقال إلى مرحلة استخلاص النتائج
وعلى هذا النحو قد يتوصل عمليا إلى نتائج أفضل .

ربما يكمن الخطر الأكبر في أن الكثير من الناس رفيعي الذكاء ( لاسيما الشباب ) يميلون إلى الإغترار بذكائهم عندما يتعلق الأمر بتفكيرهم
وهذا هو المطب
ليس للغرور و العجرفة أي مكان وأي لحظة في سياق عملية التفكير .

لايقع جميع الأذكياء في مصيدة الذكاء ..
ولكن الخطر كبير في أوساطهم ..
فعندما تقود سيارة قوية عليك أن تكون أكثر حرصا ممن يقود سيارة أقل قوة
وكذلك المفكر الذكي يجب عليه أن يولي انتباها أكبر لمهارات التفكير
وعليه بالتأكيد ألا يفترض أن كونه ذكيا أمر كاف بحد ذاته .

_