ان تشعر بالشفقة على نفسك يعني انك تعيش في حزن مقيم وان هذا الحزن سيبقى ويستمر. كيف يبدأ هذا الاحساس بالشفقة؟ يبدأ بالاحساس بالشك في الذات وفي قدرتنا على العمل والانتاج والانجاز. وعندما نشك في ذواتنا نفقد القدرة على محاولة التحسين والترميم. لا بل نفقد الرغبة في ذلك ايضا. وعندما نكف عن محاولة تحقيق النجاح من أي نوع نعاني من الم الندم والاحساس بالذنب. ماذا تفعل اذا لمست باصابعك بالصدفة آنية ساخنة؟ الا تنتفض وتبتعد عن الانية؟ اننا نهرب من الالم ونتجنبه بكل وسيلة. الشيء نفسه ينطبق على الالم النفسي ايضا.

قد يكون من الصعب ان يعترف الواحد منا بانه غير ناجح بدرجة مقبولة. فنحن اما ارتكبنا ما هو خطأ او اننا لم نفعل ما هو صحيح. وبدلا من الاعتراف بذلك نبرىء انفسنا وننحو باللائمة على العالم الخارجي، ونتهمه بانه هو السبب فيما نعاني من احساس بالفشل والبؤس والتعاسة. ينتج عن ذلك اننا نشعر بالتعاطف مع ذواتنا - أي نشفق على انفسنا. وهذا شكل من اشكال خداع النفس والكذب على الذات.

ولكن كيف نتخلص من هذا الاحساس الاليم ونواصل حياتنا ونحقق ما يمكن تحقيقه من رضى وسعادة؟ فيما يلي بعض المقترحات لمساعدة من يشفقون على انفسهم، وهي مقترحات قد لا تفيد كل الناس فلا احد يستطيع ان يدعي انه يعرف ما يدور في عقول كل الناس. بعض ما نعتبره شفقة على الذات عند بعض الناس ما هو في الواقع الا عرض له ما يبرره من اعراض اكتئاب او مرض عضال.

1.جرب ان تواجه الالم وجها لوجه، واستعمله كوسيلة من وسائل التغيير. استعمل ما تشعر به من بؤس كحافز لتحسين نفسك وتحسين ظروفك. ابحث لتكتشف ما هو خطأ في حياتك وعدل سلوكك. وجه غضبك الى ما تقوم به من افعال انهزامية. الامر بهذه السهولة. والتغيير يعني بذل جهد، وبذل الجهد يعني بعض الالم. ولكن هذا الالم يعني انك على الطريق الى تصحيح اخطائك وتصويب افعالك.

2.لا تضف الى متاعبك بمقارنة نفسك بالاخرين. فالحياة ليست مسابقة، بل هي اشبه بحديقة تنفرد فيها كل زهرة (شخص) بجمال خاص.

3.لا تطلب من العالم اكثر مما يجب. فالعالم لم يخلق لخدمتك. الحقيقة انك خلقت لخدمته. انت لست مركز العالم. انت جزء صغير (ولكن مهم) من الكل. ركز على ما يمكنك ان تقدمه للعالم بدل التركيز على ما يمكن ان تأخذ منه. قدم مساهمتك للعالم، واستمتع بالنتائج. المشفقون على انفسهم يتساءلون دائما عما يمكن ان ينالوه من أي جهد يقدمونه. فهم اشخاص انانيون في الصميم، وينسون او يجهلون انهم اذا كفوا عن التفكير بانفسهم سيكتشفون معاني الاشياء.

4.اعترف ان كثيرين من الناس اسوأ حالا منك. ومع ذلك هم في وضع افضل منك. تعلم منهم وانضم الى صفوفهم.

5.كف عن الشكوى بان العالم غير عادل. ما هو غير عادل هو قناعاتك المشوهة بان الناجحين نجحوا لان حظهم طيب وليس لانهم كافحوا واجتهدوا. وبمجرد الكف عن الشكوى والبدء بالعمل الجاد فانك ستنضم الى صفوف الناجحين.

6.انا مقتنع بان بعض الحالات اصعب من بعضها الاخر. ولكن بشكل عام حذار من الاستكانة لليأس واللجوء الى الشفقة على الذات طلبا للراحة.

7.جرب ان تفهم ان لا وجود للبؤس في العالم. مكان البؤس هو في الذهن فحسب. واحساسنا بالبؤس هو رد فعل لوضع نعتبره مصدرا للالم. المشكلة هي مشكلتنا. والشفقة على الذات هي احساس انهزامي، ولا يمكن ان يأتي منه خير. تحمل مسؤولياتك وغير حياتك.

8.لا تركز على ما لا يمكنك ان تفعله. بل ركز على ما هو في دائرة قدرتك على الانجاز. لا تركز على شخصك الحالي. بل ركز على الشخص الذي تريد ان تكونه. لا تركز على مشكلاتك. بل ركز على البحث عن حلول لها.

9. استعمل خيالك بحيث تستفيد منه، ولا تستعمله بحيث يعوق حركتك ويثبط همتك. لا تقبل بما قد يصوره لك خيالك من استحالة ايجاد حل لمشكلاتك. واذ فعلت ذلك فانك تصبح عبدا للخيال، يشلك الخوف والشك في قدراتك. استعمل خيالك للتصور كيف يمكن ان تتحول الاشياء. وبذلك يصبح الخيال موجها وحافزا.

10.لا تترد في قبول التغيير. اذا سألت نفسك: ماذا اريد من الحياة؟ هل اريد ان اكون سعيدا؟ فان السؤال الذي يجب ان يأتي بعده هو: ماذا سأفعل لتحقيق ذلك؟

11.جرب ان تدرك مفهوم الخيارات: الخيارات ابواب. عندما تفتح بابا منها تغلق بابا اخر. وعندما تفتح باب الشفقة على الذات، فانك تغلق باب النجاح والسعادة.