لماذا التغيير ؟

* الحياة متحركة لا سكون فيها ، فهي تسير بك من الميلاد إلى الوفاة .. وما بينهما حركة دائبة لا تنقطع .. كما قال هيراقليطس : إنك لا تعبر النهر الواحد في اليوم مرتين . والإنسان المتحرك يماشي طبيعة الحياة ، والجامد يُضَاُّد قانونَها .

* لا خيار لك بين الحركة أو السكون ، لأن الحركة صميم الحياة ، والحركة إما إلى الأمام أو الخلف .. أعلى أو أدنى ، فإذا توقفت وظننت أنك ثَبَتَّ على مكانك فأنت واهم ، لأنه لا ثبات للإنسان في مكان ، وإنما هو ارتفاع أو انخفاض ، وذلك كالكرة حين ترمي بها في الجو ، تظل تصعد وتصعد .. وحين تقف في نقطةٍ معينة لا تتوقف ، وإنما تبدأ في النزول !!

* قال المفكر الجزائري مالك بن نبي : إنها لشريعة السماء : غير نفسك تغير التاريخ . وفي ذلك إشارة إلى قول الله تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

* حين تتأمل تاريخ ارتفاع الأمم وانخفاضها ، وسمو الأفراد من الحضيض إلى القمة تجد مدار ذلك على " تغيير النفس " ثم " تغيير الحياة.

* العلاج النفسي ليس أكثر من : تغيير النفس لتكون على صورة الصحة النفسية . والإصلاح الديني ليس أكثر من : تغيير النفس لتكون على مقتضى الحكم الإلهي ، والرقي العلمي ليس أكثر من : تغيير النفس لتعتاد المنهجية العلمية في النظر إلى الظواهر المحيطة بك . فأنت ترى أن مدار " الصحة النفسية " و" الدين " و" العلم " على " التغيير " .

* لكي تصلح حياتك العملية أنت بحاجة إلى التغيير ، ولكي تتخلص من مشاكلك الأسرية أنت بحاجة إلى التغيير .. كل ما تريد أن تصل إليه على كل مستوى من مستويات حياتك بحاجة إلى أن تقف مع نفسك وتقول : لابد أن أغير نفسي .. ليتغير العالم .

* يقول باولو كويلهو الروائي البرازيلي الأشهر : لدى كل واحد منا حلمه الشخصي وأسطورته الفردية وموهبته الخاصة الذي ينبغي عليه أو عليها أن يتبعها .. وعندما تريد شيئاً .. سيتواطأ العالم كله ليساعدك على إنجازه.

ما هو التغــيير المطلوب ؟

كما أسلفنا .. لا تخلو حياتك من تغيير ولكن .. هناك :

* تغيير يجري من حيث لا تدري : كتغيرات النضج ، والتغيرات التي يسيرك الآخرون فيها دون رغبتك أو حتى انتباهك .

* تغيير مضاد لمصلحتك : حين لا تكون قد خططت لقيادة حياتك بنفسك فسيقودك الآخرون شئت أم أبيت .. والآخر يقودك لمصلحته ، وليس لمصلحتك ، وقد تترافق مصلحتك مع مصلحته فتظن أنه يريد الخير لك ، ولكن لا تلبث أن تراه في أول افتراق بين مصلحته ومصلحتك قد ضحى بك .. والعيب ليس عليه ، وإنما على من جعل نفسه آلة بيد الآخرين يسيرونه لقضاء ما يريدون .. لا ما يريده هو !!

* تغير تمسك أنت ناصيته : وهو التغيير النابع عن : رغبة ، وفكرة ، وتخطيط . وكل هذا منبعث منك أنت .

__________________