مقولات رائعة عن التغييــر وتنمية الذات

كان لقمان الحكيم في شبابه غلاماً لأحد اشراف بني إسرائيل، فامره سيده يوماً أن يذبح شاة ويشوي له أطيب ما فيها، فذبح لقمان شاةً وآتاه بلسانها، وفي اليوم التالي أعطاه سيده شاة أخرى وأمره بذبحها ويجئ بأخبث مافيها، فذبحها وآتاه بلسانها أيضا.
تعجب سيده وسئله عن ذلك
- فقال لقمان: يا سيدي لا شيء أطيب منه إذا طاب وازدان بالصدق، ولا شيء أخبث منه إذا خبث وشانه الكذب.


قال العجوز الحكيم :

أخطر شيء يا صاحبي هو تبسيط المسائل وتلخيص الحياة في نقطة، والسعادة في مطلب ..

يقول الواحد منا لنفسه .. لو أني كسبت هذه الورقة اليانصيب لانتهت جميع المشاكل ..

لو أني تزوجت هذه المرأة لأصبحت أسعد إنسان ..

لو أني هاجرت إلى أمريكا لحققت كل أحلامي ..

لو أني تخلصت من هذا المرض المزمن الذي ينغص حياتي لصنعت من نفسي رجلاً عظيمًا ..

لو .. لو .. لو ..

ودائمًا تتبسط المسألة في نقطة واحدة وقديمًا تصور فرويد تبسيطًا شديدًا للنفس الإنسانية فقام بتفسير حوافزها وعُقَدها وانحرافاتها بالحافز الجنسي .. وأخطأ فرويد ..

وكان سبب الخطأ أن الحياة لا تقبل التبسيط وأنها نسيج معقد متداخل من عدة عوامل ..

وإذا حاولت أن تبسطها فإنك تمزقها في نفس الوقت ..

ولا شك أن كل الكائنات الحية هي في النهاية وبتبسيط شديد " ماء وتراب " .. ولكن هل هي هكذا ؟؟ .. أبداً

إن التبسيط قتلٌ للحقيقة ..
وهذا ما يقع فيه كل إنسان منا حينما يتصور أن كل حياته تبدأ وتنتهي عند الحصول على هذه المرأة .. إذا فقدها ضاعت حياته .. وإذا فاز بها فاز بنعيم الدنيا والآخرة ..

ونتيجة هذه الرؤية التوحيدية المركزة تتوتر أعصابه فلا يعرف طعمًا لأكل أو نوم أو راحة ويسقط عليلًا مثل مجنون ليلى .. وقد يبتلع أنبوبة أسبرين ليتخلص من عذابه ..

ولو أن مجنون ليلى حصل على محبوبته ليلى وتزوجها وتحقق له ما كان يحلم به لأفاق من جنونه تمامًا ولعاد له عقله من أول لكمة في الفراش من ليلاه العزيزة وهي تقول له ..
إبنك عنده إسهال .. وبنتك تقيء طول الليل .. و انا طهقت .. روح شوف أمك تشيل عني العلل دي .. أنا قرفت منك ومن ولادك ..

قطعًا كانت جميع الرؤى الشعرية والأطياف الملائكية ستتبخر من دماغه ويلعن اليوم الذي نظم فيه قصيدة أو كتب موالًا ..
ولربما قام وهو يبرطم ويسب، وجلس على باب الخيمة وأنشد قصيدة يلعن فيها القمر والشجر وحياه مثل حياة البقر ..

ولكن الله لم يبلغه مراده لأنه أراد أن يكون للوهم ملوك يفتنون الناس ..
كما أراد أن يكون للحقيقة ملوك يوقظون الناس ..

ليجري امتحان النفوس في عدالة بين شد وجذب الفريقين
.
.
د.مصطفى محمود



هل رأيت الطير عندما يقع في المصيدة؟!
انه يصبح أسيرا لمالك المصيدة...!
كذلك القلوب... فمصيدتها الابتسامة.. وعندما تقع في المصيدة تصبح أسيرة للصائد!
أنها طريقة سهلة لصيد قلوب الآخرين، لا تكلف شيئا سوى أن تبتسم بصدق وإخلاص!
فطبيعة الإنسان انه ينجذب إلى الشخص الذي يوزع ابتسامته على الآخرين بإخلاص، وينفر من ذلك الشخص العبوس المتجهم! فالوجه يعبر عما في قلبك من حقائق وأسرار!
إن تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرا من صوت اللسان، وكأني بالابتسامة تقول لك عن صاحبها: إني احبك انك تمنحني السعادة، إني سعيد برؤيتك!
ولا تحسب أنني اعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين لا روح فيها ولا إخلاص، كلا!
فهذه لا تنطلي على أحد، وإنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق نفسك، تلك هي الابتسامة التي تجلب الربح الجزيل في الدنيا والآخرة.
الابتسامة إذن هي مفتاح لكل القلوب.
وحتى القلوب الشديدة الإقفال، فإذا رأيت شخصا عبوسا متجهما تعبر قسمات وجهه عن هموم وغموم، فما عليك إلا أن تبتسم في وجهه، وسترى انه يبتسم بدوره بدون إرادة منه! وقد يصبح صديقا مخلصا لك!
ومن الحقائق المهمة...
أن الابتسامة الصادقة تعبير عن شخصية سوية، بينما التجهم هو تعبير عن شخصية مريضة.
ومن المؤكد.. انك ستكون عاجزا عن كسب صداقة إنسان واحد، ما دمت تتعامل مع الآخرين بتجهم وتقطيب، أما إذا كانت الابتسامة من سمات شخصيتك، فستكسب المئات بل الآلاف ... وما عليك إلا أن تجرب!
فالتجربة خير برهان