المهم لدينا ان نفهم ونعلم ان للإنسان جانبان
( روحي و جسدي )
والإعاقات الجسدية فيه ليست عيبا او عائقا في الوصول للكمال
لأن الكمال هو سمو ورفعة روحية وليست جسدية مادية
وسنعطي مثالا للتقريب
ببساطة الإنسان قد يمرض جسديا لا لعيب في أعضاء جسده وإنما لمرض نفسي
فمن المرض النفسي يتعب الجسد
ولكن لو نظرنا بالعكس فهل تمرض النفس دائما بمرض الجسد؟؟
فتحكم الإنسان بأمراض جسده مع صحة نفسه أمر باليد
ولكن تعب الجسد إثناء تعب النفس أمر خارج عن الإرادة
ومع هذا فأن الحركات الجسدية سبيل للوصول
ولكنها ليست كل سبل الوصول للتقرب والتحليق
فالمهم لأكمال سياق حديثنا وتوضيح مفهومنا يجب ان نفهم قوله تعالى
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
وهذه الآية إثبات إلى ان جانب الإنسان للكمال هو جانب ( روحي ) او ما نسميه
( نفسي )
مع ان هنالك اختلاف بسيط بينهما لخصوصية واحد وتشعب آخر
ولذلك فأن أول الخطوات التي نسعى إليها للكمال بالمنظور القرآني هي
( تزكية النفس )
هذه النفس لها جموح وعنجهية وتكبر رهيب وعجيب
وبالمقابل لها تواضع وخضوع وتذلل رهيب وعجيب كذلك
فعند تركها تحول الإنسان الى ( حيوان ممسوخ ) بل أسوء منه
وعند كبح جماحها تحول الإنسان إلى ( ملاك ) بل أفضل منه
وعند ذكر المسخ والممسوخ سنورد طرفه لطيفة
منذ صغرنا ونحن نسمع ان حيوان الوزغ ممسوخ والقرد ممسوخ والحمام ممسوخ وهذا وذاك ممسوخ
ويقال لنا ان هذا او ذاك النبي او الوصي دعا على إنسان فمسخه
وهذا كلام مغاير للصحة بنظري القاصر وبنظر الكثيرين
وعندما نتحدث عن الممسوخ فأننا نعني بذلك ان الإنسان مع تشكيله جسده الآدمية الا انه ممسوخ بباطنه الروحي والنفسي بشكل اخر
يقول سبحانه وتعالى
(فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ)
(كَمَثَلِ الْحِمَارِ)
(أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ)
هذه الآيات توضح لنا ان الله سبحانه يتحدث عن أناس بشكلهم الجسدي الآدمي ويشيبهم بالحيوانات
وهذا ما يعنيه ( المسخ ) في حديثنا
فالإنسان بشخصيته تتجلى فيه خصائصه الأخلاقية
اما بشكل ادمي حسن او بشكل سيء نصفه بالبهيمي الحيواني
فمثلا
شخص قذر جدا همه الأول والأخير هو شرب الخمر والزنا والانغماس بالمحرمات بشتى أشكالها فنشبهه بالخنزير
لانه بالفعل أصبح قذرا مثله
وهذا ما ينطبق على سائر الناس المنحطين أخلاقيا ليتصفوا بما تتصف به البهائم والحيوانات
وهذا ما يقصد ( بالمسخ )