هي ثقافة راقية لا يجيدها الكثيرون بسبب عدة سلبيات تجتاج دواخلهم
فالاعتذار تقويم لسلوك سلبي يجعل من شجاعة الفرد في قمتها اتجاه نفسه و اتجاه المجتمع .

فهو يزيل بذلك الوهم القائل ان الاعتذار تقليل من الشأن .بل هو قمة في كل شئ.

فالاعتذار قوة شخصية ، واتزان التفكير وهو القدرة على المواجهة في الحياة .

ينقسم الناس في ادراكهم لثقافة الاعتذار الى صنفين

الاعتذار السريع

وهو مراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ الغير مقصود أو السلوك السلبي عند حالة الغضب

الاعتذار بعد مراجعة النفس

وهو مايأتي متأخرا نوعا ما ، بعد ان يقضي المخطأ حالة مراجعة للموقف ومحاكاة النفس .. حيث ينتابه حالة تأنيب الضمير .. وقد يبدى اعتذارا رسميا أو يدبر موقفا غير مباشر ليبين رغبته في تصحيح سلوكه.

و يبقى الاعتذار من الصفات السامية في عالم البشرية.

طبيعة الانسان الخطأ، ويتميز العقلاء بالعودة للصواب ولكن يرتقي الانسان ويتميز نبله بقدرته على الاعتذار لمن اخطأ بحقة وان كان اصغر منه عمرا او مكانة.. والاعتذار يمثل مظهرا حضاريا وهو انعكاس لمستوى النضج والثقة في النفس.

ورغم سمات الشجاعة التي يتصف بها مجتمعنا ورغم ثقافتنا الاسلامية التي تؤكد على التوبة الا ان اغلبنا تغيب عن ممارساته الاجتماعية ومضامين علاقاته الاجتماعية ثقافة الاعتذار حيث يعتبرها البعض شكلا من اشكال الضعف رغم ان الاعتذار لا يقوم به الا من يملك مستوى عاليا من الشجاعة الادبية..

لنا ان نتخيل مستوى الاحترام بين المعلم والتلميذ فيما لو اعتذر المعلم لتلاميذه عن خطأ غير مقصود وارتقى بعلاقته معهم الى حيث تكون الثقة مسار التواصل.. ماذا لو اعتذر الاستاذ الجامعي لطلبته في موقف او آخر.. رائع لو استطاع الاب او الام ان يدرك ان اعتذاره لابنائه لا يهز مكانته بل يعمق جذور الحب والاحترام.. ماذا لو اعتذر امام المسجد لطفل او مراهق..؟

ثقافة الاعتذار ممارسة نحتاج كثيرا لان تكون جزءا من تكوين علاقاتنا الاجتماعية بحيث نمارس الاعتذار بكل اريحية ودون تردد او شعور بالخجل او اعتباره ممارسة ضعف.

في المناسبات السعيدة نتذكر الاحبة ونتذكر الكثير من المواقف التي ربما اخطأنا فيها بحق عزيز او قريب وربما باعدت بيننا الى حد الانقطاع فيما كان اعتذار صادق وفي وقت مناسب كافيا لاصلاح العلاقة وعودة اواصر الود والحب لعلاقة انسانية.