أخي الموسوس .. أختي الموسوسة ،،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تنبيه: ( اقرأ العلاج كاملا أكثر من مرة قبل التطبيق حتى تفهمه وإن أشكل عليك فاسأل ثم اختر الوقت المناسب للتطبيق ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نبدأ رحلة العلاج ..
لا بد من التهيئة النفسية قبل العلاج لتقبله والاستمرار عليه والتضحية من أجله .. مهما واجة الموسوس من صعوبات .
بعد أن تتفهم ذلك .. لك الحق أن تسألني فتقول :
وكيف لي أن أهيئ نفسي لذلك ؟
فأجيبك سريعا بقولي :
إذا أردت ذلك لا بد أن تمر بخطوات عدة .. وهي كالآتي :
1/ أن تخلوا بنفسك في غرفة هادئة .. بعد أن تتوضأ وتقرأ الورد اليومي ثم تصلي ركعتين تدعو فيهما ربك بإخلاص أن يعينك على الشفاء .
ثم تجلس جلسة مريحة مصطحبا معك دفترا وقلما( ولا تستخدمهما حتى أطلب منك ذلك ) .

2/ أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عليها بصراحة تامة بينك وبين نفسك .

والأسئلة هي ( وسأضع جوابا مساعدا) :

س1/ منذ متى وأنا أعاني من الوسواس ؟

ج/ أعاني منذ مدة ليست بالقصيرة ( أذكرها ).. !!

س2/ هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا ؟

ج/ لا . بل كنت صحيحا معافا أعيش كما يعيش الآخرون ولكن !! هي غلطة مني في بادئ الأمر تطورت معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها !! ( ( وقد يكون هناك سبب آخر ) ) .

س3/ هل الأعمال التي تصدر مني هي جائزة شرعا .. أم هي محرمة ؟

ج/ بل هي محرمة .. لأدلة كثيرة جدا .. والعلماء كلهم أجمعوا على تحريم الوسواس وأن الدين وسط لا غلو فيه ولا تفريط والله عز وجل أمرنا بالتعوذ من الوسواس !


س4/ أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون ؟!!

ج/ لا بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم .


حاول .. أن تقنع نفسك بهذه الإجابات بأية طريقة كانت مثل :

أن تسرح بذهنك بتخيل بداية الإصابة بالمرض .. ثم تحاول أن تستشعر قسوة المعاناة التي بدأت تعانيها .. ومدى الحرج الذي وقع بك وساعات البكاء والألم .. وفترات الحزن والقلق .. ساعات التوتر والأعصاب المشدودة !!
حاول أن تتذكرها بتفاصيلها .. !
ثم مباشرة اعزم داخليا أن تترك جميع هذه الوساوس لتعيش حياة السعداء وابدأ بتخيل حياتك بعد الشفاء بإذن الله .. تخيل أدائك لعباداتك بكل هدوء وطمأنينة تخيل السكينة في تصرفاتك .. استشعر السعادة في قلبك .. تخيل نفسك وأنت صحيح معافي في مدرستك في عملك في مجلسك في حياتك كلها .
تخيل نفسك والبسمة على شفتيك بعد أن حرمتها سنين طويلة .
وبعد ذلك اسأل نفسك بكل هدوء وعزيمة :
ولم لا أصبح ذلك الرجل وتلك المرأة .. ؟
مالذي يمنعني من الإقلاع عن هذه الوساوس ؟!!
إلى متى وأنا مستمر على تلك الحال ؟؟!!
لو كان العلاج بالكي ! هل أنا مستعد له ؟
إذا كانت إجابتك بنعم .
فأقول لك : أبشر ..بل شفاؤك أسهل من ذلك بكثير! بإذن الله ولكن نحتاج منك إلى عزيمة ثابتة ثبوت الجبال .
وإن كانت إجابتك بلا !
فأنت لم تصل إلى مرحلة الوسواس الشديد والحمد لله .
وشفاؤك سهل جدا بإذن الله تعالى .
ثم اسأل نفسك :
أيعقل أن يأتيني الشفاء في يوم وليلة وبدون كفاح ؟!!
طبعا لا !!
تنبيه: ( علاج الوسواس لا يمكن أن يتم بالحبوب فقط أو بالعلاج السلوكي فقط إلا أن يشاء الله ، ولكنه بإذن الله تعالى يتم بالعزيمة الصادقة على ترك الوساوس نهائيا كما جربت أنا وجربه كثير ممن عالجتهم ولله الحمد )
ثم اسأل نفسك :
ولم لا أعزم عزيمة صادقة ثابتة ثبوت الجبال على مكافحة الوسواس الآن ؟؟!

أنا متأكد الآن أنك وصلت بحمد الله إلى قناعة تامة وعزيمة صادقة ثابتة ثبوت الجبال في أن تكافح الوسواس لتكون انسانا سويا كما تحب أنت وكما تحب أن يراك الجميع .

والآن ابدأ بتخيل أفعالك الوسواسية الخاطئة أو التي تشك أنها وسواسية واحدا واحدا ثم اعزم على تركه وفعل السلوك الصحيح ( مع تخيل نفسك وأنت تفعل السلوك الصحيح ولا مانع من كتابته ) .

مثال:
1- تخيل طريقتك في الوضوء عندما تكرر البسملة أكثر من مرة!!

ثم اعزم على أن تقولها مرة واحدة فقط عند الوضوء ثم تخيل هذا الموقف الجديد بتفاصيله ثم
اكتبه في الدفتر كأن تكتب :

* قبل الوضوء اسمي مرة واحدة فقط دون وسوسة .

2- تخيل طريقتك عند الوضوء حيث كنت تكرر غسل الأعضاء في الوضوء كثيرا ثم اعزم على ترك ذلك والاكتفاء بغسلها مرة واحد في البداية ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه:

* عند الوضوء سأكتفي بغسلة واحدة لكل عضو ولا أزيد .

3- تخيل غسل اليدين بعد لمس مقبض باب الحمام أو عند إطفاء النور ونحو ذلك ثم اعزم على ترك غسل اليدين ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه :
* مقبض الحمام طاهر ونظيف لذا لن أغسل يدي بعد لمسه .

4- تخيل نفسك وأنت تمتنع عن الجلوس على الأرض أو على بعض الأماكن خشية النجاسة ! ثم اعزم على الجلوس عليها ونبذ هذه الأوهام ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه:

* هذه الأماكن طاهرة ونظيفة لذا سأجلس عليها دون وسوسة .
وهكذا حتى تنتهي من تخيل جميع السلوكيات الوسواسية الخاطئة التي تصدر منك و ابدالها بالسلوك الصحيح ثم تخيل الموقف الجديد ثم كتابته إن أردت.
ومعرفة السلوك الصحيح تكون بناءا على تصرفات الآخرين الأسوياء كأبيك مثلا أو إخوتك أو معلميك أو زملائك.. الخ
ولا تعتمد على نفسك الموسوسة بل على ما تشاهده وماسبق أن شاهدته من تصرفات الأسوياء .
تنبيهيات مهمة جدا عند هذه النقطة:

1- ( يجب أن تتخيل جميع السلوكيات الوسواسية التي تمارسها ثم تعزم على تركها جميعا
وما نسيته الآن لا يهم ..
المهم أن تعزم على تجنب أي سلوك وسواسي عند تذكره مستقبلا ولا تتساهل في هذا الأمر
فالوسواس -كالسم قليله وكثيره مضر- خاصة في الستة أشهر الأولى من العلاج ) .

2- ( لا تتهاون بأي سلوك وسواسي حتى لو كان سخيفا أو بسيطا بل اعزم على تجنب كل ما

تشك في كونه وسواسا حتى لو كان بسيطا جدا جدا ) .

3- ( لا تحاول أن تسأل عن كيفية السلوك الصحيح خاصة الواضح عند الكثير لأن السؤال هو

في حقيقته وسواسا !! فما الفائدة من ذلك !

بل الموسوس يعلم السلوك الصحيح أكثر من غيره

لكن الشيطان يحاول التلبيس عليك أخي الموسوس فتوكل على الله واطرح الشك والوسواس وافعل السلوك

الصحيح ولا تتردد ).
وفي هذه الأثناء نكون قد وصلنا بفضل الله إلى النتائج التالية :

1- عرفنا حقيقة الوسواس وأسبابه.
2- وصلنا إلى القناعة التامة بضرر الوسواس وحتمية العلاج .
3- قمنا بحصر السلوكيات الوسواسية ومعرفة السلوكيات الصحيحة .
4- وصلنا بفضل الله إلى مستوى عال جدا من العزيمة لتحمل كل شيء من أجل الشفاء ومن ثم السعادة في الدنيا والآخرة .

والآن بقي مرحلة أخيرة قبل البدء بالعلاج وهي أن تصلي صلاة الإستخارة ( من غير وسوسة ) :

وهي أن تصلي ركعتين كالنافلة ولكن تقول بعد أن تنتهي من التشهد وقبل السلام:

اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب
اللهم إن كنت تعلم ان هذا الأمر الذي هو ( تطبيقي لهذا البرنامج المتمثل بترك جميع الأعمال والأوهام والأفكار الوسواسية والتي أشك أنها وسواسية ) خير لي في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه .
اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به .

ثم تسلم .

ثم ترفع يديك وتدعوا بالدعاء الذي قلته قبل قليل مرة أخرى .
عندها ستشعر بإذن الله بعزيمة صادقة لا تقبل التردد ولا الخور على ترك وتجنب جميع السلوكيات والاعتقادات والأوهام الوسواسية وستجد العون من الله تعالى بحوله وقوته.

وأحب أن أبشرك بأنك قد شفيت الآن من الوسواس بفضل الله .. ولكن بقي أن تنفذ كل ما اتفقنا عليه دون الإخلال بأي شيء منها .
ويجب أن تبدأ بتطبيق العلاج فورا .