«البارادايم»:paradigm
تطوير الذات والمهارات المختلفة



كثرت العلوم التدريبية في وقتنا المعاصر، وهي علوم ترتبط بتطوير المهارات والعلوم الإنسانية والخبرات في عدد من المجالات الوظيفية أو الاستثمارية أو حتى التدريب الشخصي الذاتي، وبعد البرمجة اللغوية العصبية وبرامج تنمية المهارات ظهر مؤخرا مصطلح جديد هو «البارادايم»،
« البارادايم paradigm : هو الطريقة التي نرى فيها العالم بصورة ذهنية موسعة، وتشمل الخبرات والقواعد والثقافة لكل فرد، والتي تؤدي بدورها إلى تكوين الصور أو القوالب الذهنية إيجابا وسلبا».
وأن كلمة بارادايم
paradigm تعني المثال أوالنمط،وعلميا هي مجموعة من القواعد واللوائح والأفكار التي يعتنقها الفرد أو المؤسسة مكتوبة وغير مكتوبة، وتقوم بدورين هامين، الأول أن تنشئ وتعرف المرء بأسلوب أفضل للحركة في حياته، وكيف يتصرف داخل الحدود المتاحة في تلك الحركة كي ينجح، والنجاح هنا هو القدرة على حل المشاكل.

وان هذا العلم في نظام فكري شامل للتعامل مع الحياة بكل جوانبها، مشيرا إلى أن الأشخاص في علم البارادايم ثلاثة فئات:
المبدعون الذين يطرحون أفكاراً جديدة وهم غير متخصصين عادة، كالذي اخترع بدالة الهاتف الآلية ولم يكن له علاقة بالهندسة فقد كان حانوتيا،
والصنف الثاني هم النمطيون (التقليديون) والذين يسرعون برفض الجديد وبطيئون في اتخاذ قرار التغيير، وهم الذين عارضوا أغلب الاختراعات عندما كانت في مراحلها الأولى،
والصنف الثالث هم الرواد وهم المغامرون الذين يحققون أحلام المبدعين ويتبنون أفكارهم ويجربونها، ومثالهم شركة سيكو اليابانية عندما تبنت فكرة رجل سويسري مبدع طرح فكرة ساعة تعمل بالكوارتز على مؤتمر الساعات العالمي ولم يقبل بها أصحاب مصانع الساعات (النمطيون) وسخروا منها، ونجحت سيكو وانتجت الساعة الجديدة.
وان العلاقة بين البارادايم والتدريب هي إن البارادايم نظام التفكير لدى الإنسان وهو نظارة العقل، وإذا كانت النظرة إيجابية فستؤدي إلى التفاعل الحضاري المطلوب مما يعني أنه أهم من نظارة العين، وإذا كان البارادايم يشكل النافذة التي نرى العالم منها فإن جزءاً من هذا العالم هو التدريب، ولذلك يؤثر البارادايم على التدريب من خلال استشراف مستقبل التدريب حيث يساعد المهتمين بالتدريب والمدربين والمتدربين على التعامل مع المستجدات والمتغيرات في عالم التدريب، وفهم البارادايم يؤدي إلى صناعة بيئة الأمان الاجتماعي والفكري في المجتمع، وفي هذه البيئة تنتعش التنمية البشرية ولا يخاف الفرد أو المؤسسة من المغامرة وتجربة الجديد فيزدهر التدريب والتعليم، ويدلي كل شخص بما لديه مما يمكن الأفراد من نقل خبراتهم إلى الآخرين، وهذا كله في ظل ثوابتنا الشرعية وأعرافنا وتقاليدنا وعاداتنا الطيبة، وكذلك يساعد المجتمع ككل والمعنيين بالتدريب على وجه الخصوص على الاستفادة من عقول ومزايا أشخاص البارادايم المبدع والنمطي والرائد والتعاون بنجاح مع السائد والمتوقع، ومن المهم التذكير بأن العديد من الأمور والمسائل والظواهر التي كانت مستحيلة في الماضي أصبحت مقبولة في الحاضر فلا نستعجل برفض المستحيل اليوم.

وأن للبارادايم
paradigm أساليب وأنماطا تسمى (بارادايمات الأساليب والأنماط التدريبية) وهي متنوعة كالتوسع في استخدام الألعاب والأدوات التدريبية والتدريب عن طريق الإنترنت والذي يغلب على تقديمه باللغة الإنجليزية أو اللغات الأجنبية، والأمل كبير في تقديم برامج تدريبية باللغة العربية، ومن أساليب البارادايم التوسع في المواد القابلة للعرض في البرنامج كاستخدام العروض ثلاثية الأبعاد، والتدريب المتنوع والتدريب بالمرح والتعلم السريع واستخدام المعادلات في العلوم الإنسانية.
وهناك بارادايمات في الجانب الشخصي للمدرب والمتدرب كظهور كفاءات خليجية في مجال التدريب، ومنها ممارسة العلماء للتدريب وهو أمر جديد، وبعض الدعاة قدموا برامج تدريبية نمطية مع استخدام أكثر الأساليب المعتادة ولا يزال هذا دون الطموح، ومنها مشاركة مدربين شباب وكذلك مشاركة المرأة أكثر من السابق ولكن بشكل محدود، لأن المجتمع مازال بحاجة إلى مدربات مؤهلات، وأيضاً مشاركة بعض العسكريين في تقديم برامج تدريبية مدنية وهي صورة لا تزال غير مألوفة في مجال التدريب، وازدياد تبادل الخبرات والأدوار بين المدربين الخليجيين، وهناك بارادايمات أخرى في التخصص الأكاديمي والممارسة المهنية وفي التأليف وفي إلقاء المحاضرات.