مشكلة المشاركة في اتخاذ القرار


إن مشكلة المشاركة في اتخاذ القرار هي أم المشكلات في العالم الإسلامي وهي سبب رئيس في حالة عدم الاستقرار السياسي الحادثة ا لآن، ولابد للمخلصين من كل حدب وصوب أن يتنادوا لإيجاد صيغة تحفظ للأمة البقية الباقية من أمجادها وترتقي بها نحو سماوات التقدم والازدهار، ويمكن للنخب الحاكمة وممثلي الشباب أن يديروا حواراً حول المشاركة في اتخاذ القرار ينطلق من ثوابت ومبادئ تجعل خدمة الإسلام والمسلمين هي الهدف الأسمى


ثالثاً: مشكلة الاستفادة من إيجابيات العولمة :


إن للعولمة العديد من الايجابيات والسلبيات، فمن إيجابياتها أنها سهلت الاتصالات، وفتحت منابر للدعوة لا يمكن أن تغلق أو تحاصر، كما أنها يسرت أمر الاطلاع على ثقافات العالم غير أنها كذلك تذخر بالعديد من السلبيات، والتي تعكس الأرقام التالية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة شيئاً منها:


§ خمس سكان العالم في الدول ذات الدخل المرتفع يتحكمون بنسبة 86% من أسواق التصدير و68% من الاستثمارات الأجنبية و74% من الاتصالات التلفونية


§ تتحكم الشركات الأميركية لإنتاج الأفلام السينمائية بـ90% من الإنتاج المصدر إلى العالم في حين أن سوق استيرادها لهذه الأفلام من خارج الولايات المتحدة لا يتعدى 3%، و هذا الإنتاج الضخم موجه لفرض الثقافة الأميركية ثقافة (النظام العالمي الجديد).


§ قدرت خسائر مخلّفات الأزمة المالية التي لحقت بدول النمور الأربعة الآسيوية (تريليوني) دولار للفترة ما بين 1998 – 2000.


§ قدرت أرباح منظمات الجريمة المنظمة بحوالي 1.5 تريليون دولار والمتاجرة بالنساء والأطفال لأغراض الاستغلال الجنسي بحوالي 7 مليارات دولار.


§ قــــدرت ثروة ثلاثه أشخاص في العالم بما يـــعادل مجموع دخــــول دول يبلغ تعدادها نحو (600) مليون شخص وان نسبة ممتلكات (200) شخص في العالم للفترة بين 1994 –1998 تضاعفت إلى تريليون دولار! ولا شك فإن هذه الأرقام المهولة وضعت المستثمر في الدول الإسلامية في متاهة جعلته رقماً هامشياً في السوق الدولية.


الخروج من النفق :


على الهيئات السياسية والثقافية أن تكون في مستوى وعي الشباب، وأن تعمل على ملء فراغهم وتوجيههم في الاتجاه الصحيح.كما عليها أن تشجعهم على التفكير والإبداع والمبادرة داخل مجتمعاتنا، وتحثهم على المشاركة في إدارة الشأن العام، كما عليها أن لا تغفل أثر الحركات الاستعمارية والتبشيرية والإباحية المغرضة في العمل على إفساد الشباب وذلك بالعمل على تحصين الشباب من محاولات الغزو الثقافي الإباحي .


كذلك على صناع القرار وهيئات المجتمع المدني، والمفكرين والمثقفين عامة العمل على استنهاض همم الشباب المسلم بتذكيرهم بأنهم أبناء حضارة راسخة، و أمة خيّرة أنجبت العباقرة ، وتملك من الإمكانيات الطبيعية والثروات المادية والمعنوية ما يؤهلها للعودة إلى الصدارة والريادة بإذن الله. كم عليهم العمل على تخصيص اعتمادات أكبر للبحث العلمي، من شأنها أن تساهم في اختصار عامل الزمان الذي يفصلنا عن التقدم، والله الموفق.