عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
العلبه الذهبيه""وإناء الماء..."
عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها اتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية.
فقد كان المال شحيحاً و استشاط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين إحدى العلب بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية.
على الرغم من ذلك , أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح, وقالت له: " هذه لك, يا أبتِ
أصابه الخجل من ردة فعله السابقة, ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة فارغة.
ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً " ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية, يفترض أن يكون بداخلها شئ ما؟"
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات و دفن وجهه بيديه في حزن.
عندها ,نظرت البنت الصغيرة إليه و عيناها تدمعان و قالت " يا أبي إنها ليست فارغة, لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة.
وكانت كل القبل لك يا أبي
تحطم قلب الأب عند سماع ذلك. وراح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة, و توسل لها أن تسامحه. فضمته إليها و غطت وجهه بالقبل.
ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب
وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة فيما ابنته تضحك و تصفق وهي في قمة الفرح. استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم.
و أخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته, وقد فعل
ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام.
ثم خطف حادثٌ مأساوي حياة الطفلة بعد مرور عشر سنوات. وقد قيل أن ذلك الأب, وقد حفظ تلك العلبة الذهبية كل تلك السنوات,
قد أخرج العلبة و وضعها على طاولة قرب سريره
وكان كلما شعر بالإحباط, كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية و يتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك
كل واحد منا كبشر, قد أعطي مثل هذه العلبة الذهبية قد مُلأ بحبٍ غير مشروط من أبناءنا و أصدقائنا و أهلنا.
وما من شئ أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان
(( يجب علينا ان نتذكر دائما بأنه يجب علينا فهم من حولنا
و عدم الحكم على الظاهر فقط
واظهار المحبه لهم والتعامل معهم بلطف
وحينها سنعلم كم يمكلون من الحب الا محدود لنا ))
((2))
"إناء الماء"
كان لدى إمرأه صينيه مسنه إنائين كبيرين تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين بعمود خشبى على كتيفيها وكان أحد الإنائين به شرخ والإناء الآخر بحالة تامه ولاينقص منه شئ من الماء
وفى كل مرة كان الإناء المشروخ يصل إلى نهاية المطاف من النهر إلى المنزل وبه نصف كمية الماء فقط
ولمدة سنتين كاملتين كان هذا يحدث مع السيدة الصينية.
حيث كانت تصل منزلها بإناء واحد مملوء ونصف وبالطبع، كان الإناء السليم مزهواً بعمله الكامل
وكان الإناء المشروخ محتقراً لنفسه لعدم قدرته وعجزه عن إتمام ماهو متوقع منه .
وفى يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل تكلم الإناء المشروخ مع السيدة الصينية
”أنا خجل جداَ من نفسى لأنى عاجز ولدى شرخ يسرب الماء على الطريق للمنزل“
فأبتسمت المرأه الصينيه
وقالت ” ألم تلاحظ الزهور التى على جانب الطريق من ناحيتك وليست على الجانب الآخر؟ “
أنا أعلم تماماً عن الماء الذى يُفقد منك ولهذا الغرض غرست البذور على طول الطريق من جهتك
حتى ترويها فى طريق عودتك للمنزل.
”ولمدة سنتين متواصلتين قطفت من هذه الزهور الجميلة لأزين بها منزلى“
ما لم تكن أنت بما أنت فيه، ما كان لي أن أجد هذا الجمال يزين منزلي .
(( كلٌ منا لديه ضعفه ولكن ضعفنا وشروخاتنا تضع حياتنا معاً بطريقة عجيبة ومثيرة
يجب علينا جميعاً أن نتقبل بعضنا البعض على مانحن فيه وللنظر لما هو حسنٌ لدينا ))
همسة:
إلى كل الذين يشعرون بالعجز أو النقص أتمنى أن تنظروا للجوانب المشرقة في حياتكم وأن تشاهدوا أزهاركم التي بجانب الطريق
المفضلات