من الطبيعي أن يحلم كل شاب بحياة مميزة، فارهة تملؤها المفاجأت. المجتمعات الحديثة التي تسلط الضوء أكثر من أي وقت مضى على الابداع الفردي تدفع كل شخص للسعي وراء التميز. التميز يمكن أن يكون شهرة للبعض، غنى للبعض الآخر أو فكر بالنسبة للأقلية. مهما يكن نوع التميّز الذي يبحث عنه الانسان.
السؤال الذي يحضر دائماً هو : هل أنا شخص مميز، أو قابل للتميّز؟
هذا السؤال صعب جداً ولا يمكن الاجابة عليه بسهولة. لكن هناك مؤشرات عديدة يمكن أن يستفيد منها النسان لمعرفة فيما إذا كانت لديه حظوظ بالتميّز.
التمّيز مكمنه الابداع. أي شخص يبحث عن التميّز فهو يبحث بشكل لا شعوري أن يكون مبدعاً بشكل ما. الانسان المشهور يبدع في التواصل مع المجتمع، الغني يبدع في جمع المال واستثماره بينما يبدع المفكرون في تخيل عوالم جديدة تسبق العالم الذي نعيش فيه بسنوات. ليسن هناك مجال كاف لتصنيف كافة أنواع الابداع لكن من المؤكد أن الابداع في أي مجال يقود صاحبه إلى التميّز المنشود.
الآن كيف يمكن أن تعرف بأنك شخص مبدع؟ للاجابة على هذا السؤال عكف مجموعة من العلماء السويديون على دراسة البنية العقلية لأشخاص مبدعين ومقارنتها بأشخاص ثبت عليهم الجنون. نتيجة هذه الدراسة تبين أن بنية المخ لدى المجانين تماثل إلى حد كبير تلك التي لدى المبدعين. الدراسة الجدية والتي تهدف للربط بين الابداع والجنون خلصت إلى نتيجة مذهله. وهي أن المبدع هو شخص مجنون قادر على استثمار جنونه.
ليس هناك من وصفة تساعد الانسان على أن يصبح مجنوناً أو أن يستثمر جنونه. لكن بالتأكيد أن الشخص العادي الذي يبدو مستقراً، رزيناً، رصيناً هو شخص لا يمكن أن يكون مبدعاً. الحياة المستقرة البعيدة عن المفاجأت والمغامرات تعكس طريقة حياة رتيبة غير مبدعة. هذا النمط من الحياة قد يكون ملائماً جداً لمعظم أفراد المجتمع، للقضاة، للحكام، ولغيرهم ممن يتطلب عملهم حكمة وعقلاً. بالمقابل الأناس المبدعون الذي يحصلون على التميّز لا يمكن أن ينتموا إلى هذه الفئة.
الآن عزيزي وبعد أن أدركت العلاقة بين الابداع والجنون. انظر إلى حياتك خلفاً وحاول أن تتذكر عدد المرات التي تصرفت فيها بشكل مجنون. هذا التحليل البسيط يعطيك فكرة عميقة عن مدى قابليتك للابداع. إذا لم تكن مجنوناً بالشكل الكافي فأنت على الأغلب لست مبدعاً بالشكل الكافي. لكن لا تنزعج فالأناس العاديون هم أكثر من يستمتعون بانجازات المبدعين.