الشعور باللحظة وهدوء النفس من اكبر النعم، عندما تعيش اللحظة بدون تدخل منك لما يجب ان يكون وتترك نفسك تماما وتسبح في نقطة الزمن والمكان الارضي، تبدأ نقطة الزمن بالاتساع الى ما وراء التقدير البشري للوقت، فتتحد مع طاقة الحياة وتجدد ضوئك الداخلي وتنغمس في نقطة ضياء الحكيم سبحانه المتدفقة من قلبك فترى نعيم الحياة وحكمة المتاعب فتلهم بما يجب عمله في نقطة الزمن التالية وكل ذلك بانسياب وسلاسة، ومنحو لك عوالم من الاشخاص يعيش كل واحد منهم في ضياع سنين من الظلمة ووهم التحكم بالحياة من منظور قاصر عن الاحاطة والادراك فتخفى عليه ابسط واعمق النعم واعلىمكامن القوة.
من كثرة الحرص على اغتنام الفرصة والسيطرة على الوقت مع كثرة الاعمال والاعباء وثورة المشاعر وهجوم ذكريات الماضي وعقدة التحليل والتدقيق في الاخطاء والسلبيات والمقارنة معالآخرين الذين انجزوا ورغبتنا في تقليدهم، ونظرتنا للذين لا ينجزون ورغبتنا فيالعبد عنهم، تضيع منا كل اللحظات وكل المتع. وتنمو كل العادات والاعتقادات بعدم امكانية الوصول وتحقيق النجاح والشهرة وتخنقنا الاهداف وتجرفنا الخطط ونصبح اسرى مناهج واساليب وتضيق بصائرنا على النظر وراء الاهداف وأبعد من الخطط.
ننسى نقطة الزمن الارضي التي انعم الله سبحانه بها عليها ولا ندرك انها كل ما نملك. عندما نصبح نظرة الآخرين لك لا تعني شيئا وتحرص على نقطة الضوء اللحظي التي وهبت لك وتراهانقطة الضوء التي ستمشي بها على الصراط اثناء طريقك الى الجنة وتدرك انك مخلوق تملك قوة الضوء وسرعته وتشغل تفكيرك في استقبال اللحظة عندها سوف تتفاجأ كيف ان حواسك ومشاعرك ستدرك امكانيات وترى ابعاد تصل بها الى آلاف السنين من حكمة الماضي وتعكس نهاية رحلتك الى الآخرة ودار القرار.
كنت اتساءل دائمالما تسمى الدنيا دار الغرور، جزء من ادراكي الحالي للموضوع ان الدنيا اذا نظرت لهامن بعد زمني خطي افقي سوف تنغر وتظن انها باقية لك عدد من السنين، ولكن اذا نظرتلها من بعد زمني عمودي تصدم بثبات اللحظة وانك تصنع الزمن في ذهنك والخطر ان تبقى اسير ما تضع في هذا الزمن من ألم وأمل ،
والأمان ان تنسجم مع ما خلق الله من الكون الفسيح حتى الذرة وتبدأ في التناغم مع دورة الطواف وتعيشاللحظة من جديد وتنتظر انتهاء الطواف في الجنة حيث ب