فى مهمة غير عادية ألقت بهم مروحية بالقرب من خطوط العدو؛ لاستطلاع القوات المعادية ومعرفة أماكن تمركزها، وما لديها من عدة وعتاد، وما أن أنهوا المهمة حتى جلسوا فى مكان قريب من نقطة التقاطهم قبل آخر ضوء كما هى العادة، لكن أحد الأبطال شعر فجأة برغبة شديدة فى قضاء حاجته -يقول بعض المؤرخين لولا هذه الأشياء فى أبطال الجيش المصرى لقلنا إنهم ليسوا بشرا- انطلق الرجل خلف الجبل ليقضى حاجته تاركا سلاحه مع زملائه.. وما إن ذهب البطل حتى سمع زملاءه صوت مجنزرة قريبة، فانطلقوا ليختفوا خلف صخرة فالأوامر صريحة ومباشرة بعدم الاشتباك مع العدو؛ حتى لا يعرف جيشهم باستطلاع الجيش المصرى لهذه الأماكن، وهو ما يعنى أن عنصر المفاجأة فى حالة مهاجمة الجيش لهذا المكان لن يكون موجودا، وبالفعل ذهب الأبطال خلف الصخرة، بينما أنهى زميلهم مهمته الشخصية ليفاجأ فى أثناء خروجه من خلف الجبل بدبابة للأعداء تمر من أمامه مباشرة، ودون تفكير التقط أول شىء قابلته يده على الأرض وكان عبارة عن علبة سردين فارغة!! ثم وببطولة نادرة لا يعادلها إلا لياقته البدنية قفز فوق الدبابة، ليفتحها على الجنود الذين ألجمتهم المفاجأة.. وقبل أن يفيقوا كان قد أشهر شيئا غامضا فى يده، وصرخ فيهم بعامية صريحة: «ارفع إيدك إنت وهو أى حركة هفجركم»، ولأنه وهو رابض فوق الدبابة، كان كأسد جسم على فريسة سهلة فقد استسلموا على الفور، فأخذ من أحدهم سلاحه الذى سلمه له صاغرا، واستخدمه فى إحكام سيطرته عليهم؛ خشية أن يتبين أحدهم حقيقة القنبلة المزعومة فى يده، ونزل الجميع من الدبابة وأيديهم فوق رؤوسهم، خرج أحد الأبطال من خلف الصخرة ليستطلع الأمر، فإذا به يشاهد ما جعله يفرك عينيه عدة مرات ليصدق ما يراه؟! فها هو صديقه يمسك ببندقية وقد جلس فوق دبابة بينما يضع قائد الدبابة وباقى طاقمها أيديهم فوق رؤوسهم كأسرى حرب، فانطلق نحوه غير مصدق.. خصوصا حينما عرف الوسيلة التى أسر بها الدبابة بطاقمها، وهنا أخبره البطل أنه أسرهم بخوفهم.