من أعراضه الاكتئاب والتوتر وضعف الثقة بالنفس
خبير نفسي يحذر من "الخوف الاجتماعي" ويرفض استخدام الدواء في العلاج

حذر استشاري نفسي من سيطرة المخاوف النفسية غير المبررة على تصرفات الأفراد والمجتمعات ووصفها بأنها واحدة من المعوقات التي كثيرا ما تحد من نشاطات الناس وتسيير أمور حياتهم ومصالحهم وأعمالهم والحد من حركتهم وطموحاتهم ومغامرتهم بغرض تحقيق إنجازات يفتخرون بها وتشبع رغباتهم في التفوق ونصح أستاذ مساعد قسم الطب النفسي بجامعة الملك فيصل في الدمام الدكتور سعيد وهاس من يعاني من هذه المشكلة أن يبادر إلى طلب العلاج حيث إن الرهاب الاجتماعي قابل للعلاج إذا ما توافر العلاج النفسي خاصة المعرفي السلوكي، سواء بمفرده أو بضمه مع العلاج الدوائي، كذلك نصح الأطباء النفسيون بعدم الاعتماد الكلي على العلاج الدوائي فقط، والاهتمام بالمنظور الحيوي والنفسي والاجتماعي للمرض و المريض.
وقال الدكتور وهاس إن الرهاب الاجتماعي عبارة عن خوف غير واقعي من المواقف الاجتماعية، بمعنى أن من يعاني من هذه المشكلة يرى أن أي موقف اجتماعي بمثابة تهديد له، و بالتالي تظهر عليه أعراض هذا الاضطراب، ويقسم الاستشاري النفسي أعراض الرهاب الاجتماعي إلى أعراض عضوية منها زيادة ضربات القلب، وسرعة التنفس، والتعرق، واحمرار الوجه، والرعشة، وجفاف الفم، وصعوبة البلع مع لوازم عصبية أحيانا، وأعراض إدراكية تتمثل في نقص الانتباه والتركيز، وصعوبة الاسترجاع، وعدم القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات، وأعراض وجدانية مثل الاكتئاب والتوتر والانهزامية وضعف الثقة بالنفس، وأعراض سلوكية كالتجنب، إضافة إلى الأعراض الاجتماعية كالعزلة والانطواء.
و يقول الدكتور وهاس إن العديد من الأسباب تقف وراء مثل هذه الاضطرابات وإن التربية والتنشئة الاجتماعية كخبرات سابقة تلعب الدور الرئيسي في نشوء هذا الاضطراب كمصدر للتفكير الخاطئ والذي يقود إلى الرهاب الاجتماعي حيث يوجد النموذج المعرفي لتفسير هذا الاضطراب.
ويوضح الدكتور وهاس أن النموذج يبدأ بالخبرات السابقة السيئة التي مرت بالفرد وعليها يبنى معتقد الشخص عن نفسه والذي يكون غالبا سلبيا، وعندما يتعرض صاحب المعتقد السلبي إلى موقف اجتماعي فإنه لا يرى منه سوى الجانب السلبي الخاطئ ومن هنا تنتج الأفكار الخاطئة سبب الرهاب الاجتماعي، و التي لا تحرج في العادة مثل النقد، الإحراج، الغلط، مراقبة الآخرين، ملاحظة الارتباك وهكذا.
و يعتبر الدكتور وهاس العلاج المعرفي السلوكي من أنجح الطرق العلاجية للتعامل مع اضطراب الرهاب الاجتماعي حيث يقوم هذا العلاج على اكتشاف التفكير الخاطئ وتعديله، ومن ثم ترجمته إلى سلوك واقعي صحي .
و يضيف الدكتور وهاس أن العلاج المعرفي السلوكي أثبت فعالية عالية في علاج الرهاب الاجتماعي كما أوردته الدراسات و البحوث، و يلعب العلاج الدوائي والسلوكي دورا في علاج الأعراض الناجمة عن التفكير الخاطئ ، ويشير إلى أن مشكلة الرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا بين الرجال والنساء في المجتمع السعودي، ويوضح أن هناك مشكلتين لمن يعاني من هذا الاضطراب: الأولى عدم السعي لطلب العلاج لأسباب اجتماعية وثقافية حتى يصبح الاضطراب مزمناً ومعيقاً في ذات الوقت، والأخرى أن العلاج حاليا يتركز على البعد الأحادي أي العلاج الدوائي بمفرده دون التعرض للعلاج النفسي.