هل فكرت كيف يحل المستشار النفسي مشاكلك ؟
عندما يضيق بنا الأفق أحياناً..فنعجز عن حل مشكلاتنا..نبحث بجدية عمّن يساعدنا في حلها وتقديم الرأي الصائب والـ(عملي)لاتباعه والخروج من المأزق.. ولكن..هل يعني ذلك..أن الاستشاريين التربويين أقوام بلا مشاكل؟ أم أن لديهم وصفة سحرية لحلها؟ أم أن هناك خطوات جادّة يتبعونها لذلك؟
ميزة تختصر المسافات
يرى المربي الفاضل الشيخ الدكتور محمد الدويش أن "المستشار التربوي بشر كغيره من الناس، ويواجه من المشكلات ما يواجههم، لكن خبرته ومعرفته بالأمور التربوية تختصر عليه كثيراً مما يحتاجه الآخرون، فكثير مما يُعدّ مشكلة لدى غيره يُعدّ لديه موقفاً طبيعياً.. ومع ذلك سيواجه مشكلات وسيقع في أخطاء كغيره؛ حينها فالأدوات التي يستخدمها الآخرون سيستخدمها هو، كالقراءة والبحث والتفكير واستشارة الآخرين والحوار معهم، لكن الذي يميزه هنا قدرته على توظيف هذه الأدوات بشكل أفضل، وعلى تقويم ما يحصل عليه من خبرة وتطويره..".
الدعاء هو حل المشكلات المستعصية
ويذكر الدكتور عبد العزيز الأحمد صاحب مركز حلول للاستشارات..طريقة الاستشاريين في حل مشكلاتهم في نقطتين:
أولاً: عن طريق معلوماته ومعرفته واطلاعه.
ثانياً: عن طريق خبرته وممارسته وتجاربه.
إلاّ أنه يعقب على أن تلك الوسائل لا تكفي دائماً فـ"مع ذلك تعترضنا مشكلات نحار أمامها أحياناً، فلا يبقى أمامنا سوى استشارة محب مطلع حكيم فأرفعها إلى الله الخبير بدعاء وابتهال..".
فرق بين من يعاني من المشكلة.. ومن يستمع إليها
وتكرر الأستاذة نورة مسفر القحطاني ذات العبارة بخصوص الاستشاري التربوي، فهو"إنسان لديه مشاكله مثل بقية الناس"، وتقول: "حينما تواجه الاستشاري مشكلة يبدأ بعد الاستعانة بالله -عز وجل- والدعاء المستمر ولزوم الاستغفار بتطبيق كل ما تعلمه من مهارات في حل المشكلات التي تقابله، وبفضل من الله -عز وجل- تنتهي كثير من المشكلات بهذه الطريقة..
أما إذا لم تنته المشكلة فإنه يستشير من لديه دراية بالموضوع، وقد قال الشاعر:
وشاور إذا ما نابتك نائبة
وإن كنت من أهل المشورات
فمن الممكن أن يستشير؛ لأن الشخص الذي يعاني من المشكلة لا يراها بشكل سليم، لكن من هو خارج المشكلة يعطي تصوراً أكثر دقة..
وفي بعض المشكلات التي تتعلق بالمراهقين نحتاج إلى مساعدة بعض الشخصيات بدون علم المراهق، كمدرس أو مدرسة فاضلين أو إمام المسجد القريب.. وعن طريقهم يمكن إيصال المفاهيم التي نود إيصالها إلى المراهق.. والتي قد لا يقبلها من والديه".
خطوات حل المشاكل
قام المهندس عارف سمان بإعداد خطوات عملية يمكن من خلالها أي إنسان معالجة مشاكله بكل سهولة ويسر وبما يحقق له نسبة أكبر من الإيجابية، ومن تلك الخطوات:
1. حدّدْ المشكلة: ما هي أعراض وأسباب المشكلة؟ ما هو الضرر أو السخط الذي تسببه هذه المشكلة؟ ما هي الفجوة الموجودة بين ما نحن فيه وبين ما نود الوصول إليه؟
2. ضع حلولاً بديلة: ما هي كافة الوسائل الممكنة لحل هذه المشكلة؟ إن هذه الخطوة يمكن أن تستفيد من التدفق السلس للأفكار، وهو ما يُعرف بـ (العواصف الفكرية).
3. ضع المعايير التي ستقوم على أساسها باختيار الحل: ما هي المعايير التي يجب أن يلبيها هذا الحل الجيد؟ وماذا نعني حين نقول: (حل جيد؟) وكم سيكون مختلفاً عما لدينا الآن؟ كيف سيبدو هذا الحل؟
4. اختر حلاً: أيّ البدائل التي وضعت تلبي متطلباتك؟ حدد إيجابيات كل واحد من هذه البدائل عند ما يتم عرض كافة إيجابيات هذا الحل البديل. ابدأ بالبحث عن السلبيات الموجودة في هذا البديل. ما هو الخلل الذي يمكن أن يصيب هذا الحل؟ إن الحل الذي يصمد أمام تمحيصك هو الحل الأنسب.
5. ضع خطة لتنفيذ الحل: ما هي الموارد التي تحتاجها لتنفيذ هذا الحل؟ ما هي الأشياء التي يمكن أن تنحرف عن الخطة؟ ما هي افتراضاتنا الصريحة؟ وما هي افتراضاتنا الظنية؟ ما هو جدوى التنفيذ؟ من سيقوم بتنفيذ كل خطوة؟
6. نفّذْ وقيّمْ الحل: كيف يسير تنفيذ الحل؟ هل النتائج الفعلية متطابقة مع النتائج المتوقعة؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فما هي الأشياء التي تحول دون تنفيذ هذه الخطة؟
هل نستطيع أن نتغلب على هذه العوائق؟ وإذا لم يكن باستطاعتنا ذلك هل نحتاج إلى حل جديد؟ <b>
خطوات لتحديد سبب المشكلة





7. قمْ بعرض المشكلة: هل هناك شيء آخر لم تعرضه؟ كن دقيقاً. كن متأكداً من أنك قد قمت بتحديد المشكلة الفعلية وليس فقط أعراضها أو مضاعفاتها. وحدد كل ما هو ليس بمشكلة؟
8. قمْ بقياس الانحراف: ما هي الفجوة بين ما أنت فيه الآن وبين ما تريد أن تكون عليه؟ أجب عن هذا السؤال بالأرقام قدر الإمكان: ما هو مدى الانحراف؟ أين يحدث هذا الانحراف حين يحدث؟
9. قمْ بوصف العوامل الخاصة بهذا الانحراف: ما هو الشيء المختلف في هذه الحالة عن الحالات التي لا يوجد فيها انحراف؟ ما هو الشيء الذي تغير، إن كان هناك شيء قد تغير مؤخراً في هذه الحالة؟
10. فكّرْ بعمق لتكتشف الأسباب المحتملة: ما هي الأسباب الممكنة لحدوث هذا الانحراف؟ كن خلاّقاً وحتى متطرفاً في افتراضاتك. لا تحكم على أي ظن تصل إليه إلاّ بعد أن تكون قد درست كافة الاحتمالات.
11. افحصْ المنطق الكامن وراء كل سبب: عند ما تحصل على المعلومات المطلوبة لابد أن يكون سبب من الأسباب التي فكرت بها وحده أو مع غيره هو الذي يعطي تفسيراً للانحراف. اختر أكثر هذه الأسباب وجاهة.
12. تحقّقْ من اختيارك: تحقق من أن السبب الذي اخترته هو السبب الفعلي، وذلك بتغيير سياق الحالة حتى تتجنب هذا السبب، ولتستطيع أن تحدد فيما إذا بدأ هذا السبب بالتلاشي أو الاختفاء؟