لا.... لليــــــأس

إن اليأس تتلخص مهمته في شئ واحد فقط هو إغلاق جميع أبواب التفكير والعمل , في وجه الإنسان إنه تماما كالقنبلة الذرية تقضي على جميع طاقاتك وقدراتك في لحظة واحدة فقط .

واليأس صفة طبيعية في ذات الإنسان – وهذه الصفة تنشأ من صفة الضعف التي يتحدث عنها القرآن الكريم بقوله : (وخلق الإنسان ضعيفا) , ومن الضعف ينشأ اليأس القاتل , يقول الله تعالى : (لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط) .

وليس هناك شئ أكثر ضررا على عمل المرء من اليأس , فالعامل الذي يشتغل 8 ساعات باليوم بنشاط وحرارة يتوقف عن العمل فورا عندما يسمح لليأس بالدخول في ذهنه, والمبشر في الإسلام يتوقف عن عمله فورا عندما تحتل جيوش اليأس تفكيره , وكل عامل في الحياة , لا ينتج إلا إذا كان متفائلا فإذا دخل إلى نفسه اليأس لحظة واحدة عطل كل نشاطه وقدراته .

والإنسان سريع اليأس جدا فمجرد فشل بسيط يكفي لكي يثنيه عن عزمه ويدخل اليأس في حياته .

يقول الله تعالى : (وإذا مسه الشر كان يؤسا) , وهناك طريقة واحدة للتخلص من اليأس هو الأيمان بالله والتوكل عليه , هل جربت كيف يمنحك الإيمان بالله القدرة على تخطي المشاكل وتحدي الأزمات ؟

إن المؤمنين هم دائما يرجعون إلى رحمة الله ولا يمكن لأية مشكلة في العالم أن تثنيهم عن هذا الرجاء , يقول تعالى : (إن الذين آمنوا , والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولائك يرجون رحمة الله , والله غفور رحيم) .

ولأن المؤمنين بالله هم دائما في حالة رجاء وتفائل والكافرين هم أبدا في حالة يأس وتشاؤم فإن النصر هو في معظم الأحيان هو حليف المؤمنين .
إن المؤمنين لا ينهزمون أمام المشاكل والأزمات مهما كانت عنيفة وشديدة , إنهم يتعرضون لمختلف أنواع الضغط والكبت والأضطهاد , ولكن سرعان كا يعودون إلى حالتهم الطبيعية الأولى دون أن تؤثر فيهم المشاكل , اماما كما لا يؤثر الضغط الشديد على كرة المطاط في الملعب إلا لكي تقفز به إلى مستوى أرفع أما غير المؤمنين فهم مثل كرة الصفيح يتفسخون عند أول ضربة عنيفة