عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تلعب دور الضحية ؟
هل تشعر أحيانا بأنك عاجز، مجهد، يائس، ساخط..؟ إذا كانت إجابتك بـ "نعم، أغلب الوقت" أو "طوال الوقت " فقد يؤدي ذلك إلى تورطك في مصيدة الضحية. الحياة لا تجعل منا ضحايا، ولكن طريقة تناولنا لها هي التي تؤدي إلى ذلك. فإذا ما انتبهنا إلى أننا نتجه نحو مصيدة الضحية فقد نستطيع الهروب منها قبل أن تطبق علينا.
العالم النفسي "لويس بروتو" له عدة مؤلفات عن الثقافة النفسية تهدف إلى مساعدتنا على اكتشاف أنفسنا، والسيطرة على مشاعرنا وردود أفعالنا، ومن ثم الوصول إلى درجة من اللياقة الروحية والعقلية والجسمانية. وفي كتابه "كن مسئولا عن نفسك "، يبين بروتو أنه غالبا ما يكون في مقدورنا اختيار ردود أفعالنا تجاه ما نتعرض له من مواقف وأحداث.ويقدم لنا الوسائل التي تساعدنا على توجيه جهودنا لاختيار أسلوب الحياة الذي نريده، واستعمال خبراتنا للوصول إلى التوازن النفسي. في مقدمة الكتاب، وتحت عنوان: " كيف تلعب دور الضحية ؟ "، يعرض المؤلف بصورة ساخرة الطريقة التي يلعب بها البعض دور المجني عليه آو الضحية في المجتمع. ففيها نرى حقيقة أفكارنا وسلوكنا، وما نقوم به من مناورات وحيل نفسية في مواقف الحياة المختلفة دون أن ندري. والعرض الساخر التالي، بالطبع، يتضمن نقد ومعارضة لعب هذا الدور.
يعتبر القيام بدور الضحية ثاني أكثر المناورات النفسية انتشارا في العالم اليوم. والهدف منها هو ألا نتحمل تبعة أفعالنا بأية حال.
قواعد اللعبة:
1 - أقنع نفسك أنك بلا حول ولا قوة.
تصرف كأنك لا تملك من أمرك شيئا، وأنه لا يد لك في تسيير حياتك.
2 - مثل دور الضعيف مسلوب الإرادة، وهذا أمر في غاية الأهمية. ردد لنفسك دائهـا أنه ما باليد حيلة، وأنه ليس لديك ما تفعله لتغيير ظروفك. سجل نقطة لصالحك، في كل مرة تقنع شخصا آخر بصحة ذلك.
3- ألق اللوم على شخص ما أو شيء ما: أي شخص أي شيء يفي بالغرض، وإليك بعض الاقتراحات:- الزوج أو ا لزوجة- الرئيس- سوء الحق- الحوادث- الحكومة- القضاء والقدر (حاول ألا تخلط بين القضاء والقدر وبين الحكومة)
4 - شكوى: من الأفضل أن تشكو لمن لا يستطيعون مساعدتك. سجل نقطة لصالحك في كل مرة تصل لإقناعهم أنك مجني عليه فعلا. وعندما تجيد فن التشكي، ربما تود الانتقال لمرحلة أكثر تقدما وهي الشكوى المستمرة التي تسمى أحيانا "القر" وحينئذ سجل لصالحك نقطة إضافية.
مفردات الضحية
لتصبح ضحية معتمدا، عليك بحفظ الجمل التالية عن ظهر قلب واستعمالها كلما أتيحت لك الفرصة، كما أن هذه الجمل تساعدك على التعرف على رفاقك من الضحايا الآخرين فيكون بوسعكم التنافس لمعرفة من منكم ضحية أكثر من الآخر.
- هو أو هي السبب. لو أصابك ما أصابني. لو كانت ظروفي مثل ظروفك. لقد خلت الدنيا من الخير. بعد كل ما قدمته لك. يا لبشاعة أخلاق الناس. ما الذي فعلته في حياتي لأستحق ذلك؟. علي أن أرضى بنصيبي.
بعد أن لمجيد استعمال الجمل السابقة، تصبح مؤهلا لاستعمال جمل من ابتكارك. المهم أن تكون متشائما لأقصى درجة، وموصلا جيدا لليأس والإحباط. ولكي تكون ضحية مقنعا يجب أن يكون مظهرك موحيا بذلك، فتبدو حزينا أو قلقا، كما أن تنهيدة من وقت لآخر تساعد على إتقان الصورة.
سجل نقطة لصالحك عن كل شخص تستطيع خفض روحه المعنوية أثناء اليوم، ونقطة إضافية إذا ما كان منتعشا قبل لقائك.
الورقة الرابحة
تكسب باكتساح في كل مرة تجعل من نفسك محور اهتمام المجموعة بإقناعهم أنك في وضع ميئوس منه، ثم تتغلب على كل محاولاتهم لمساعدتك، حتى يفقدوا الأمل في انتشالك- وهذا قد يستغرق بعض الوقت- ويسلموا بالهزيمة، وتكون اللعبة قد انتهت، عندما يخيم صمت كئيب على المجلس.. وتشعر أنت بنشوة الانتصار.
خطط مفيدة
- أشعر اليوم بأن معنوياتي منخفضة. بداية جيدة للمناورة كلما سألك أحدهم: كيف حالك، كما أنها مصيدة فعالة توقظ في نفسه النزعة لحل المشاكل. وهي تصلح كمخرج لمرة واحدة في موقف معين، كما يمكن استعمالها كأداة لمد حبل الحوار. بل إن الخبير الحق يستطيع أن يجعل منها أسلوبا للحياة. أنا نفسي استعملتها لمدة عامين كاملين مع محللتي النفسية التي كانت تسميها! افتتاحيتي " ربمـا لأنني كثيرا ما كنت أبدأ بها حديثي. فلا بد أنها ستنجح وبصورة أيسر كثيرا مع أناس اقل خبرة من المحللين النفسيين.
- ربما كنت على حق.. ولكن.. من الضروري أن تكون متمكنا من هذه الطريقة وإلا ربما صادفت من يريد مساعدتك حقا. ادرس جيدا كل الحجج والحجج المضادة التي قد تظهر أي جوانب إيجابية في حياتك. ولكي تكون ضحية متمكنا عليك أن تقوى دفاعاتك ولا تسمح لأحد بأن يقتحم حصونك أو ينفذ إليك أبدا.
طرق الانسحاب
هي حيل تستعمل للهروب إذا لم تفلح الأساليب السابقة، وعليك أن تؤقت انسحابك بحيث يكون له أقصى تأثير درامي، ويصاحبه أحد المواقف التالية:
1 - تعليق ساخر"مسكت ".
2 - نظرة ألم " جريحة " يجب التمرين عليها مسبقا. والنظرة الجريحة هذه تستعمل عند الفشل في العثور على جملة مؤثرة. وأهم من ذلك، عليك قطع أي حوار في الحال، إذا ما حاول أحد التشكيك في كونك ضحية فعلا.
أما إذا ما تعذر عليك الهروب ومازلت راغبا في الاستمرار في اللعبة، فأنت أمام ثلاثة خيارات:
1 - اغضب، 2 - تجهم، 3 - انفجر في البكاء، استعمل المخرج الثالث كحل أخير فقط، إذا ما فشلت كل الطرق الأخرى.
المستوى الرفيع للعبة
بعد أن تتقن الأساليب السابقة، تصبح مؤهلا للانتقال لمرحلة أكثر تقدما، وهي مرحلة الحيل ذات المستوى الرفيع:
كن شهيدا: تلق اللوم وسوء المعاملة والاضطهاد بسلبية ودون مقاومة، لا تدافع عن نفسك أبدا.. بل أدر خدك الأيسر، واستمتع بفكرة أن مضطهديك سوف يلقون جزاءهم في نار جهنم. وهذه خطة طويلة الأمد، ومن عيوبها أنك لا تنال مقابلها في هذه الحياة الدنيا.
أشعر من حولك بالذنب: وهذه الخطة تشعرك براحة عميقة حتى أنها تعتبر نوعا من التعزية عن كونك شهيدا. ولكن، إذا كان دور الشهيد سيؤدي لاعتزالك الناس فلا تجد من تمارس عليه اللعبة جرب الآتي:
1 - مارس آنت الشعور بالذنب: حاول أن تشعر بالذنب عما يأتي:
- كونك زوجا أو زوجة أو أبا أو ابنا أو صديقا فاشلا أو قدوة سيئة أو ذا تأثير سيئ على الآخرين.
- عن أي شيء فعلته في الماضي.
- عن أي شيء تفكر فيه أو تشعر به الآن.
- لمجرد أنك مازلت على قيد الحياة.
2 - حط من قدر نفسك: ردد لنفسك على فترات طوال اليوم: كم أنت سيئ وبشع- نوع بشاعتك وسوئك ليس ذا أهمية في الموضوع- المهم أن تستمر في ذلك حتى تدمر ثقتك في نفسك تماما وتصل لمرحلة الاكتئاب الفعلي.
3 - اقتل نفسك من القلق: وهو أمر في غاية السهولة، وذلك بتوقع المصائب دائما وإرهاب النفس بالتفكير فيما يحمله المستقبل من كوارث. ولاحظ أن القلق الحق يستطيع استخراج القلق من مواضيع يصعب على المرء العادي أن يجد فيها ما يقلق. وأهم من كل ما سبق.. لا تعرض نفسك للنصح أبدا، وتجنب كل أنواع الاستشارات.
المفضلات