كل جانب من جوانب حياتنا تناله صيانه فهذا أنت تقوم بصيانة لسيارتك لمنزلك للأدواتك .
وتغير التالف وتستبدله بالأفضل والجديد وبصورة دورية.
وقد ندفع في سبيل ذلك الشيء الكثير .
إن الملاحظ لواقعنا يرى أن الصيانة الحقيقية التي يقدمها المرء لنفسه
هي صيانة المظهر وكل جديد في الزي والملبس .
ولكن هل فكرنا في عملية الصيانة لأنفسنا
صيانة على سلوكنا على أفكارنا على معتقداتنا ؟
هل نقوم بالصيانة الروحية والعقلية بشكل دوري .
يا ترى كم من فكرة خاطئة نحملها منذ الصغر إلى عمرنا هذا ؟
وكم من صور وسلوكيات قد رسمت في عقولنا ولم نفكر في تغيرها
واستبدالها بالأجمل والأنظف .
ويا ترى كم من مبدأ خاطئ ومعتقد فاسد فيه من الهدم والتقصير الكثير تشربته أرواحنا و ارتوت منه لم نفكر في تغيره بالقيم والمبادئ الفاضلة .
وكم من سلوك وعادات قبيحة ننتهجها في حياتنا
لم نفكر في تغيرها إلى الأفضل والحسن .
إننا نحمل في عقولنا ألف صورة خاطئة ، ونحمل بين جوانبنا ألف معتقد خاطئ ، ونسلك في حياتنا ألف سلوك سيئ،
فهل فكرنا في صيانة أنفسنا كما نصون أدواتنا ؟
هناك فرق بين الصيانتين و فرق كبير
كل ما نحتاج في صيانة أنفسنا قال الله وقال الرسول
صيانة للنفس و الروح
اقبح صفة يتصف بها الإنسان أن يكون إمعة
فتراه مقلدا لكل شيء و اغرب شيء والمضحك في نفس الوقت أن ترى بعض البشر هداهم الله يقلدون في أمور لا تناسبهم
وعندما ينكر عليهم أحد يرد بما لا يليق به كإنسان.بقوله
حرام عيب أو أعمل زيى واصل الموضوع ذوق وفن
إن تعدد الأشياء من حولنا وتطورها يجعلنا نقف عليها من ثلاث جوانب:

*من حيث حكم الإسلام فيها حرام أم حلال.
*من حيث عاداتنا وتقاليدنا توافقها أم لا توافق .
*من حيث يناسب أو لا يناسب .

فكثير من فئات المجتمع تسلك مسلك التقليد ضاربة بهذه الجوانب عرض الحائط ويكون الناتج. إما شخص وقع فيما يحذر منه الإسلام من باب الكل يعمل. أو شخص سلك مسلك ما ينافي العادات والتقاليد فيكون غريب بين أهله. أو شخص اختار ما لا يناسبه فيكون أضحوكة في محيطه.
والتقليد للغير لم يعد تقليدا ظاهريا بل أصبح محاكاة للغير حتى في السلوك والتفكير .
فكن كما أنت وأجمل ما في الحياة أن يتقبلك الغير كما أنت
صيانة للنفس و الروح
تعبت أعطت ضحت وبذلت قدمت سهرت وتمنت وانتظرت ذلك اليوم الذي ترى ثمار مجهودها أمام عيناها وأنها أعطت و أخرجت رجالا يفخر بهم
ولكن خيبة حطمتها فنست أنها تنتظر ذلك اليوم الذي تشرق على محياها فرحة الإنجاز وقطف الثمار .
آه يا ولدي كسرت ظهري بطيش غلف حياتك وزهوا لم أجد له من دواء وصحبة أفسدت عليك ذوقك فذهب التعب أدراج الرياح
آه يا ولدي آه يا ولدي آه يا ولدي . أين أجدك في زحمة الحياة ؟
كم من صرخات قد علت بها أفواه نساء لم تجد لها من معين غير صبية علقت عليهم أمل
.فضاعوا في زحمة الحياة
.فعد يا بني لمن تركت الحياة لأجلك لمن هجرت الدنيا لتعيش أنت فيها .لمن تنازلت وضحت لتراك في الغد تاج لرأسها
لمن تريد أن تفخر بك بين النساء أنها أنجبت رجلا .
صيانة للنفس و الروح
قد تصادف البعض منا في الحياة أمور مزعجة ومؤلمة تدفعه إلى الغضب والألم مما يدفع الكثير منا إلى إخراج هذه الشحنات من الغضب في غيره
فنجد هذا الزوج يصرخ في زوجته غاضبا لينفس عما في نفسه .
وهذه الأم تنزل بأبنائها العقاب لضيق نفسها من والدهم .
وهذا الابن يرفع صوته على والديه لأنه حاقن في نفسه .
وهذا الأخ تمتد يداه إلى أخاه صابا عليه ما عنده
وهذا تبتسم له فيبادرك بوجه العبوس .
وهذا المسؤول يتتبع من تحت يده ويتصيد له . لأن لديه مشاكله الخارجية
لماذا هذا السلوك ؟
ما ذنب هؤلاء تخرج لهم تلك الشحنات التي تسبب فيها غيرهم وزرعها في نفسك .
انك بهذا السلوك جانبت الصواب
فإما أن تخرج ما في نفسك وتخبره بوجهة نظرك
وتخرج ما عندك في وقته فما الذي يجبرك على تقبل الخطاء من الغير
و إما أن تكتم غيظك وتحتسب عند الله وتترك الآمر لله وهو قادر على إنصافك
لماذا يسلك البعض منا هذا السلوك فيعامل من هم تحت أمره بما جناه غيرهم في حقه .
صيانة للنفس و الروح
كثير من البشر يعد العدة ورسم الخطط ويشغل العقل في التفكر فيدبر ويضع الحواجز الواقية والحواجز النافعة ويسعى فيضيع العمر في السعي في حماية هذه الروح وتوفير كل سبل السلامة والآمن لها .
ونسي قاعدة عظيمة
أحفظ الله يحفظك .
أنا لا أقول اترك الأمر سائبا وارمي بنفسك في التهلكة .وقل الله يحفظني ما قصدته هو تلك الحالة المرضية التي تحيط حياة الكثيرين منا فيعيش في حالة وسواس وقلق من شيء اسمه الضرر. والألم
لذلك اغمض عيناك وسر بحفظ الله في الحياة .
احفظ الله في كل الأمور وانطلق لا تخشى إنسيا كان أو شيطان .
اغمض عيناك وحلق في الحياة كما الطائر الصغير قد حلق فأصبح في صباحه جائعا وعاد في مسائه مكتفيا.
ألا ترى كيف يرزق الله الجنين في بطن أمه و يرعاه
والسمك في المحيط يرعاه وما اكثر الحوت حوله يترقب التهامه.
اغمض عيناك و سر بين الربوع والتلال كما المطر بخيره في كل مكان نازلا راويا الأرض والشجر
اغمض عيناك وسر فما في الحياة بك نازل من الرحمن فما الضرر .
أليس هو الإله وبنا اعلم وارحم كيف نخشى أمرا الله يعلم أين الخير لنا فيه .؟
اغمض عيناك وسر في رحاب الله واثقا وبحب الإله منشرحا.
فلا حافظ إلا هو ..وما أصابك فمن عنده أي كان نوع هذه الإصابة
فنحن قاصرين على إدراك الحكمة من قضاء الله وقدره وما كتبه علينا
أما تعلم أنه لو اجتمع الناس أن يضروك بشيء
لم يضروك بشيء إلا كتبه الله لك .
ولو اجتمعوا أن ينفعوك بشيء لم ينفعونك بشيء إلا كتبه الله لك
إذن اغمض عيناك وسر .

تذكر

إفعل الخير مهما استصغرته
فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة
وأن ممكن إضاءة ألاف الشموع من شمعة واحدة
دون أن ينقص ذلك من عمر الشمعة شيئا
وكذلك السعادة لا تنقص
أو تقل عندما نتقاسمها مع الأخرين