غالباً ما يمر الأطفال بنوباتٍ من الغضب التي تستمر بشكلٍ يومي خلال مرحلة المشي البطيء وما بعدها من مراحل نموهِ، وقد تكون نادرة الحدوث عند بعض الأطفال الآخرين، ولتتعرفي على كيفية التعامل مع غضب الأطفال إليك التفاصيل التالية:
تجنب حدوث نوبات الغضب والعصبية
مهما كانت قابلية طفلكِ كبيرة للتعرض للنوبات العصبية، إلا أن بإمكانكِ تجنبها ومنعها من خلال تنظيم حياته، إذ يجدر بك دائماً تجنب حدوث تلك النوبات من دون تخطي حدود التعامل الهادئ مع صغيركِ لأن الأمر لن يكون في صالح أي منكما، وإذا كنتِ مضطرة إلى إجبار طفلكِ على فعل شيء لا يرغب فيه أو منعه من أمر محبب لديه، حاولي أن تفعلي ذلك بأقصى لباقة ممكنة وحسن تصرف قدر المستطاع.
ماذا تفعلين في حالة حدوث نوبة من الغضب والعصبية لدى طفلكِ؟
تذكري أن ثورة طفلكِ العارمة ترعبه رعباً جماً واحرصي على ألا يؤذي نفسه أو يؤذي أي شخص أو شيء آخر، ولو خرج طفلكِ من إحدى تلك النوبات العصبية ليكتشف أنه قد ضرب رأسه بعنف أو قام بخربشة وجهكِ أو كسر مزهرية ورد، فسيرى هذا التخريب برهاناً على قوتهِ الهائلة ودليل على عدم قدرتكِ على السيطرة عليهِ وإبقائه آمناً عندما يكون خارجاً عن شعوره.
ويمكنكِ المحافظة على سلامة طفلكِ في هذه الأثناء إذا قمتِ بالإمساكِ به برفق على الأرض وعندما يهدأ يجد نفسه بالقرب منكِ ويرى أن شيئاً لم يتغير مع هذه العاصفة، وشيئاً فشيئاً سوف يسترخي ويلجأ إلى حضنكِ ويرتمي بين ذراعيكِ، وسرعان ما تتحول صرخاته إلى نحيب؛ وها قد تحول الوحش الغاضب إلى طفل مثير للشفقة، فهو قد أتعب نفسه من الصراخ وأخافها بالأفعال السخيفة أما الآن فقد حان وقت الراحة.
وقدلا يطيق بعض الأطفال أن يتم مسكهم أثناء نوبة الغضب والعصبية فيقودهم الحصار الجسدي إلى مستويات أعلى من الغضب مما يزيد الأمر سوءً، فإذا كانت ردة فعل طفلكِ مماثلة لما سبق وصفه، لا تصري على السيطرة الجسدية عليه، فقط قومي بإزالة أي شيء قد يكسره وحاولي حمايته من إلحاق الأذى الجسدي بنفسه، ولا تحاولي مجادلة أو معارضة طفلك، وإعلمي أنه إلى حين مرور نوبة الغضب والعصبية بسلام فإن طفلك غير قادر على إستخدام عقله.
لا تغضبي غندما يغضب طفلكِ
لا تردي على صراخ طفلكِ بصراخ إن استطعت فالغضب معدٍ للغاية وقد تجدين نفسك أكثر غضباً مع كل صرخة يصدرها طفلك، لذلك حاولي ألا تشتركي معه في ذلك وإن فعلتِ ربما ستطول فترة الثورة العارمة وبعدما قارب طفلكِ على الهدوء سيحسّ بنبرة الغضب في صوتكِ فيبدأ من جديد.
حافظي على ثبات رأيكِ
إذا غضب طفلكِ بسبب عدم سماحكِ له بالخروج إلى الحديقة، لا تغيري رأيك وتسمحي له بالخروج في ذلك الحين، وإذا كنتِ قد عزمتِ على الخروج للتمشية معه قبل حدوث نوبة الغضب والعصبية، التزمي بقرارك بعد أن يهدأ مرةً أخرى.
لا تدعي نوبات غضب طفلكِ تسبب لكِ الإحراج وتضطركِ إلى معاملة مميزة أمام الأغراب، حيث يخشى العديد من الآباء والأمهات من حدوث نوبات الغضب لأطفالهم في الأماكن العامة، ولكن لا يجب أن تجعلي طفلكِ يشعر بمخاوفكِ، فإذا كنتِ تمتنعين عن أخذ طفلكِ إلى المحل في الجوار حتى لا يثور ثورة عارمة طالباً الحلوى، أو تعاملينه بلطف مصطنع عند وجود زوار حتى لا تتسبب المعاملة العادية في إثارة بركان الغضب، فإنه سرعان ما سوف يلاحظ ما يحدث، وعندما ينتبه طفلك إلى أن لنوبات غضبه الخارجة عن السيطرة تأثير على سلوككِ تجاهه ويتعلم استغلالها مما يدفعه إلى تمثيل نوبات غضب نصف مصطنعة والتي تُعد طابعاً مميزاً للأطفال المدللين في سنّ الرابعة والذين لم يعتادوا التعامل بطريقة سليمة.
التعامل بعفوية مع نوبات غضب الأطفال
إفترضي أن طفلكِ لن يُصاب بنوبات من الغضب والعصبية؛ أي تصرفي وكأنكِ لم تسمعي قط بهذه الأشياء ثم تعاملي معها عند حدوثها على أنها فاصل مزعج أثناء أحداث اليوم العادية ..
سوف يتحول طفلكِ إلى إنسان عاقل وقادر على التواصل، فقط امنحيه الوقت اللازم حتى يحقق ذلك ..
كيف تواجهين غضب طفلكِ؟! .. شاركينا بتجربتكِ ..