نملة متفائلة

في يومٍ مشمسٍ خرجت نملة من غارها بعد إنقضى شتاءٍ طويل. أخذت تتمشى بين أغصان الغابة. إذ الأبتسامة تعلوا وجهها, وطاقتها قوة مشحونة بروح الايجابية.. متفلفلة في اعماقها. فجاءة, ترى جسماً عملاقاً والأفكار تتردد في كيانها.

ما هذا!
أقتربت أكثر والخوف يزلزل قلبها.. أممم.. أنه أنسان.
يا ألهي.. أتمنى أن لا يدهسني.. تراجعت خطوات, وإذا بقطرها تبلل جسمها
يا ألهي.. إنقضى الشتاء والمطر يتساقط! يا إلهي هذه ليست قطرةُ مطر.. دققت في وجه العملاق.. إنه يبكي!

ما المحزن يا هذا؟
أخذ يتلفت, من يكلمني؟
أنا هنا..
من؟
أنا هنا نملة صغيرة, أرجوك لا تتحرك من مكانك فتدهسني.
وهو ينظر ويتامل أين هي هذه النملة التى تكلمني: حسناً.
ما يحزنك؟ لماذا تبكي؟
رأسي يألمني.. هنا موضع الألم, اترين هنا قلبي يألمني..
ولماذا جلوسك هنا؟ لماذا لم تذهب الى المستشفى؟
لماذا أذهب الى المستشفى؟ لا اعتقد أنه يوجد علاج.. أنا في ورطة.. مشكلتي معقدة.. المرض ينتشر في داخل جسمي.. ااااه.. أنا مريض, قريباً سوف أموت..
هل تظن أن الطبيب سوف يأتي إلى سموك ويعطيك الدواء؟ هل كل الناس مثل كسك وخمولك؟
لا لا.. ظهري يألمني من كثرة الهموم.. رأسي ينفجر من المصائب.. لا أرى الحقيقة.. رجلي لا تحملني إلى بيت الأمان.. تعاستي سيطرت على سعادتي.. ماذا أصنع؟

هل في أعتقادك أن الحركة تتحرك بدون محرك.. أم أن المحرك يتحرك بدون زيت؟ أم تظن أن الزيت يصبح بين يديك فجاءة؟ في أعتقادي أن عقلك تعطل!
أنا هكذا ماذا أصنع, هل اغير من نفسي؟
نعم, وما المانع؟ تملك جسداً يفكر وطاقة تتفجر بين بركان الروح.
لقد أجهّدت عقلي..أهلكت جسدي, نفسي في العذاب تتألم..
وضعت الأهداف لتحقيق المعجزات.. ولم أفلح!
هل أرشدك الى طريق الغاية ومنبع الحقيقة؟
نعم, تفضلي!


إن الانسان ضخمٌ في كيانه, وخُلّق فكراً في عقله. الله عز وجل أبدع صورته, وجُعلت الأرض ومن عليها مسخره لبئيته.
هو صعباً في تفسيره.. قد يحمد البعض ولكن لا يعلم كم هي النّعم التى أنعم الله عليه. وآخر يسير في طريق الظلام ويصطدم بجدار الألم.. عيناه مفتحتان وأقُّفل على قلبه.. لا يرى في ضوء النهار ألا المنحدرات والمرتفعات.. أُثقل جسمهُ بأكل الهموم, وعطشَ.. فشربَ في عقلهِ أحلام..


أما القليل, يسقط في هاوية المشاكل, فينهض بعزيمة الإرادة.. يصبر على البلاء, وامتحانهُ في أصعب المواقف.. فيتفائل ويشحن نفسه قوة.. يصعد وأمله القمة.. ويسقط, ويرى في الحفرة تجربةً وخبرة.. يصنع من نفسه رسالة.. يرسلها إلى العنوان التالي:

مبنى: السعادة طريق: النجاح مجمع في قلبه: المحبة

هل فهمت ما أقول؟
هااااه.. نعم نعم.. شكراً على النصيحة.