عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
حياة القنافذ..بقلم الأستاذ ياسر الحزيمي
لا يمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض فالأشواك التي تحيط بها تكوِّن حصنا منيعاً لها ليس عن أعدائها فقط بل و حتى عن أبناء جلدتها ..... فإذا أطل الشتاء برياحه المتواصلة وبرودته القارصة اضطرت القنافذ إلى الاقتراب والالتصاق ببعضها طلباً للدفء محتملة ألم الوخزات وحدة الأشواك فإذا شعرت بالدفء ابتعدت حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى وهكذا تقضي ليلتها بين اقتراب وابتعاد
فالاقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح والابتعاد الدائم قد يفقدها حياتها
وكذلك هي حالتنا في علاقاتنا البشرية فلا يخلو الواحد منا من أشواك تحيط به وبغيره يتألم منها تارة ويؤلم بها غيره تارة أخرى
فمن ابتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيداً ومن ابتغى زوجة بلا نقص عاش أعزبا
أتطلب صاحباً لا عيب فيه ** وأي الناس ليس به عيوب
فإن كنت حساساً لا تقبل الزلة و لواماً لا تقيل العثرة وصائداً للأخطاء لا تغفل فكن على يقين أنك ستصبح وحيدا في مجمع وغريباً بين أهلك ولن تصحب إلا نفسك
إذا كنت في كل الأمور معاتبا ** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه ** مقارف ذنب مرة ومجانبه
لن تحصل على الدفء ما لم تحتمل وخزات الشوك ولن تحصل على الدفء ما لم تصبر على الألم فعليك بالتغافل وحسن الخلق ولطافة المنطق والصبر على الأذى
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ( أخرجه الترمذي
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
المفضلات