نلتقي أحبة كما تعودنا، وأتمنى أن تتأملوا معي كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يستعيذ بالله من العجز والكسل، وتأملوا معي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذاك الصحابي القوي، رأى مرة مجموعة من الشباب يسيرون ينظرون إلى الأسفل وكأنهم يبذلون الجهد، وأخذ درته وهي عصى عمر المشهورة ، وراح يضربهم ، ويأمرهم أمرا أن يرفع رؤسهم ، وأن يدفعوا صدورهم نحو الأمام ، وأن يستعرضوا منكبيهم دليل على القوة.

ثم تأملوا معي أنه من السنة ما يسمى بالاتباع أو عند الحج أو الطواف بالعكبة عندما يبدي الصحابة أكتافهم عند الطواف ، الحكمة منها إظهار القوة ، إذ جعل المشركون، أن الصحابة أصيبوا بوهن وضعف فطلب منهم الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يسرعوا في خطاهم وأن يظهروا أكتافهم، كل ذلك المشاهد التي تأملنها توحي لنا بأن المسلم وأن الناجح وأن الإنسان الرائع في حياته هو إنسان في الحقيقة متحفز في الداخل ومحفز، نشيط من الداخل ويبعث النشاط في الآخرين.
هناك كلمة جميلة عند العامة "يقولون الحي يحييك"
الحي يبعث في نفسك الحياة، والميت يجلب لك الهم والكسل.


لا تكاد تجد إنسان ناجحا إلا تراه شعله من النشاط وشعله من الحيوية، تنظر إليه يبعث إليك النشاط والحيوية والعمل ، الحقيقة بعض الناس أنا أراهم أتثائب، فعلا وأصاب بالنعاس، والقضية ليست في سلوكهم الظاهر عليهم، القضية أن الشخص الهزيل من الداخل ومن الخارج ويظهر ذالك في سلوكه هو من الداخل يمتلك طاقة هزيلة وضعيفة وسلبية، وأتوقع أنكم تتساءلون الآن بدأت بمقدمة عريضة وطويلة لا بد أن نمتلك نشاط وحيوية، ودافعية عالية، نحن عارفين هذا الكلام، لكن كيف يمكن لنا أن نكون كذلك؟
إذا أردنا أن نكون كذلك فلابد أن نمتلك القدرة على تحفيز أنفسنا من الداخل دائما حتى نكون دائما ناشطين ، دائما متحفزين، لكيلا لا نصاب بالإحباط ، ويجدنا الفريسة الإنقياد ، وراءه ، الإحباط ، لأنه ربما نجد في مشاهد كثيرة في حياتنا الإحباط الذي يسببه لنا الظروف الصعبة أو الأحداث، الشخص الذي يمتلك الحافز من الداخل لا يمكن أن يقع فريسة للإحباط، ، ونحن هنا نقول أن هناك أنواع بين الحافزية وبين الإحباط.


منا من يصاب بأدنى موقف يؤثر عليه فترة طويلة، ومنا من يصاب بالإحباط والفتور ولكنه لا ينقص على تلك الحالة يوم أو ثلاثة.
يخبرني صديقي محمد يقول أنا أصاب بنوبة إحباط، بين فترة وأخرى فأغلق على نفسي باب المنزل ، أسبوع أسبوعين ، ثلاثة أسابيع لا أتصل بأحد ولا أزور أحد ولا أتصل بأي أحد، قصة غريبة ، عن خطورة الإحباط، والفتور.
كيف نقاوم ذلك ؟ بالحافز من الداخل.
سنواصل معكم بعد الفاصل.
إخواني وأخواتي تعجبني النملة وتعجبني النحلة ويعجبني كل من يعمل بتعب ونشاط، وكل من يتحرك بشكل قوي ، الحافز من الداخل عندما نمتلكه سيجعلنا مثل النحلة مثل النملة ، ولكن مثلها في العمل الدؤوب ، كم من شخص اشترى كتاب من قبل سنة وإلى اليوم ما قرأ الكتاب، لا والمصيبة، يقول اشتريت كتاب من سنتين ووضعته عندي في المكتبة وبعد مرور سنتين اشتريت نفس العنوان مرة أخرى.


كم من مهمة نريد أن نعملها ونريد أن ننجزها ولم نعمل شيئا ولم ننجز شيئا.
كم من شخص بنى لنفسه آمالا وطموحات، وكما يقال بنى سور شامخ في الهوى ولكنه لم ينجز شيئا على الإطلاق، لأنه لا يجد في نفسه الطاقة الكافة للإنجاز.
هذا شاعر وجد طالب علم يعتذر مرة بحر الصيف عن طلب العلم ومرة يعتذر ببرد الشتاء، وكل يوم له عذر، فقال
إن كان يؤذيك حر المصيف وبرد الشتا
الشخص الفاتر من الداخل هو الذي يمتلك دائما أقوال على أن لا يعمل,.
والشخص الحافز من الداخل هو يمتلك دائما قدرة على الحركة.
والحافز لا نتوقع أن يوهب لنا، أو أن هناك شخص سيمتلك الحافز لأنه صديقك لأناس عندهم حافز، الحقيقة، كل الناس الذين صنعوا الحياة واجتهدوا هم الذين صنعوا الحافز لأنفسهم.


تخيلوا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ بمهمة الرسالة كيف كان الأمر صعبا وكيف كانت الأمور شديدة ولم تكن هناك في كل المجتمعات ، ولم يوجد من يقدم له حافزا أو يمنحه، ذلك الحافز على طبق من فضة كما قال.
وبالرغم من ذلك صنع الحافز بالتوكل على الله ، أنت تستطيع أن تفعل ذلك أثناء كل مهمة تريد أن تقوم بها.
القاعدة المهمة التي أنصح الكل بها. "أنك تتخيل أن كل الناس الذين حواليك مطبات في طريقك" تخيل أنهم كلهم مسبطون إذا لم يسحبوك إلى الوراء فلن يدفعوك إلى الأمام، وليس بالضرورة أن يكون الواقع كذلك، لكن أريد من ذلك أن أقول أن كل الناس سلبيين، ولكن أقول لك لا تعتمد على أحد إلا على نفسك، ولا تتوقع من أحد شيئا إيجابيا تجاهك، ولكن منك أنت ، كل الناس في مختلف الحياة ومختلف المنهاج هم صنعوا هم بأنفسهم، لأنفسهم، لو تأملت في حال العلماء لرأيتهم كذلك.
سأل أحدهم فقال لا يدرك العلم إلا بصدر كصدر الحمار ، وبكور كبكور الغراب، ولو سألت المخترعين والأدباء والشعراء لوجدتهم صنعوا الحافز لأنفسهم.



كيف تصنع الحافز لنفسك؟
أخي أختي إذا أردنا أن نفعل الحافز لأنفسنا.
1- أن نمتلك هدف واضح مستيقظا في عقولنا، لذلك الهدف هو الذي يشعل الهمة في قلبك هذا أبو العباس " السفاح" كان يتقلب على فراشه بالليل لا ينام ، فأمه كانت تقول له يا بني نام يرضى الله عليك، فيقول يا أماه نفس، نفس تتطلع إلى الملك كيف تنام، الشخص الذي يضع لنفسه هدفا ، يستيقظ في الساعة الثالثة بالليل ويكأن أحدا أيقظه، ليقوم الليل ويسعى إلى مرضات ربه، والشخص الذي لا يمتلك ذلك، بشكل حاضر في الذهن يغط في نوم عميق. ولو كان له موعد في غاية الأهمية ، وهو لم ينم ولم تتح له النوم إلا في هذه اللحظة، وعندك هدف في غاية الأهمية في تلك الساعة كيف سيكون الأمر؟ هل ستنام وتستيقظ ، بالتأكيد ستستيقظ وكأن أحدا أيقظك، ما العلاقة ، تقول هذه حالة استثنائية لكن في الحقيقة أنك ستستيقظ لأن الهدف حاضر في ذهنك.




2- كافئ نفسك على الدوام، نفرح بالمكافأة ونفرح بالمدح وشوف الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان يتعامل مع أناس هم خيار الناس وصفوتهم، وهم الأكثر نضجا على الإطلاق ، وبالرغم من ذلك يحتاجون كما يحتاج كل البشر المدح والثناء ، والتشجيع والتحفيز، فكان يقول هذا الصديق وهذا الفاروق، وهذا سيف الله المسلول، ونحن نحتاج إلى المدح والثناء، فنحن ممكن أن لا نجد من حولنا ويعطينا جرعات كافية من المدح والثناء، ولكن تذكر قول مهم "أنت إذا أصيب رأسك بالصداع، هل تنتظر أن يأتي أحد ويقدم لك مسكن للصداع الذي أصابك" أنت مباشرة تهرع بشكل جاد وبطريقة فعالة، وتنطلق إلى أقرب مكان، لتشتري منه مسكن حتى تسكن هذا الألم الذي أتعبك، إذا أنت أيضا بحاجة إلى أن تقدم لنفسك الثناء، بحاجة إلى أن تقدم لنفسك المدح الذي يشجعك، جميل ما يقوم به أحد الأخوة الكرام عندما ينجز عمل يشتري لنفسه، هدية، ويكتب عليها، ويهديها لنفسه، أنا عن نفسي إذا أنجزت عملا أعزم نفس على العشاء في مطعم فاخر جدا وأحيانا

تذكروا الهدف الحاضر في الذهن والمكافأة المستمرة للنفس والذات كفيلتان توجد الحافز المستمر للعمل والعطاء.
إخواني وأخواتي سألتقي بكم أحبتي وأنتم على خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.