النفس نوعان: هناك نفس ضعيفة لا يحترمها صاحبها وترضى الإهانة، ترضى الذل، ترضى أن تنتقد انتقاداً معيباً، ترضى بأن توصم بالعار ولا يحرك ذلك فيها ساكناً، هذه نفوس ذليلة ضعيفة والمؤمن قوي والمؤمن عزيز (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (8) المنافقون). والنفس القوية لها مواصفات ولها أسباب ولها مواقف القرآن الكريم بين لنا أن نفساً قوية كما أطلق عليها النفس الخيرة (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا (12) النور) أول طريق إلى النجاح أن تثق بنفسك الثقة بالنفس أول طريق إلى النجاح وأول طريق إلى النصر والنصر نجاح فما لم تكن أنت منتصراً من أعماقك فإنك لا تنتصر على الواقع، على الأرض، فإذا كنت منهزماً من أعماقك فأنت منهزمٌ في الواقع. فرب العالمين في قضية الإفك قال (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا) حينئذٍ النفس الخيّرة هي النفس التي لا يهمها ما يقال لأنها واثقة من نفسها وبنفسها وذلك لشدة احترامهم لأنفسهم. فإذا كنت تحترم نفسك لأنك تعرف جوانبها وتفاصيلها وعناصر القوة فيها فأنت منتصرٌ على كل أعدائك المادية والمعنوية. إذا كنت لا تحترم نفسك لشعورك بالذل، بالتدني، بالنقص، بالعار، بالذنب، كل هذه مثبطات ومحبطات تجعلك منهزماً في أي مواجهة وحينئذٍ هذه هي النفس الضعيفة. وهناك فرق بين أن يكون لك عزم أو لا يكون لك عزم، رب العالمين سبحانه وتعالى يقول عن آدم (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿115﴾ طه) ضعُف، بينما قال عن الآخرين (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (35) الأحقاف) هكذا هو الأمر. المنظومة التي تدل على احترامك لنفسك وأن نفسك قوية هي مؤهلة ومرشحة للنجاح والنصر سواء كنت فرداً أو أمة هي كالتالي: الحميّة، الصمود، الصبر، العُرام، العزة، العزم. هذه هي الكلمات التي وصل علمي إليها وربما تكون هناك كلمة أو كلمتان فاتت علي لا أدري ولعل المستمعون والمستمعات الأفاضل يستدركون علينا بهذه الكلمة أو تلك كعادتهم. وكلمة الباب هي العِزّة.


د/احمد الكبيسي