--------------------
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين،أما بعد.
تشكل العلاقات الإنسانية مساحة كبيرة من حياة الإنسان،بل إن أهم ما يعنيه:علاقاته مع الآخرين وتعامله معهم من حيث أن الإنسان اجتماعي بطبعه،وعلى هذه العلاقات،وهذا التعامل يتوقف نجاحه أو فشله في الحياة.
ومن منطلق الأهمية البالغة للتعامل مع الناس والعلاقة الإنسانية ،فقد جاء الدين ورسم لها المناهج القويمة،والنظم السليمة التي تضمن استقامتها،واستواءها،باعتب ارها موضوعا أساسيا من موضوعا ته،ومن هنا فلا غرابة أن يعتبر الإسلام،معاملة الناس هي الدين (الدين معاملة) نظرا إلى أن الالتزام بالدين في قسم كبير منه-متوقف على حسن المعاملة معهم والمتعلق بها.لذا يقول الرسول (ص) المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) رواه الترمذي .
والشخصية المغناطيسية هي الشخصية التي تستطيع أن تجذب الآخرين بكل مواصفات الكمال الأخلاقي والشخصي.
وكما أن للمغناطيس قطبا سالبا وآخر ايجابيا،هكذا الإنسان حتى تكون شخصية مغناطيسية حقا لا بد لك في البداية أن تتخطى نقاط الضعف عندك،وتبدأ في تنمية النقاط الايجابية عندك حتى تكون شخصية ايجابية في المجتمع يحبك الله أولا ويحبك الآخرون إذا توفر ركن الإخلاص في القول والعمل.

م.علي غانم الطويل


الأسرار العشرة للجاذبية الشخصية
أولا:كن خلوقا تنل ذكرا جميلا
تعتبر الأخلاق من أهم القيم المعنوية في الحياة،ومن أهم المقومات الحضارية،ومن أهم الأسس الإنسانية.
وقد أكد الإسلام على أهمية الأخلاق،واعتبرها من أهم الفضائل التي يتحلى بها المسلم في حياته.
أن النبي (ص) قال: (ما من شيء أثقل يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق،وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة) .
وقد سئل (ص): أي الأعمال أفضل؟ قال (خلق حسن) وقال(ص): (إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا).
بل وانه (ص) اعتبر أن الهدف من بعثته هو تعميق القيم الأخلاقية في المجتمع الإنساني،حيث قال (ص): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
وقال الشاعر وهو يربط بين بقاء الأمة والتزامها بالأخلاق:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
*انك بأخلاقك الحسنة قادر على تكوين شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية،فبكلماتك المهذبة،وآدابك السمحة،قدوتك الرسول (ص) في حسن الخلق،وتصرفاتك الحكيمة،وأعصابك المتزنة يمكن أن تكون شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية،فالأخلاق هي التي تجذب الآخرين إليك،فتكون حقا الشخصية المغناطيسية الحقيقية.

ثانيا: اظهر اهتمامك بالآخرين
في البداية اسمح لي بهذه الأسئلة الشخصية
كيف تنظر إلى نفسك؟!
أليس تنظر إلى نفسك بإعجاب؟!
أفلا تعتبر نفسك شخصية مهمة جدا؟!
ألا تعتقد بأنك إنسان عظيم؟!
لا خير عليك في ذلك..فلك كل الحق في أن تعتقد ذلك عن نفسك!
ونسألك مرة أخرى..
كيف تريد من الآخرين أن ينظروا إليك؟
أليس تريد منهم أن ينظروا إليك بإعجاب وتقدير واحترام؟؟
الاتشمئز من ذلك الإنسان الذي يلقي عليك وابلا من الذم والانتقاص،غافلا عن آداب
النصيحة العامة والخاصة، ولك الحق في هذا أيضا.ولكن تأكد تماما بان الآخرين ينظرون إلى أنفسهم ،كما تنظر أنت إلى نفسك ،ويشعرون بنفس الإحساس الذي تشعربه أنت تجاه نفسك ، فكل واحد منا يشعر بأهميته، وينظر إلى ذاته بمزيد من الإعجاب، وبمزيد من العظمة، وبمزيد من الاهتمام، عليك إذن أن تدرك هذه الحقيقة الإنسانية وهي أن اهتمامك بالآخرين، وإظهارك هذا الاهتمام سيكون أفضل وسيلة لكسب احترام الآخرين وودهم وحبهم لك، بينما اهتمامك بنفسك فقط ، وعدم إظهار الاهتمام بالآخرين سيجر عليك جيشا من الأعداء الذين سينظرون إليك بكل تفاهة وسخافة! ولااظنك تريد ذلك...؟!
لقد أجرت (شريكة تليفونات بنيويورك) دراسة تحليلية للوقوف على الكلمة التي تستخدم في المحادثات التليفونية أكثر من سواها ـهل استنتجتها؟ نعم إنها ضمير المتكلم (أنا) . لقد استخدمت هذه الكلمة (3990) مرة في (500) محادثة تليفونية! وإذا كنت في شك من هذا ،فاجب عن هذا السؤال: عندما تتأمل صورة جماعة من الناس أنت من بينهم ، فإلى من ترسل النظر أولا؟!
فلماذا يبدي الناس اهتماما بك، مادمت أنت لاتهتم بهم أولا؟ وكيف تحاول اجتذاب أنظار الناس إليك، دون أن يتجه نظرك أولا أليهم؟

الوصفة السحرية لكسب اهتمام الآخرين:
1ـ سلم على من تلقاه بحرارة. وابتسم ابتسامة صادقة.
2ـ اخبره بشوقك إليه. وعدد الصفات الخيرة التي فيه.
3ـ امنحه الثقة بنفسه.
4ـ شجعه على الأعمال التي أنجزها.
5ـ اظهر له إعجابك بشخصيته.
6ـ دعه يتحدث عن نفسه.
7ـ استمع إليه بكل اهتمام.
8ـ لا تقاطعه وهو يتكلم.

ثالثا: التفاؤل والحماس
التفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة، فالتفاؤل يزرع الأمل، ويعمق الثقة بالنفس ، ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لاغني عنها لتحقيق النجاح. ويعتبر التفاؤل تعبيرا صادقا عن الرؤية الايجابية للحياة، فالمتفائل ينظر للحياة بأمل، وايجابية، للحاضر والمستقبل، وأيضا للماضي حيث الدروس والعبر
*ورغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان في الحياة، فانه لابد وان ينتصر الأمل على اليأس، والتفاؤل على التشاؤم،والرجاء على القنوط.. تماما كانتصار الشمس على الظلام!
إذا سمـاؤك يوما تحجبت بالغيوم
أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج
أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج
هكذا تحدث رسول الإسلام محمد بن عبد الله (ص) (تفاءلوا بالخير تجدوه) وما أروعها من كلمة! وما أعظمها من عبارة!! إنها كلمة تلخص نتائج التفاؤل، فالمتفائل بالخير لابد وان يجده في نهاية الطريق لان التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء، نحو التقدم نحو النجاح. إن التفاؤل يعني الأمل، الايجابية، الاتزان، التعقل.. يعني كل ما في قائمة الخير من ألفاظ تنطق بمفهوم التفاؤل..
*والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح، لابد وان يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب، وبمزيد من السعي والفعالية، والا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام بدون أي عمل، فلابد وان تكون النتيجة محزنة وللأسف!
إنني أقول لك وبكل إخلاص:
تفاؤل .. فرغم وجود الشر، هناك الخير..!
تفاؤل .. فرغم وجود المشاكل هناك الحل..!
تفاؤل .. فرغم وجود الفشل هناك النجاح..!
تفاؤل .. فرغم قسوة الواقع هناك زهرة أمل..!
كيف تزرع التفاؤل في داخلك؟!
1ـ كرر عبارات التفاؤل .. والقدرة على الإنجاز:
أنا قادر على.. سأكون أفضل.. أستطيع الآن أن.. أنا خير مما أظن..
2ـ استفد من تجاربك وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك سياج الفشل.
3ـ لا تتذمر من الظروف الحيطة بك، بل حاول أن تستثمرها لصالحك. ليس المهم أن تقع في الحوادث، المهم ما يحدث لنا من وقوع هذه الحوادث، المهم أن نعرف كيف تؤثر فينا ايجابيا وانعكاسها على حياتنا.
4ـ ابتعد عن ترديد عبارات الكسل والتشاؤم.
أنا غير قادر... لم اعد أتحمل... أنا على غير ما يرام... أنا لست فلانا كي أقوم بإنجاز العمل... ليس لدي أمل في الحياة...
5ـ سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى وخاصة عند الإحساس بالإحباط أو الفتور.
6ـ ابتعد عن رثاء نفسك، تغلب على مشاعر الألم، ولا تدع الآخرون يشفقون عليك.
وفي احد الأمثال القديمة (كما تفكرون.....تكونون)
رابعا: تواضع لكل الناس
من أهم العوامل للنجاح الاجتماعي هو التواضع للناس،فالمتواضع يحوز على حب الآخرين له، وعلى تقدير واحترام الجميع، لان من يحترم الآخرين يحترمونه، ومن يقدرهم يقدرونه،
والعكس صحيح تماما.
وقد أمر القران الكريم المؤمنين بالتواضع، وبالرغم من أن كلمة(التواضع) لم ترد بلفظها في القران الكريم، ولكن وردت كلمات تشير إليها وتدل عليها، منها قوله تعالى(...وخفض جناحك للمؤمنين) وقوله تعالى(وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).