عاااااالم الأحلااااااااام,,


للأحلام قوة تتعاظم حال تلبست الجدية وتزودت بالرغبة في أن تصبح واقعا ملموسا..وبين الإنسان والأهداف البعيدة مسافة طويلة يقطعها البعض بآمالهم الكبيرة.


وأحلامهم العريضة وخيالاتهم الواسعة. لكن في كثير من الأحيان تكون الآمال بلا أقدام والأحلام بلا أجنحة والخيالات بلا أشرعة فيتحرك أصحاب هذه الأحلام في اتجاه ويتحرك الزمن في اتجاه مضاد لتتبعثر الآمال والأحلام.


ومن الناس من يقع ضحية للغرق في أحلامه فلا يستطيع التخلص منها حتى يجد نفسه مصدوما بالواقع الذي وصل إليه بعد رحلة الوهم الكبيرة التي عاش فيها. آخرون يسقطون متعبين من مراجعة أحلامهم الكثيرة وهؤلاء يكون خروجهم من قصور الأحلام مكلفا حيث انهم يفقدون القدرة على معاودة السير من جديد ويصابون بالفجيعة عندما يفشلون في التوفيق بين الواقع والحلم.


والأحلام عند فئة أخرى من الناس كالحبوب المهدئة تعطيهم شيئا من الراحة ثم تثقل رؤوسهم بالنوم فينسون واقعهم ويجدون متنفسا في صناعة الحلم باستخدام وسائل المرض. بينما قلة من الناس فقط يقفون على واقعهم قريبا من قدراتهم ويقارنون بينها وبين أحلامهم حتى لا يكون هناك فارق كبير أو خسارة فادحة في حالة فشل آمالهم أو تحطم أحلامهم أو وقوف أحد في طريقهم. هؤلاء هم الأجدر بالأحلام ..إنهم هم الأجدر بالحياة.


ولأن لبعض الأحلام قوة طاغية فقد قامت الأميركية ساندرا كرافتر، مساعدة فني المختبرات بتقبيل 12 ألف ضفدع لعل أحدها ينقلب أميراً وسيماً فتتزوجه. وكرافتر «28عاماً» وهي من كانساس بولاية ميسوري لا تأبه بتعليقات من حولها وتقول: اعتبروني غبية أو صفوني بأية صفة ذميمة تخطر ببالكم، فسأظل دائما أؤمن بقصص الجنيات. ويقيني أن واحدا من هذه الضفادع سوف يتحول إلى أمير.


لا أشك لحظة أن ذلك سيحدث يوماً ما. أما رؤساؤها في مختبرات فايرثرون، المتخصصة في بيع الضفادع الحية للجامعات والمعاهد العليا لأهداف التشريح - حسب الناطق باسم الشركة التي تعمل فيها كرافتر- فلن يمنعوها من تقبيل الضفادع لأنها موظفة يعتمد عليها. أما هي فتقول عن نفسها: إن لي قلبا كبيرا. وقد بحثت بين جميع من أعرف من الرجال فلم أجد فيهم من يستحق أن أمنحه هذا القلب الطيب.


يبدو أن الموت أخذ جميع الأخيار. ولم يترك لنا إلا الأشرار. إنني أنتظر أميراً حقيقياً يحب قضاء ليال هادئة وهانئة في البيت. أريده اجتماعياً له عدد من الأصدقاء. أريده وسيماً معطاء يبادلني حباً بأكثر منه.


وتقوم كرافتر بتسجيل أوقات وتواريخ قبلاتها للضفادع حتى بلغ عدد التي حظيت بقبلاتها حتى الآن 12 ألف ضفدع. ولكنها كما قالت لا تدري أيهم سيكون أميرها مع أن العدد الأكبر من الضفادع التي حظيت بقبلاتها استخدمت في التشريح لكنها تظل تكرر: سوف يأتي اليوم الذي ألقي فيه أميري، فليس من المعقول أن أقبل 12 ألف ضفدع قبيح ولا أجد مقابلاً لذلك.



وتحقيق الأحلام صعب إلا أنه ليس مستحيلاً: إنه يتطلب ثمناً وجهداً وجهاداً ومثابرة وإلحاحا وعزماً وتصميماً ووضوحاً في الرؤية وتخطيطاً للمستقبل واتخاذ الوسائل الكفيلة بالوصول إلى الأهداف المأمولة. وهذا ليس غريباً على البعض.


ولأنه لا يأس مع الأمل والعمل فلابد من تجديد الأمل وتكثيف العمل المبدع والسير الحثيث نحو الهدف. والبعض ممن يحلمون يراهنون على هذه الطاقة الكامنة التي سماها غاندي «ساتيا غراها» أو «قوة الحقيقة» واستطاع بها أن يتغلب على امبراطورية لم تكن تغرب عنها الشمس لكنها غربت وخرج هو المنتصر لتتذوق بلاده شمس الحرية.


إننا نعيش الحياة بكل تفاصيلها، بكل ما تحمله من حزن وشجن ..من سعادة وغبن. بقلب نابض أحيانا. وبنفس متثاقلة في أحايين أخرى كثيرة .فسحة الأمل عندنا هي الأحلام الجميلة. تحلق بنا عاليا .. تبدد وحشة الأيام ..تكسر قالب الحزن وتجدد روح الحياة. نبني ما نشاء من قصور ..جدرانها سعادة موعودة وفراشها ورد منثور لكن يبقى هاجس القلق قابعا داخلنا متربصا بنا. في صراع لا ينتهى بين الحلم والواقع.


لقد استسلم أكثرنا لهجرة الأحلام ديارنا.وكأنها ضاقت ذرعا بالبقاء معنا أم ترانا لا نستحق أن نعانقها؟! فلا تتركوها تهرب ولنحلم بغد أفضل.