مابين التأمل والتفكر الارتقائي
لقد انتشرت ممارسة التأمل الارتقائي في أوروبا وأمريكا بشكل واسع لم يسبق له مثيل في تاريخ هذه الأمم . وذلك بعد أن أثبت هذا التأمل - بجذوره الهندية والشرقية القديمة – مقدرته الفائقة في علاج الأمراض المرتبطة بالمشاكل الانفعالية والمعرفية وشفاء غيرها من الإضرابات والإدمان والقلق وجميع أنواع العصاب .


ومن هذا المنطلق نسأل أنفسنا عن قيمة التفكر والتأمل من حيث هو عبادة بالنسبة للصحة الجسمية والنفسية للمؤمن وستجد الجواب في المئات من الكتب والأبحاث التي أجريت في الآونة الأخيرة لتؤكد قيمة التأمل الارتقائي والعامل الروحي والإيماني.في علاج التوتر والقلق وضغط الدم والصداع النصفي والأرق وتخفيض نسبة الكولسترول في الدم وغيرها من الإضطرابات النفسية السيكوسوماتية :- psychosomaticOtranscendental meditation faith factor.

ان الدراسات الحديثة في ميدان الطب السيكوسوماتي النفسجسمي تؤكد بأن التفكير والنشاط المعرفي للإنسان له دور فعال بالنسبة لإصابة الإنسان بشتى الأمراض ، كما أن تغيير هذا التفكير وهذا النشاط المعرفي الذي يتسبب في إحداث هذه الأمراض والإضرابات يساعد كثيرا في شفاء الفرد أو تحسين حالته الصحية بقدر كبير ، وهذا مصداق الأثر المشهور . لا تتمارضوا فتمرضون فتموتون . إن تأثير العوامل النفسية علي الناحية الجسمية العضوية أمر بديهي يلا حظه الفرد في حياته اليومية .

وقد اهتم العلماء في الآونة الأخيرة بهذا الموضوع ، خصوصا بعد أن ثبت بأن النشاط المعرفي والانفعالي للإنسان
له أثر مباشر علي مقاومته الطبيعية للأـمراض الجسمية .

لقد أتضح من مئات التجارب والأبحاث أن الضغوط النفسية المزمنة المصاحبة للحزن والإكتئاب والقلق والإحساس بالوحدة القاتلة ومقدار الثقة بالنفس ، وتؤثر تأثيرا بالغا علي مقاومة الإنسان للأمراض الجرثومية وحتى السرطان فهذا الضغط النفسي المزمن يجعل الغدد القظرية adrenal glands تزيد من إفرازها للهرمونات المحتوية علي مادة الكورتيزون التي تكف من نشاط المقاومة الطبيعية . وقد كان من تأثير هذه الأبحاث أن ظهر تخصص جديد هو علم المقاومة النفسية والعصبية psychoneuro- Immunology الذي يجمع بين الأخصائيين في ميدانين مختلفين لم يكن بينهم مثل هذا التعاون في الماضي ألا وهما ميدان العلوم الاجتماعية وعلم النفس وميدان دراسة كيمياء جهاز المقاومة في الإنسان ، كما ظهر في مئات المؤلفات التي تدعو لتحسين صحة الإنسان الجسمية بتغيير أفكاره ومشاعره وانفعالاته ، حتى وصف بعض العلماء هذه الظاهرة بالثورة الثالثة في الطب الغربي الحديث التي كانت أولاها تطور الجراحة وثانيها اكتشاف البنسلين والمضادات الحيوية ذلك أن الذي يشكل فكر الإنسان ونشاطه المعرفي ليس هو الأحداث والمثيرات التي يتعرض لها في بيئته بشكل مباشر بل الذي يؤثر بالفعل في تقييمه وتصوراته لهذه الأحداث والمثيرات

*إن الإرشادات التي يطلب الطبيب أو المعالج من المريض تنفيذها تبدو بسيطة وساذجة ولكن نتائجها سريعة المفعول فعلي سبيل المثال يطلب بينسون – وهو أشهر الباحثين في هذا الميدان – من المريض أن يجلس جلسة مريحة في مكان هادئ باسترخاء جسمي شامل ويغمض عينيه ويتنفس بعمق وهدوء ، مركزا ذهنه في عملية التنفس هذه كما يطلب منه أن يختار كلمة أو جملة قصيرة من مفاهيمه الإيمانية أو الدينية ويرددها متفكرا في معانيها بشكل رتيب كلما أخرج الهواء من رئتيه وإذا فضل المريض أن يختار معني أو شكلا يتصوره بدلا من كلمة يرددها فعليه أن يتمثل هذا التصور بالذات الأسلوب المتكرر الرتيب .

لقد وجد أن ترديد هذه العبارات ذات المعني والقيمة العقيدية أو الدينية لدي الشخص المتأمل أو تفكره في صورة ذهنية لإحدى مفاهيمه الإيمانية له أثر كبير في تعميق تفكره وسرعة علاجه . وفي التأمل الارتقائي ان تركيز الذهن مع الترديد المستمر لمعني إيماني أو لصورة ذهنية لها قيمتها الكبيرة لدي الشخص المتفكر وسيؤدي به حتما إلي تصور أعمق ومفاهيم جديدة عن الشيء موضع التفكر والتأمل ، ويرتقي به إلي أفق أرفع من المعاني والتصورات التي لم يكن ليدركها بسبب الحياة العادية والألفة القاتلة والإدراك الحسي الروتيني المحدود ومن ثم كانت تسمية التأمل الارتقائي

* ومن الإرشادات الهامة التي يجب علي المتأمل إتباعها في إهماله للأفكار والخواطر التي لا تفتأ تحشر نفسها ، في ذهنه لتمنعه من التركيز فيما يتأمل فيه ، ويجب عليه أن يعود لتركيز ذهنه مرة أخري فيما اختاره لموضوع تفكره وتأمله ، وأن يتخذ في جلسته التأهيلية أسلوبا سبيا استرخائنا حتى يدري نفسه مع الأيام علي هذا التمرين فيزداد تفكره وتأمله عمقا وجسمه استرخاء وتخف وطأة الخواطر المرضية والأفكار الجانبية ، ويختفي معها التوتر والقلق والأعراض الجسمية التي كانت يشكو منها ، ويمكن التأكد من هذا التحسن بالقياسات الفسيولوجية الدقيقة كانخفاض ضغط الدم ونسبة الكولسترول مما يدعو الأطباء لتخفيض جرع الدواء أو إيقافه بالمرة لمرضي من بينهم كانوا يتناولون هذا العلاج الكيميائي قبل ممارسة التأهل الارتقائي لسنوات طويلة .

ومن التغيرات النفسية الهامة التي يذكرها المتأملون من المرضي والأشخاص العاديين ، ذلك الإحساس بالسكتة والوصول إلي مستوي راق من المعرفة الذاتية ، والي إحساس غامر بصلة الفرد الحميمة بكل الموجودات في هذا الكون . وبعاطفة مباشرة للناس وبتفاؤل عظيم وقدرة متنامية علي الإنتاج والتفكير الخلاق .

ويؤكد Le shar بأن هذا الإحساس الغامض لما وراء العالم المادي الملموس ليس أمرا متوهما ولا إيحاء ذاتيا بل هو حقيقة يثبتها التشابه المذهل بين الخبرات الروحية التي يسجلها العباد في شني أنحاء العالم .

فهم كما يقول – يصلون إلي مراتب من المعرفة لا تستطيع أن تنقلها الكلمات التي يستخدمونها في لغاتهم ، لكن التشابه الكبير بين خبراتهم رغم ذلك يدعو المرأ إلي قبول مصداقيتهم . كما انه يلاحظ التناقض بين هذه المعرفة الارتقائية وبين ما اعتاده الفرد في حياته المادية العادية من مفاهيم .

والخلاصة مما سبق تبين لنا أثر الفكر والانفعال والعاطفة علي الصحة الجسمية ، وكيف يمكن للإنسان أن يصيب نفسه بشتى الأمراض السيكوفسيولوجية أو يضعف مناعته حتى يصبح فريسة للأمراض الجرثومية اذا اعتل فيه الجانب المعرفي وتمارض حتي يمرض بالفعل كما وضحنا أثر العوامل المعرفية من مشاعر وانفعالات وتنكير في علاج هذه الحالات المرضية وركزنا علي التأمل الارتقائي بصفته أهم الأساليب النفسية التي أثبتت فائدتها في هذا الميدان العلاجي ولصلته الواضحة بموضوع التفكر .

• ان المؤمن المتأمل لهذا النوع من العلاج ألتأملي لا يجد كبير عناء في ملاحظة التشابه الظاهري الكبير بينه وبين التفكر في خلق السموات والأرض وما يصاحبه من تسبيح وذكر الله تعالي فهما يشتركان في تركيز الذهن في موضوع التأمل وفي التخلص أو التخفيف من المشوشات الخارجية والداخلية ، أي ما يصرف الذهن عن التفكر من صخب في الخارج وخواطر وأفكار عارضة من داخل النفس . ويتفقان أيضا في إعادة النظر وترديد المعاني التأملية بإيقاع متكرر حتى يظهر للمتفكر المسبح وللمتأمل في كل مرة معني وإدراك وتصور لم يخطر علي البال . فكلاهما يستخدم التفكر العميق ليحرر الإدراك الحسي الجامد من سجية الروتين اليومي للحياة المادية وقمقم الألفة وزنزانة الاعتياد حتى ينطلق إلي آفاق أرحب ومعرفة أوسع .

• إن المسلم الدارس لإرشادات العلاج في التأمل الارتقائي والاسترخاء مع الاستفادة بالعامل الإيماني لا تخطر بباله وهو يدرسها الا تلك الصورة الحية لمؤمن يجلس القرفصاء بعد أداء الصلاة وهو مستغرق في آلاء الله والتفكير في عظمته ودقة صنعه ، مردد اعتبارات التسبيح والتحميد والتكبير .... ومن الطريف أن نذكر ونحن نتحدث عن هذا التشابه الظاهري أن يختار بنفسه الكلمات والعبادات الإسلامية التي تصلح للتزويد بالنسبة للمؤمن الذي يمارس التأمل الارتقائي والاسترخاء .

• ولعل متأمل في التأمل الارتقائي وأصوله في الديانات الشرقية القديمة والتشابه الظاهري بينه وبين التفكر والتسبيح ، أن يدرك الغاية الحقيقية ، ألا وهي توجيه هذا التأمل لعبادة الله وتسبيحه والتفكر في مخلوقاته .

• ويبدو أن تركيز الذهن والتأمل الجاد في موضوع روحي أو قيمي معين مع ترديد ألفاظه ومعانيه والاستغراق في حالة استر خائية هادئة ، يخلص الإنسان فيها نفسه من الخواطر والمشاغل اليومية ، ويحاول الخلود إلي إيقاعات ما وراء المادة واستشفاف ما وراء الحس – له فائدة عظيمة بالنسبة لحالته النفسية والجسمية . بل أن الإنسان ليستفيد هذه الفائدة بتركيز ذهنه علي المثيرات الطبيعية في بيئته كشقشقة العصافير وأصوات العصافير والأشجار الباسقة تداعبها الرياح الهادئة أو حتى التركيز في إيقاعاته الجسمية الداخلية الرتيبة كتنفسه وضربات قلبه ( Mindfulnees meditation )

• هذه الفوائد التي يجدها غير المسلم الذي يمارس التأمل الارتقائي أو أي نوع من أنواع التأمل الارتقائي.هي كالتي يجدها إذا واظب علي السواك والاغتسال ونظافة الجسم وتقليم الأظافر والرياضة البد نية الخفيفة ، إن مجرد استماع المسلم لآيات من القرآن الكريم

– سواء كان من المتحدثين باللغة العربية ْأو بغيرها – يأتي بجميع التغيرات الفسيولوجية الدالة علي خفض التوتر والقلق ونزول السكينة وزيادة المناعة ضد الأمراض وأثبت التجارب التي استخدم فيها أحدث الأجهزة في المراقبة الالكترونية لضغط الدم وسرعة ضربات القلب وقوة وشدة العضلات ومقاومة الجلد للتيار الكهربائي ، إن لتلاوة القرآن أثرا مهدئا واضحا في 97% من الحالات.

إذن فالفوائد الحقيقية للتأمل تأتي بربطه بعبادة الله وحسن الصلة به تعالي وكل ما ذكرناه من تشابه ظاهري بين التفكر كعيادة إسلامية ، والتأمل الارتقائي كعلاج نفسي وجسمي ما هو إلا في الصورة الخارجية وفي القشور أما اللب الحقيقي فهو في العبور من التأمل في المخلوقات إلي خالقها . فالمؤمن المتفكر ، وان لم يفقه تسبيح الكون ، لكنه يحس إحساسا لا يتطرق إليه الشك ويشعر بتلاحم وتناغم تسبيحه مع تسبيح كل المخلوقات ، فكل ذرة من ذرات هذا الإحساس يزداد عمقا مع مداومة الفكر حتى يصل إلي قمم روحية سامية والي شعور بالسرور واللذة الروحية التي لا يشبهها من نعيم الدنيا شيء .

• فيتحدث ابن القيم عن هذا النعيم الذي تنقشع فيه هموم الدنيا وأمراضها وأعراضها كما ينقشع نور الظلام إن المؤمن المتفكر الذاكر يفتح له باب الأنس بالخلوة والوحدة في الأماكن الخالية التي تهدأ فيها الأصوات والحركات .. فإنها تجمع عليه قوة قلبه وإرادته وتسد عليه الأبواب التي تفرق همه وتشتت قلبه ، ثم يفتح الباب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها ، ويجد فيها من اللذة والراحة أضعاف ما كان يجده في لذة اللهو واللعب ونيل الشهوات....فإذا استولي عليه هذا الشاهد غطي عليه كثيرا من هموم الدنيا وما فيها ، فهو في وجود والناس في وجود آخر. نشتاق ما بين الذين يعيشون الشقاء في ظلمات مادية بعضها فوق بعض ، تفتح عليهم التأمل والاستشراق لما وراء الحس بصيصا من نور خافت مبهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قامو ا . وبين الذين جعل الله لهم نورا يمشون به في الناس .



بعض الأساليب القرآنية

في الحصن علي التفكير

• اذا كان التفكر في مخلوقات الله من أعظم العبادات التي دعا إليها الإسلام ، فلا عجب أن نري القرآن الكريم يحمل بين دفتيه الكريمتين الكثير من الآيات التي تحس علي التدبر في خلق السماوات والأرض بشتى الأساليب التي تناسب كل مزاج وحالة روحية ، حتى لا تترك وسيلة تصل بها إلي كل من في قلبه بقية من حياة إلا سلكتها . ذلك لتخرج الناس من بلادة الحس وهموم العادة ، ورتابة المألوف ، ليرو آيات ربهم في السماوات والأرض ببصيرة حية وقلب شفاف .

• إن هذا الوجود جميل ، إن جماله لا ينفد ، وان الإنسان ليرتقي في إدراك هذا الجمال والاستمتاع به إلي غير ما حدود ، قدر ما يريد ، وفق ما يريده له مبدع الوجود ، وان عنصر الجمال لمقصود قصدا في هذا الوجود فإتقان الصنعة يجعل إتقان الوظيفة في كل شيء يصل إلي حد الجمال وكمال التكوين يتجلى في صورة جميلة في كل عضو وفي كل خلق ...انظر هذه النخلة . هذه الزهرة هذه النجمة . هذه الظلال .. هذا الصبح .. هذا الليل .. هذه الموسيقي السارية في الوجود كله . هذا التناسق الذي لاعوج فيه ولا فطور إنها رحلة ممتعة في هذا الوجود الجميل الصنع البديع التكوين يلفتنا القرآن الكريم إليها لنتملاها ونستمتع بها وهو يقول الذي أحسن كل شيء خلقه .

• ان القرآن العظيم يستخدم كل وسيلة ليوقظ القلوب من همود الحس ورقابة المألوف . لتري آيات ربها في السموات والأرض بقلوب حية وبصيرة ومستنيرة كذلك نجد في موضوع الإنسان أن آيات الكتاب تتبع نفس الأساليب التي تناسب كل قلب وتوائم كل حالة نفسية . وكما أقسم الرحمن عز وجل ببعض آياته الكونية ومخلوقاته في الأرض كالضحى والليل والشمس والتين والزيتون فاعتبرنا ذلك أعظم دعاية للتفكر فيها، كذلك أقسم الحق تبارك وتعالي بالنفس الإنسانية ...فما حقيقة النفس الإنسانية ؟ وما الروح ؟ وما العقل ؟ ؟! أهي كلها مخلوقات لا يستطيع العقل البشري إدراكها والإحاطة بها ، فهي وان كانت من مكونات الإنسان التي صار بها إنسانا ، إلا إنها ليست مادية ولا يمكن حصرها بين فكي الزمان والمكان اللذين لا قدرة للعقل البشري علي الإدراك خارج نطاقها . فهذا في حد ذاته أكبر تحد يدعو الإنسان للتواضع والإذعان : أن يعجز عن إدراك بعض مكونات نفسه والإحاطة بها . وحتى العوامل السيكولوجية ( السلوكية ) الأثر ببساطة والتي يمكن ملاحظة آثارها في المختبر كالتعلم والتذكر والانفعال والدوافع مازال علم النفس وهو يدرسها يخطو علي شواطئ بحرها اللانهائي خطفا يلهو علي ساحل محيط ... وفي أنفسكم أفلا تبصرون – هذا الإنسان العجيبة الكبرى يغفل عن قيمته وأسراره الكامنة في كيانه حين يغفل .قلبه عن الإيمان وحين يحرم نعمة اليقين . وحيثما وقف الإنسان يتأمل نفسه التي بأسرار تدهش وتحير 0

• تكوين أعضائه وتوزيعها ، وظائفها وطريقة أدائها لهذه الوظائف . وأسرار روحه طاقتها المعلومة والمجهولة .. إدراكه للمدركات وطريقة إدراكها وحفظها وتذكرها . هذه الصور المختزنة أين ؟ وكيف؟ هذه الصور والرؤى والمشاهد كيف انطبعت ؟ وأين ؟ وكيف ؟ تستدعي فتجئ وذلك في الجانب المعلوم من هذه القوي فأما المجهول منها فهو أكبر وأكثر.



التفكر عبادة حرة طليقة

التفكر في خلق السموات والأرض وما يقع عليها من أحداث ، أمر لا يحده عائق من اختلاف الزمان أو المكان ولا ماهية الأشياء . هذه عبادة حرة طليقة حرية الإدراك وانطلاق لخيال المؤمن سياحة فكرية وجدانية تحيي القلوب وتنير البصائر عندما يعبر الذهن من آيات الله في الكون إلي خالفها ومديرها ، وهذا هو المعني الحقيقي للاعتبار .


إن القلب الموصول بالله والتصور الصحيح للكون والإنسان ، يعني أن الكرة الأرضية ومن فيها وما فيها أن هي إلا ذرة تافهة في ملك الله الواسع . وأن الله خلق الإنسان وما عملت يداه والله خلقكم وما تعملون .



الفروق الفردية في درجات التفكر ..

هناك ثمانية أبعاد ومتغيرات متداخلة تتضافر في تكوين هذه الفروق كما يلي :

1 - عمق الإيمان كلما زاد إيمان الشخص المسلم كلما سهل عليه الاستغراق في ملكوت ربه استجاشة أنبل مشاعر الخشية والحب وازداد تبعا لذلك عمق تفكره وتدبره في خلق السموات والأرض.

2 - القدرة علي التركيز الذهني إن درجة إيمان المتفكر ومعرفته بالله هي العامل الأول والأساسي الذي يحدد عمق تفكره أما العامل الثاني فيتعلق ببعض خصائص المؤمن وسمات شخصيته وبقدرته الفطرية علي التركيز الذهني دون أن يشعر بالتعب والملل السريع .