نوع معلوماتك و زود خبراتك



أنواع المعلومات
طبقا لمصدرك، يمكن للمعلومات التي تجمعها أن تكون وصفية، أو قصصية، أو إحصائية أو خاضعة لرأي ما. وفكرة تقديم "الحقائق فقط" لن ترضى الجميع. فلو كان هذا هوما يريده الجميع حقا لأمكننا حينها الدخول إلى الإنترنت والتغاضي عن الاستماع لغيرنا. فبينما تعد الحكايات مثلا كافية بالنسبة للكثير من الأشخاص ستجد على الجانب الآخر أشخاصا آخرين ستحتاج في التعامل معهم إلى دلائل أكثر صلابة ومنطقية تدعمها الدراسات، كما لا يزال هناك أشخاص يثقون في الأرقام أو الإحصاءات. وبما أن الإنسان هو المثال النموذجي الذي يرسخ أفكاره حول المبادئ والمفاهيم، يمكنك استغلال هذا بتسليط الضوء على قصص وحقائق مقبولة على مستوى العالم لها علاقة بمعلوماتك. واذ ا فهمت جمهورك وعرفت أفضل أسلوب لتجزئ لهم هذه المعلومات، فستتمكن من تصميم مجموعة من الأدوات لاستخدامها في عرض نسختك الخاصة للخبرة. يمكنك قضاء شهر في جمع بيانات من الإنترنت عن أفضل معجون للأسنان لك، وقد تكون على اطلاع على كل شيء يمكن معرفته عن هذا الموضوع، لكن الطريقة التي تقدم بها هذه المعلومات هي التي ستحدد ما إذا كان هناك من سيستمع إليك أم لا.

صحة المعلومات
وفي ظل وجود الكثير من البيانات، بدءًا من الحقائق المحددة وانتهاء بنظرية المؤمرة الدخيلة، سيعتمد قدر الصحة الذي تتمتع بها أية معلومة، سواء من وجهة نظر جمهورك على نمط شخصيتك وشخصياتهم. على سبيل المثال: التقني الذي يحاول أن يصبح خبيرا في ساعتين سيتوجه مباشرة إلى الحقائق. وإذا رغب في أن يصبح قادرا على مناقشة هجوم التيت الذي قام به الثوار الفيتناميون عام 1968 خلال حرب فيتنام، سيبحث عن وصف المؤرخين له بدلا من الاتصال بوالد صديقه الذي شارك في هذه الحرب لفترة ما، والذي يعرف على الأرجح شخصا أخبره بقصص عما قد حدث في هذا الهجوم. أما الراوي، فقد يزور مثلا موقع (
www.Imdb.com
) ليبحث عن فيلم يدور عن فيتنام، أو قد يتحدث إلى والد صديقه هذا أو حتى إلى والدته ليفهم بشكل أفضل التأثير البشرى لهذه الحرب.

هل يوجد أسلوب أفضل من الآخر؟
تعتمد الإجابة هنا بشكل جزئي على ما تعنيه كلمة "أفضل" بالنسبة لك، كما تعتمد أيضا على نوعية جمهورك ومستوى براعتك في التعامل مع نوع معين من المعلومات. فإذ ا كنت إسفنجة مثلا، فقد تواجه صعوبات في تتبع الإحصاءات وتسليط الضوء عليها في عرض ما، لا سيما إذا كان جمهورك مكونا من التقنيين.
بالنسبة لأغلب أنماط البشر، تعد الإحصاءات هي أقل نوع من المعلومات تفضيلاً لإثبات الخبرة. ويمكن للإحصاءات أن تقيدك بشكل جيد عندما تشن هجومًا على شخص ما محاولاً تحديد ما إذا كان هذا الشخص صادقًا معك أم لا، إلا أنه يمكن لهذا الشخص أن يوقعك في مأزق بسهولة إذ ا جعلت هذه الإحصاءات هي حجر الأساس الذي تقوم عليه خبرتك.

استخدام الإحصاءات بطريقة هجومية
إليك مثالا عن كيفية استخدام الإحصاءات بطريقة هجومية: يقول شخص ما: "نصف عدد الأطفال بأمريكا يعانون البدانة"، وتصادف أنك قد قرأت أن أحدث دراسة عن هذا الأمر تشير إلى أن حوالى 25% من الأطفال يواجهون هذه المشكلة، لذا تتول ببساطة: "ربما هم يعانون البدانة من وجهة نظر شخص ما، لكنى قرأت أن الأطباء يرون أن 25% منهم فقط هم من يعانون البدانة". السؤال هنا: هل هذا التحدي يؤهلك لتصبح خبيرا أم لتصبح مجرد معارض؟
الآن ، فكر في طريقة أخرى قد يسير بها هذا السيناريو. فعندما يقول لك أحدهم: "نصف الأطفال مصابون بالبدانة!" سترد أنت قائلا: "حقا؟ هل تضع هذه الإحصائية في اعتبارها الوزن الذي يكتسبه العديد من الأطفال قبل البلوغ، والذي يفقدونه بسرعة كجزء من طفرة النمو والبلوغ التي يتعرضون لها؟". إنك لم تعتمد هنا بشكل فعلي على الحقائق، وبالتالي لن تحتاج إلى الاستشهاد بإحصائية ما لتشكك في مصداقية التصريح وقائله، بل إن ما فعلته حقا هو الهجوم على ذكريات الناس عن حياتهم أو حياة الآخرين. وبدلا من هذا يمكنك أن تقول : "ما تعريفك للبدانة؟ بمعيار مَن تقيس ذلك به؟ ما النسبة المئوية لمستوى الدهون في الجسم التي تحدد البدانة؟"
في هذه الحالة يمكنك التشبث بمعلوماتك المتعلقة بتصريح الأطباء عن إصابة ربع أطفال الأمة بنسبة س% أو بزيادة في دهون الجسم كآخر سلاح في جعبتيك.
إن إساءة استغلال الإحصاءات لن تقوض مصداقيتك فحسب ، بل ستظهر أيضًا بمظهر الأحمق. هل ترغب في أن تشبه "ألفا ألفا" في فيلم (The Little Rascals)؟ فهو قد رأى إثر قراءته لمعلومة في كتاب ما- تقر بأن "أي طفل خامس لأية أسرة هو طفل صيني"- أن الأمر مرعب للغاية لأن والدته على وشك إنجاب طفل جديد- طفلها الخامس. ومثل هذا التفسير للحقائق بدون وضعها في سياقها امر شائع.
هذا مثال واحد فقد عن السبب وراء عدم اعتبار الإحصاءات نوعًا من أنواع المعرفة؛ فالإحصاءات وحدها لا تقدم أية خبرة. ومع ذلك، إذ ا كنت تقنيا وترغب في تدريب نفسك على أن تصبح أكثر حكمة في استخدام الإحصاءات، يمكنك زيارة موقع (
www.econcclass
) والخضوع للاختبار الموجود به عن الإحصاءات المضللة المعدة لدارسي مادة الاقتصاد بالمدارس الثانوية والكليات. كي سبيل المثال: كيف سيكون رد فعلك تجاه هذه العبارة: أفضل المدارس الحكومية تقدم منهجًا أصعب من أغلب المدارس الخاصة. إذا قلت: إن المدارس الحكومية هي بالطبع أفضل من المدارس الخاصة، تكون قد وقعت في الفخ؛ حيث إن كل ما تفعله هذه العبارة هو مقارنة أفضل ما في شريحة ما بغالبية ما في شريحة أخرى، وهذا غير منطقي.
الآن ، وبعد أن أثنيتك عن استخدام الإحصاءات، سأعترف لك بأنه يمكن للشخص العالم بالطبيعة البشرية أن يجعل منها أداة غاية في القوة. فمع وجود الجمهور المناسب- فلنقل مثلا : إنهم يتمتمون جميعًا بشخصية الإسفنجة - يمكنك الإفلات بالإحصائية المزيفة عن المدارس الحكومية في مواجمة المدارس الخاصة، كما يمكنك الإفلات بالإحصائية المزيفة عن المدارس الحكومية في مواجهة المدارس الخاصة، كما يمكنك دفعهم إلى مناظرة قوية عن أوضاع التعليم. وطالما يمكنك الانصراف عن المناقشة قبل أن تضطر إلى قول أي شيء آخر، قد تظهر حتى بمظهر الشخص الفطن.
وبمضيك قدما في هذه الاستراتيجيات، ستحتاج إلى التفكير فيما تحاول تحقيقه، وما يحفز جمهورك، وكيف يتعاملون مع المعلومات، وما الفترة الزمنية المتاحة لديك لتحافظ على دورك كخبير- وهذا بالطبع سيتأثر بأسلوبك في إدارة المعلومات وبمستوى قدرتك على التأقلم مع الموقف.