أدرس قوانين العقل

عقلك الباطن غرفة مظلمة
عقلك الباطن هو غرفتك المظلمة الكبيرة. وهو المكان السرى الذي تتطور فيه حياتك الخارجية.
ولذلك فليس اسمك، ولا طريقة ملبسك، ولا والديك، ولا جيرانك، ولا السيارة التي تقودها هي ما تحدد ما تكون ومن تكون. انما انت في الحقيقة تجسيد للمعتقدات التي تتخذ شكلا وصورة وتمزج بالضوء والظر داخل غرفتك المظلمة. ومن منظور اخلاقي، فإن عقلك الباطن محايد تماما، وهو قادر على النظر إلى أي عادة باعتبارها شيئا ملائما، مهما كان حكمك او حكم العالم من حولك، عليها بالسلب او بالإيجاب. وهذا هو السبب في اننا عندما نلقي أفكار سلبية داخل عقلنا الباطن تلك الغرفة المظلمة الخاصة بنا بشكل متكرر فإننا نفاجئ بشدة لكون تلك الأفكار المظلمة قد أحدثت تأثيرا في تجاربنا اليومية وعلاقتنا.. بشكل متكرر. وفي الواقع، فإنه من النادر ان تجد شيئاً يحدث لنا دون ان يكون لنا دور في حدوثه بهذه الطريقة.
ومن اجل ان يتغير عالمك، لابد ان تغير عقلك.. من الداخل إلى الخارج. لكنك ان تقلبت مفهوم تلك الغرفة المظلمة، فسوف تجد نفسك متحررا بسعادة من العواطف التي تحطب بعملية التغيير. عندما تعتنق هذه الفكرة، سوف تجد ان تغيير حياتك ليس بالصعوبة التي تتخيلها. فكم من الجهد يتطلب استبدال صورة عقلية حالية بصورةجديدة وهذا التفهم قد يصبح علامة على بداية فترة سهلة من التغيير الايجابي الذي يحدث لك.
وقد تتفاجئي عندما تعلم ان كل المعتقدات والميول التي ترسخت بداخلك منذ مرحلة الطفولة المبكرة مازالت تعيش بداخلك، ولا يزال لديها من القوة ما تستطيع ان تؤثر به على حياتك. وجميعنا يمتلك الكثير من تلك الافكار والمعتقدات التي تناسيناها منذ زمن بعيد، والتي ربما يكون لها اصول من مرحلة الطفولة. وهذه الأفكار والمعتقدات مختبئة في أعماق تلك الغرفة المظلمة التي تمثل عقلنا الباطن. ومعرفتك بهذا الامر يجب ان يوضح لك لماذا قد حان الوقت لكي تطور احتراما صحيا لأفكارك.
على سبيل المثال، اذا كنت تعتقد ان الجلوس بالقرب من المروحة سوف يصيبك بتيبس العنق، فسوف يعمل عقلك الباطن على اصابتك تتيبس العنق وليست حركة المروحة، والتي تمثل جزيئات حميدة من الطاقة تدور في تردد عالي، هي التي ستسبب لك ألم الرقمة، ولكن اعتقاداتك الخاطئة هي من سيفعل ذلك. ان المروحة غير مضرة كما تعتقد.
واذا كنت تخشى انك ستصاب بالبرد لأن شخصا في مكتبك قد عطس، فإن خوفك سيتحول الى تحرك عقلي سيخلق ما تتوقعه وتخشاه وتؤمن به. وسوف تلاحظ ان بقية زملائك في المكتب يصابون بالبرد لأنهم لا يؤمنون به، وانما يؤمنون بالصحة. قال أحد الحكماء: ما كنت أخشاه بشدة قد لحق بي.
وعلى الجانب الآخر. من أين تظن ان قوة الشفاء الإعجازية تستمد قدراتها من العقل الباطن نفسه.. اذا ملئت غرفتك المظلمة بحقائق عظيمة فإن صورك سوف تعكس تلك الحقائق. سوف يتقبل عقلك الباطن تلك الحقائق وسوف تصبح خاضعا لقوة عقلك الباطن التي ستجبرك على الشفاء، وعلى السكينة وكما ان الطعام الذي تأكله يتحول إلى دماء تجري في عروقك فإن هذه الأفكار تستقر في عقلك وتؤثر على حياتك. وهذه هي الطريقة التي تعلمت بها كيف تسمي وتسبح وترقص او تعزف على البيانو.

انك تكرر فكرة ما، مرة بعد مرة، حتى تصبح طبيعة ثانية لك، وهذا هو ما نقصده بالصلاة او اللجوء الي مبادئ عليا. ان الجازولين لا يحرك سيارة على حالته الاصلية. وانما يتوجب عليه ان يتحول الي بخار اولا، اي ان عليه ان يتغير حتى يكتسب القوة، تماما كما ان على عقلك ان يتغير قبل ان يكتسب القوة التي تمكنه من تحريك العالم الي حيث تشاء.
والى جانب القدرة على الشفاء فإن الغرفة المظلمة التي تمثل عقلك الباطن هو مظن انتاج الثراء. والسر هو ان تجعل عقلك الباطن ثريا حتى تتمكن من رؤية السعة وهي تغمر حياتك.
وعندما تصبح دارسا لقوانين العقل، فسوف تصل إلى الإيمان والمعرفة اليقينية انه بغض النظر عن المواقف الاقتصادية، وتقلب سوق الأسهم، والكساد الاقتصادي، والاضرابات العمالية، والحروب، او مواقف وظروف اخرى، فإنك ستكون دوما في سعة من العيش. والسبب في ذلك هو انك قد اوصلت فكرة الثراء الي عقلك الباطن، وامددت غرفتك المظلمة بصورة الثراء، مما سيجعلها تمدك دائما بالثراء الذي تؤمن به. سوف تكون قد اقنعت عقلك السري ان الاموال تتدفق بحرية في حياتك طوال الوقت وان هناك دائما فائض رائع من المال. ولو ان انهيارا اقتصاديا حكوميا قد وقع بالغد وصارت كل ممتلكاتك الحالية بلا قيمة، فإنك ستسمر في اجتذاب الثراء ولن تشعر بالعوز ابدا.
ان الغرفة المظلمة لعقلك الباطن مليئة بالأفكار الجديدة العظيمة، وعليه فأنك الا تحتاج إلى أن تقلق بشأن استبدال الأفكار القديمة. ابدأ الآن بالتفكير في الأشياء الحقيقية والجميلة والنبيلة. وسوف ترى هذه الخصال تحيط بك دائما. تذكر ان الله د حكم على الأشياء ان تكون جيدة او جيدة جدا في طبيعتها، وكذلك يجب ان تفعل انت. والتفكير بهذه الطريقة سوف يعطيك توجها جديدا وصحيا لأفكارك وسوف تكتشف انك لن تكون بعد اليوم ضحية لصور عقلية تعتد انه لم يكن لك دخل في إرسائها داخل عقلك الباطن.